سحر التفريق

استخدمت عصابة مصرية، تضم 3 أشخاص، سحر التفريق، لاستغلال نساء القرية جنسيًا، حيث ارتكب المتّهمون نحو 100 واقعة، طبقا لما جاء في محضر التحريات وتحقيقات النيابة، وأقوال اثنين من الضحايا.

تفاصيل الواقعة التي ضمت الكثير من المفاجآت، بينها قصة خلطة "عطارة الأحجبة"، التي تحتوي على "زيت زيتون إسرائيلي، حبة البركة، وأعشاب الجو"، إضافة إلى حكايات في القرى نتيجة الجهل، سطرتها تحريات وتحقيقات النياية وبيّنت التحقيقات أنّ "عقارب الساعة كانت تشير إلى العاشرة من صباح السبت الماضي، الجميع يباشر عمله داخل سرايا نيابة الصف، سواء محقق النيابة أو جلسات الجنح، ودون مقدمات طرق عامل باب محقق النيابة عبدالمعز ربيع مدير نيابة الصف، وطلب مقابلته، وفور دخوله قال "أنا فلاح يا بيه، وكنت عايز أعمل محضر في اتنين إخوات صوروا مراتي صور مخلة بالآداب، وهما بيعالجوها بالقرآن في بيوتهم"، لم ينته محقق النيابة من سماع أقوال هذا الشخص، إلا وفوجئ بشخص آخر يطلب من الدخول من قرية الأول، ويطلب عمل محصر للمتهمين بسبب صور فاضحة لزوجته.

واستمع مدير نيابة الصف لأقوالهما، وقال المبلغان إنهما لا يعرفان كيف وصل الدجالين إلى تلك الصور، وكيف تمكنا من تصويرها لزوجاتهما، وعقب سماع أقوال المبلغان، أخطر محقق النيابة رئيسه المستشار محمد علي حمودة رئيس نيابة الصف، وتم إخطار المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، الذي أمر بفتح تحقق موسع في البلاغات، وتم طلب تحريات المباحث بشأن الواقعة، وبسرعة توالت الأحداث.

وعقب تكليف النيابة بعمل التحريات اللازمة بشأن الواقعة، كلّف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، بتشكيل فريق بحث وتحر من ضباط مباحث قطاع جنوب الجيزة، لكشف وملابسات الواقعة، وجاءت التحريات التي جرت بمعرفة العميد ناجي كامل رئيس المباحث الجنائي لقطاع جنوب الجيزة، كالتالي: "المتهم الأول محمد، استعان بشقيقه رضا، وشخص آخر يدعى (محمد م)، لمساعدته في أعمال السحر، وكان يتجه إلى الضحية في منزلها، ونظرا لجهله بالقراءة والكتابة، كان يقوم بتشغيل القرآن في هاتفه ويطلب من الضحية سماعه عبر سماعات الأذن، وفي أثناء ذلك يقرأ بعض الطلاسم ويرسم أشكال غريبة في أركان المنزل، ويكتبها في 7 أحجبة مكونة من (زيت زيتون إسرائيلي، حبة البركة، وأعشاب الجو ومكونات أخرى"، وأُرسلت التحريات إلى النيابة، وعقب تلقي النيابة التحريات أصدرت قرار بضبط وإحضار المتهمين.

وعقب صدور قرار ضبط وإحضار المتهمين.. انطلقت 3 مأموريات من المباحث وألقت القبض على الدجالين الأول وشقيقه الثاني، وتم اقتيادهم في حراسة أمنية مشددة إلى سرايا النيابة.

ووقف المتهم الرئيسي أمام محقق النيابة عبدالمعز ربيع، وأنكر صلته بالواقعة، واستمر في الإنكار، وهنا بدأ محقق النيابة تضييق الخناق عليه، ومواجهته بالتحريات وأقوال اثنين من الضحايا، وبعد 15 ساعة من المواجهات، انهار المتهم واعترف بارتكاب الواقعة، وقال للمحقق: "يا فندم أيوه حصل الكلام ده، بس كان برضاء الضحايا"، وعقب ذلك أجرى محقق النيابة مواجهة بين المتهم، ومالك محل عطارة، فأكد الأخير أن المتهم يشتري مكونات غريبة تستخدم في أعمال السحر والدجل منذ فترة كبيرة.

وجمع محقق النيابة خيوط وتفاصيل القضية، من خلال اعتراف المتهم الرئيسي وصاحب محل العطارة، وعدد من أهالي القرية الذين أكدوا أن المتهم كان يتردد على عدد كبير من نساء القرية بحجة علاجهم بالقرآن، وأنه خلال تلك الفترة ظهرت حالات كثيرة من الطلاق والخلافات الزوجية، كانت تبلغ بشكل يومي 10 حالات طلاق، وعقب الانتهاء من مناقشة المتهم الأول، أكد شقيقه المتهم الثاني، صحة ما جاء في تحريات المباحث واعترافات المتهم الرئيسي، واعترف بأنه وشقيقه مارسا سحر التفريق، حتى تمكنا من ممارسة الجنس مع أكبر عدد من نساء القرية.

وبدأ محقق النيابة البحث عن اتهامات أخرى، وهي تهمة الاتجار بالبشر، التي تنطبق على المتهمين الذين كونوا عصابة لاستغلال النساء جنسيا، وارتكبوا العديد من الوقائع، كما وجهت لهم النيابة تهمة هتك العرض بالقوة والنصب، وقررت حبسهم 15 يوما، وضبط وإحضار متهم آخر "هارب" اشترك في ارتكاب الوقائع.