دمشق ـ جورج الشامي
رأت عضو "كتلة القوات اللبنانية" وعقيلة رئيس الحزب النائب ستريدا جعجع أنه لا خلاص للبنان إلا انطلاقًا من منطق الدولة، ونحن نشد على يد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونقول له، "إننا بما نمثله كطرف سياسي، نحن إلى جانبه في هذه المرحلة الدقيقة"، متسائلة "هل هي جريمة إذا قال رئيس الجمهورية إننا لا نريد سوى الدولة والجيش وتحييد لبنان؟ ونحن حريصون جدًا على طرح الرئيس"، فيما توجهت جعجع إلى أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بالقول :"أتمنى على السيد نصرالله أن نتمتع بالحكمة جميعًا لأن البلد إذا سقط سيسقط على رؤوس الجميع". و أضافت جعجع "إن معادلة الجيش والشعب والمقاومة لا يمكن الاستمرار فيها، ونحن لدينا مواقف واضحة في كل الحكومات السابقة برفض هذه المعادلة، ولكنني فوجئتُ أخيرًا بطرح هذه المعادلة مجدداً ولاسيما بعدما جرى والتفجيرات تحديدًا في الضاحية وأنا أعتقد أن هذه المعادلة قد تكون هي التي أوصلتنا إلى هنا". وجاء كلام جعجع في مقابلة ضمن برنامج “بموضوعية” على الـ"mtv" مع الإعلامي وليد عبود حيث استنكرت انفجار الضاحية الجنوبية في الرويس وعزت أهالي الضحايا، وقالت "أنا كلبنانية مسيحية من بشري معنية بما يجري في الضاحية كما أنا معنية بما جرى في الأشرفية باستشهاد اللواء وسام الحسن، وكما كنت سأكون معنيّة كذلك بالمتفجرات التي نقلها ميشال سماحة من قبل نظام بشار الأسد لتفجيرها في مساجد عكار". وأضافت "رأينا ان مقررات طاولة الحوار لم تطبق أبدًا، وبعدما قاله النائب محمد رعد تبيّن ان موقفنا كان في محله، ولماذا قال النائب رعد الآن بعد أكثر من عام ان اعلان بعبدا ولد ميتاً؟". مشيرةً إلى أن " إعلان بعبدا يتمحور حول تحييد لبنان عن الصراعات، التمسك بالطائف، ضبط الحدود، الالتزام بالشرعية الدولية والثقة بان لبنان كيان بحد ذاته، فلم التوقيت الآن برفض هذا الاعلان من "حزب الله"؟ وإذا كنا سنكمل بهذا الوضع سنذهب إلى مكان لا يناسب اي طرف في البلد". وتابعت "ثمة حكمة بالتفكير جدياً بطاولة الحوار وإنما تحت عنوان عريض هو العودة إلى منطق الدولة وإلا يكون ما نقوم به تضييعاً للوقت، وأنا سأطرح مسألة الحوار في اجتماع الهيئة التنفيذية والقوات مجتمعة تأخذ هذا القرار، فما هي مصداقية طاولة الحوار في ظل ما يعلنه النائب رعد؟" وسألت جعجع أين ستوصلنا معادلة الجيش والشعب والمقاومة؟ اذا لم نحيّد لبنان عن كل الصراعات فالنتيجة معروفة". وعن الشائعات عن انفصالها عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، قالت جعجع "أولًا أريد أن أوجه تحية لرفاقنا في القوات أينما وجدوا في لبنان والعالم، واؤكد ان هذه الشائعة هي سلسلة سخيفة من ضمن الحرب التي شُنت بعد الطائف على القوات والحكيم حتى اليوم، فالقوات مرت بمطهر لا مثيل له بتاريخ لبنان من العام 1994 وحتى العام 2005، وثمة ابطال بهذه المرحلة، وصولاً إلى مرحلة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن ثم خرج الحكيم من المعتقل حاملاً المشعل نفسه الذي دخل فيه إلى الاعتقال، وهذه الحرب الدائرة اليوم هي لأن القوات والدكتور جعجع هما رأس حربة في المشروع السيادي في لبنان". وتابعت "لم يعد لديهم شيئاً بالسياسة فذهبوا إلى الشخصي واعتقدت ان ما زال هناك حرمة للبيوت لكنهم افلسوا ووصلوا إلى حدّ تناول الشق الشخصي، فبعد كل الذي مررت به 11 عامًا و3 أشهر باعتقال الحكيم وارتضيت لنفسي أن أكون رفيقة له ولرفاقنا لذا أنا لا أُسأَل عن علاقتي بالحكيم، وأريد أن أعرف من هو الراهب الكسليكي الذي تحدثوا عنه، لن أتوقف عند هذا الموضوع أساسًا ولا يحرز أن نتحدث عنه، فلو أردنا الطلاق لجرى منذ زمن وما يجمعني بسمير جعجع أعمق بكثير وهو قلبي، وما يقوم به للبنان هو أعمق بدرجات مما يظنون، وهل يأتون الآن بفبركات هوليوودية؟!، والأمر ليس جديدًا وبدأ منذ وجود الحكيم بالمعتقل، وما يقومون به دليل ضعف بامتياز، وأنا ربحت الرهان ولو عاد التاريخ بي إلى الوراء لكنت ارتبطت بزوجي من جديد". وأوضحت جعجع "أنا أقطن في منزل “يسوع الملك” منذ اعتقال الدكتور جعجع واستخدمت هذا المنزل كمكتب بسبب سهولة الوصول إليه وأنا منذ 6 أشهر في معراب، إن لمنزل يسوع الملك رمزية كبيرة، لأنه جمع مجموعة النضال أيام الاضطهاد الذي طال القوات بين عامي 1994 و2005، فبعد حل الحزب وضعوا يدهم على الممتلكات ولم يبق الا هذا المنزل". وأكّدت جعجع أن الحديث عن تضخيم الاضطهاد الذي تعرضت له القوات اللبنانية غير صحيح، اكثر من ستة آلاف شاب وصبية جرى اعتقالهم في تلك الفترة، أهذا تضخيم؟. و أوضحت أن " الواقع فرض نفسه بعد اعتقال د. جعجع وثمة اشخاص اختلفوا معه لانهم ارادوا ان يدخل في اول حكومة بعد الطائف مع سلطة الوصاية". وتابعت " كان هاجس الدكتور جعجع قبل تسليم نفسه إلى وزارة الدفاع هو أن يصل حيًا إلى هناك، وتخوّفَ من ان يتعرض للقتل وطلبَ أن يُنقل بعدها إلى سجن آخر لأن سلطة وصاية نظام حافظ الأسد كان موجودة بكل ثقلها في وزارة الدفاع، وطلب مني أنني إن اردتُ شيئاً التحدث مع الوزير ميشال المر لأنني خلصت له ابنه الياس المر في معركة مع الوزير السابق الياس حبيقة". وأردفت "إن الحكيم رسم مسارًا واضحَ المعالم بعد الطائف، وبدأت علاقته مع الرئيس رفيق الحريري قبل دخوله المعتقل وكذلك كان بدأ بنسج علاقة مع الرئيس نبيه بري وحصلت زيارات بينهما، لقد كان حريصًا على الشراكة المسيحية – الاسلامية للوصول إلى ما وصلنا اليه بانتفاضة الاستقلال". وروت جعجع إنه " كان ممنوعًا أن نتكلم بالسياسة خلال زيارة سمير جعجع في السجن وفقط المحامون كانوا يضعونه بتفاصيل الاحداث اليومية والمجلّة الوحيدة التي كان يسمح بإدخالها إليه هي مجلّة “الشبكة". وأضافت " لقد تم اتهامي في فترة معينة بتهمة تفجير سيارات في لبنان وسورية ونزلت إلى التحقيق في المحكمة العسكرية والقاضي قال لي: "مصيرك كمصير زوجك في السجن أن اكملت الطريق نفسه واتمنى عليك الهدوء كي نمرر هذه العاصفة". ولفتت إلى أن " حزب القوات منذ أن خرج الحكيم من الاعتقال بمسار تصاعدي قوي وطنيًا وأنا بعد خروج “الحكيم” خصصت وقتي لمنطقة بشري كنائب عن المنطقة، لم يعد لديهم أي شيء سياسي فذهبوا إلى الشخصي والقوات "حصرمة بأعينهم" وأدعو الرفاق إلى الانتساب لحزب "القوات" بأسرع وقت وربما عند ذلك يطلقون شائعات أكثر". وعن ممتلكات حزب "القوات"، أوضحت جعجع أن " مقر معراب مقسوم إلى قسمين: قسم هو بيتنا على قطعة أرض أهدانا إياها والدي بعد زواجنا، والقسم الثاني هو عقار يستأجره حزب القوات من الرهبانية اللبنانية المارونية، بيت معراب لسمير وستريدا جعجع بينما مقر حزب "القوات" هو أرض يستأجرها لحزب "القوات"، فعندما توفي والدي عام 1997 بعنا أنا وإخوتي منزل للعائلة في انكلترا واشتريت منزل يسوع الملك وهو باسمي". لافتةً إلى أن " كل الممتلكات التي تستعيدها القوات يتم وضعها باسم شركة "الأسمر" بينما الممتلكات الجديدة يتم وضعها باسم الحزب، فكل ما يدخل من أموال إلى الحزب اليوم يدخل عبر أمين المال". وفي الشق الإنمائي لمنطقة جبّة-بشري، قالت جعجع " بدأنا، زميلي النائب ايلي كيروز وأنا، بالعمل من تحت الصفر وثمة واجب يجب أن أحققه تجاه أهلنا". وأشارت إلى أنه " حين يُتخذ قرار داخل الحزب أنا مستعدة للتخلي عن المعقد النيابي في بشري لمصلحة أي شخص". وعمّا إذا كان لديها مخاوف أمنية مشابهة لمخاوف الدكتور سمير جعجع، أجابت جعجع "في البداية لم يكن لدي الهاجس الأمني كالهاجس والخطر الموجود على “الحكيم”، ولكن بعد المقال الأخير الذي تناولني شخصيًا في إحدى الصحف قرأه البعض بأنه تهديد أمني مباشر ولاسيما أن بعض القيادات التي تم اغتيالها أمثال جبران تويني وسمير قصير سبق وان تلقت تهديدات أمنية عبر هذه الوسيلة".