أبوظبي - وام
دعت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.. إلى تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك بين دولة الإمارات والصين خاصة في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال إطلاق مشروعات استثمارية مشتركة يصحبها تنفيذ برامج متطورة لتنمية الموارد البشرية ودعم قدرات المرأة وتوفير فرص التدريب الفني والتقني والعملي لها.
وأكدت في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية اليوم لفعاليات منتدى المرأة العربية الصينية " الذي يعقد تحت عنوان " المرأة والتمكين الاقتصادي " في فندق روزوود في أبوظبي .. أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بين الجانبين للوصول بإنتاجها إلى الأسواق الخارجية .. إضافة إلى الفرص الواسعة المتاحة لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة بين سيدات الأعمال من الجانبين و خاصة مع سيدات الأعمال في دولة الإمارات اللواتي يتولين حاليا إدارة أكثر من / 20 / ألف مشروع محلي وخارجي باستثمارات تصل نحو/ 45 / مليار درهم.
وأعربت عن أملها أن يشكل المنتدى - الذي يقام تحت رعاية سموها - إضافة نوعية مهمة في إثراء الحوارات وتعميق التفاهمات التي تحققت وتكريسه للاستفادة القصوى من التجارب والخبرات المتبادلة بين الهيئات النسائية العربية والصينية وتحويلها إلى ممارسات عملية على أرض الواقع تؤتي ثمارها في شتى المجالات التنموية وخاصة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتمكين الاقتصادي للمرأة.
وتشارك في المنتدى - الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة والحكومة الصينية والاتحاد النسائي الصيني وهيئة الأمم المتحدة للمرأة - السيدات الأول في جمهورية الصين الشعبية والدول العربية ونحو / 200 / شخصية عربية وصينية من القيادات النسائية ورائدات سيدات الأعمال .. بجانب ممثلات عن المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا المرأة والمؤسسات النسائية الحكومية والأهلية .. إضافة إلى ممثلين لمختلف وسائل الإعلام المحلية والصينية.
وفيما يلي نص الكلمة التي وجهتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خلال الجلسة الافتتاحية والتي ألقتها نيابة عنها ريم عبدالله عيسى الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة..
// أخواتي صاحبات الفخامة السيدات الأول في جمهورية الصين الشعبية الصديقة والدول العربية الشقيقة ... أصحاب المعالي الوزراء والوزيرات ... أخواتي ممثلات هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومؤسسات وهيئات الأمم المتحدة المعنية بقضايا المرأة والدول الشقيقة والصديقة ...أخواتي قيادات ورائدات العمل النسائي العام... حضرات السيدات والسادة.
طيب لنا في البداية أن نرحب بكم أشقاء وأصدقاء ضيوف إماراتنا الغالية الصاعدة وأن نتوجه إليكم جميعا بأخلص معاني الشكر والتقدير وأن نعبر عن سعادتنا البالغة بحضوركم ومشاركتكم في هذا المنتدى المهم.
إن تلاحمكم اليوم في هذا الحشد المعبر يجسد حرصكم على المضي قدما في العمل على طريق ترسيخ مسيرة تاريخ طويل وعريق من علاقات الصداقة والثقة المتبادلة والتفاهم والحوار والتواصل والتبادل الثقافي والتفاعل الإنساني والتمازج الذي امتد لقرون عدة بين الحضارتين العربية والصينية عبر طريق "الحرير" الذي نتشارك حاليا في مشروع حضاري لإعادة بنائه وإحيائه وتخليده.
ونتطلع من هذا المنتدى أن يشكل إضافة نوعية مهمة في إثراء الحوارات وتعميق التفاهمات التي تحققت وتكريسه للاستفادة القصوى من التجارب والخبرات المتبادلة بين الهيئات النسائية العربية والصينية وتحويلها إلى ممارسات عملية على أرض الواقع تؤتي ثمارها في شتى المجالات التنموية وخاصة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتمكين الاقتصادي للمرأة.
إننا في هذا السياق ندعو إلى تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك خاصة في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال إطلاق مشروعات استثمارية مشتركة يصحبها تنفيذ برامج متطورة لتنمية الموارد البشرية ودعم قدرات المرأة وتوفير فرص التدريب الفني والتقني والعملي لها وتكوين دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بين الجانبين للوصول بإنتاجها إلى الأسواق الخارجية إضافة إلى الفرص الواسعة المتاحة لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة بين سيدات الأعمال من الجانبين وخاصة مع سيدات الأعمال في دولة الإمارات اللواتي يتولين حاليا إدارة أكثر من / 20 / ألف مشروع محلي وخارجي باستثمارات تصل إلى نحو / 45 / مليار درهم.
ومن حسن الطالع أن يتزامن انعقاد المنتدى مع مرور / 11 / عاما على تأسيس منبر "منتدى التعاون العربي الصيني" في العام 2004 في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية تعبيرا عن عمق العلاقات التاريخية التي ربطت بين الصين والدول العربية.
وقد عقد المنتدى حتى الآن " ست " دورات متلاحقة ومنتظمة أثمرت عن نتائج إيجابية للارتقاء بمجمل العلاقات العربية الصينية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتقنية والعلمية والصحية والزراعية والبيئة والإعلامية والنسائية وغيرها من المجالات.
كما يأتي انعقاد المنتدى متزامنا مع مرور / 30 / عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية.. وقد ترسخت هذه العلاقات بفضل توجيهات قيادة البلدين الصديقين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وفخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية وحرصهما المستمر على تطوير وتعزيز هذه العلاقات بحيث أصبح البلدان اليوم شريكان استراتيجيان في المجالات كافة.
لقد حققت المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد التمكين السياسي والاقتصادي مكاسب ومنجزات نوعية ملموسة في نيل حقوقها الدستورية ومساواتها بالكامل مع الرجل في الحقوق والواجبات وذلك بدعم مطلق من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مما فتح أمامها آفاقا واسعة للعمل السياسي والاقتصادي وتمكينها من شغل أربعة مقاعد في مجلس الوزراء وتمثيلها بسبعة عضوات في المجلس الوطني الاتحادي وحضورها القوي في العمل الدبلوماسي المحلي والخارجي إضافة إلى شغلها أرفع المناصب القيادية في الدولة ومختلف مواقع وضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات كشريك أساسي في التنمية المستدامة.
لقد استطعنا في هذا السياق إنجاز معظم أو جل برامج عمل الأهداف الإنمائية للألفية الأممية التي تنتهي في العام الحالي وفي ذات الوقت واصلنا مسيرتنا نحو تحقيق المزيد من المنجزات بإعلان مبادرات جديدة للارتقاء بدور المرأة الإماراتية كشريك أساسي في التنمية وتمكينها في شتى المجالات.
وأشير في هذا الخصوص إلى المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في القمة الحكومية العالمية في الثامن من فبراير الماضي بتشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين" بهدف تفعيل دور المرأة وتعزيز مكانتها كشريك أساسي في صنع المستقبل.
كما دشنا في الاتحاد النسائي العام في السابع من مارس الماضي الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015 / 2021 والتي تشكل إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا لجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة وريادية تشارك في كافة مجالات التنمية المستدامة.
وفي الختام نؤكد دعمنا لهذا المنتدى ولما تتوصلون إليه من توصيات تسهم في تفعيل آليات العمل المشترك خاصة فيما يتصل بمشروع إنشاء منطقة تجارية تفضيلية عربية صينية لتشجيع الجانبين على زيادة وتوسيع مجالات التعاون والشراكة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس من المصلحة المشتركة والمنافع المتبادلة.