أربعة مواطنات يلامسن خيوط الشمس نحو المجد لرفعة الوطن، يحملن أرواحهن على كفهن فداء للوطن، إثر تخصصهن في مجال اقتحام مناطق الكوارث، وإنقاذ المصابين والمحتجزين في الأنفاق والبنايات الآيلة للسقوط ، ومصابي الزلازل والكوارث الكبرى وبذلك أثبتن بأن المرأة المتميزة أخت الرجال وبنت الرجال ومربية الأجيال على حب العمل والإقبال عليه خدمة للوطن بكافة الظروف والأحوال . فقد أثبتن أن المهام الصعبة لا تقتصر على الرجال بل أن للنساء نصيب فيها ، وأن بعض النسوة أثبتن قدرتهن على التعامل مع كافة متطلبات المهن مهما كانت معبأة بالتحديات . حيث أن المواطنات الأربع يعملن مسعفات في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، التي أوفدتهن للتدرّب في أميركا وعُدن منها بعد الحصول على هذا التخصص، واجتيازهن دورات فنية شاملة. وبعد عودتهن، شكّلن أول فريق نسائي للكوارث في مؤسسة الإسعاف، وأصبح لهذا الفريق صلاحية تنفيذ عمليات الإنقاذ في حالات الحوادث الكبرى، واقتحام المواقع التي تتعرض لكوارث. و من جانبه صرح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بأن المواطنات الأربع، مروة جعفر، وفاطمة سعيد، ومزون راشد علي، ولطيفة محمد المهيري، في أعمار صغيرة تراوح بين 20 و22 عاماً، على الرغم من ذلك أصبحن الآن مسؤولات عن اقتحام مناطق الحوادث الكبرى، وإنقاذ أية إصابات، بعد تخصصهن في هذا المجال الصعب. واعتبر أن المؤسسة تعمل دوماً على تطوير كفاءات مسعفيها، وفنيي الطب الطارئ من المواطنين والمواطنات، وتأهيلهم للتعامل مع جميع أنواع الحوادث. كما قد شرح بأن المواطنات الأربع سافرن للتدرّب على مهام شاقة، وعملن في نقاط إسعاف في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وأسهمن في إنقاذ حالات مرضية خطرة ، ووجدن ثناءً وتقديراً كبيرين من قبل سلطات الإسعاف في تلك الولاية ، مشيراً إلى أن الدورات تمت بالتعاون مع المنظمة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (فيما)، وبالتنسيق مع جامعة هاريسبوج في ولاية بنسلفانيا. وروت مزون راشد إحدى المتدربات حول تفاصيل التدريبات التي تلقتها وزميلاتها في الولايات المتحدة، قائلة : « إنهن كن يتدربن على مهام شاقة، منها الهبوط بالحبال من ارتفاعات تصل إلى خمسة طوابق، واقتحام مبانٍ آيلة للسقوط، والنزول للأنفاق والخنادق لإنقاذ الحالات المحتجزة والمصابة في حالات الحوادث الكبرى والكوارث». مفندة إلى أنهن تدربن على تقطيع السيارات العملاقة التي تعرضت لحوادث لإنقاذ ركابها (المحشورين)، وقيادة مركبات إسعاف في طرق وعرة للوصول إلى المصابين، إلى جانب تثبيت المنازل المهددة بالانهيار لإنقاذ سكانها حال التعرض لزلازل. وأكدت أن التدريبات كانت تتم في ظروف جوية شديدة الصعوبة من بينها أيام شديدة البرودة وأيام ممطرة ورعدية، وأخرى تمت في أوقات متأخرة من الليل في الظلام الشديد. ولفتت إلى أنهن كثيراً ما كنّ يواجهن تساؤلاً حول أسباب ارتداء الحجاب، وحين يشرحن أنهن عربيات مسلمات كنّ يلقين احتراماً وتقديراً كبيرين من المرضى والمسعفين الأمريكيين. وتروي مزون راشد أنه تم تكليفها وزميلتها فاطمة سعيد بالانتقال إلى منزل مريضة مصابة بنزف حاد، وقدّمتا إليها الإسعافات اللازمة حتى وصلت إلى المستشفى واستقرت حالتها، مشيرة إلى أنها وزميلتها حين عادتا إلى مقر سكنهما كان دم المريضة يغطي مساحات واسعة من ملابسهما. أما لطيفة المهيري فترى أن اجتيازها وزميلاتها الدورات التدريبية الأميركية أثبت أن ابنة الإمارات قادرة على تحمّل المسؤوليات الجسام واقتحام الصعوبات، ودليل على كفاءتها في أي مجال. وتعتبر مروة جعفر أن الإنقاذ لا يتطلب قوة عضلات بقدر ما يحتاج إلى سرعة بديهة، وخفة في الحركة، والقدرة على إدارة الوقت، والمبادرة بالوصول إلى المصاب في أول لحظة، مضيفة إلى أنهن شاركن في عمليات إنقاذ وإسعاف لحوادث كبرى، وتخصصنا في كيفية إدارة الأزمة بصبر ومثابرة، وإنقاذ المصابين في وقت قياسي.