لقد كانت ثلاثة أسابيع مذهلة في حياة ييتييش آيناو، اليتيمة التي هاجرت إلى إسرائيل من إثيوبيا، لتتوج في الشهر الماضي كأول ملكة جمال سمراء في إسرائيل. وقد وجهت إليها الدعوة لحضور حفل عشاء الخميس مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يزور القدس حاليا. ولم يكن يخطر ببال الفتاة الإثيوبية يوما أن تربح في مسابقة من مسابقات الجمال أو أن تجلس إلى موائد الرؤساء المدعوين. توفيت والدة آيناو مؤخر ومن قبلها بسنوات والدها. لذا ذهب جدها وجدتها من ناحية أمها، وكانا من بين آلاف اليهود الإثيوبيين الذين يعيشون في إسرائيل، إلى أديس أبابا لإحضارها برفقة أخيها الأكبر. وتعين على الاخوين عند وصولهما الى موطنهما الجديد تعلم اللغة العبرية. وتتحدث آيناو عن ذلك لبي بي سي قائلة: "لم يكن ذلك سهلا، حيث تم ضمي لصف دراسي عادي دون تلقي أية مساعدة." وتابعت قائلة: "لقد كانت لغة وثقافة جديدة، وغالبا ما كان الأطفال يسخرون مني، إلا أنني قابلت العديد من الأناس الطيبين." إلا أن تلك الظروف لم تثنها عن أن تكون ناجحة في هذه البلد التي تبنتها. وقالت آيناو معلقة "شعرت بالمسؤولية كي أثبت ذاتي وأطور من نفسي في كل شيء كنت أقوم به." وكما هو الحال مع أغلب الإسرائيليين، أدت آيناو بعد مرحلة الدراسة خدمتها العسكرية، وبقيت تخدم في الجيش كضابط. وقبل اختيارها كملكة جمال إسرائيل في السابع والعشرين من فبراير/شباط، كانت آيناو تعمل مديرة لأحد محال بيع الأحذية بمستوطنة نتانيا. وفي معرض حديثها عن لقبها الجديد، قالت آيناو: "بالنسبة لكل من ينحدرون من أصول إثيوبية، يعتبر ذلك اللقب مصدرا جديدا يبعث على الفخر." وخلال المنافسة، ذكرت آيناو الزعيم الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ ضمن الشخصيات التي تعتز بها. ووصفته قائلة: " كان يعمل على إرساء أسس العدالة والمساواة، فهو السبب في وجودي هنا. أما أنا فأريد أن أظهر أن مجتمعي يضم العديد من القيم الجميلة التي لا تعرضها وسائل الإعلام بشكل دائم." وترى آيناو أن الرئيس أوباما أحد أبطالها. وقالت لبي بي سي "كان أوباما مصدر تأثير وإلهام لي. ومثله تماما، فإن جدتي هي التي ربتني. ولم أحصل على أي شيء في طبق من فضة، حيث كنت أحتاج لأعمل جاهدة ولأوقات طويلة للقيام بالإنجازات التي تشهدها حياتي. وحتى اليوم، فإنه يعتبر مصدر إلهام لي كما هو الحال مع بقية العالم." وتابعت قائلة: "لم أكن أتخيل أن يقوم أحد أكثر الناس تأثيرا في العالم، وهو رئيس مثل هذه الدولة في العالم، بدعوة شخص مثلي لحضور مثل هذه المناسبة الهامة. ولا يعتبر ذلك مصدر فخر كبير لي فحسب، بل هو فخر لكل من أمثلهم." وقالت آيناو إنها تتمنى أن يكون فوزها بهذا اللقب سببا في "أن يكون هناك قبول للجميع داخل إسرائيل"، حيث تتوالى شكاوى الإثيوبيين مما يواجهونه من تفرقة عنصرية في حصولهم على الوظائف والحق في التعليم والإسكان. بل إن هناك ادعاءات بأن بعض المهاجرين من الإثيوبيين العام الماضي كانوا يعطون عقاقير لمنع الحمل رغما عنهم. أما بينينا تامانو-شاتا، وهو أحد عضوي الكنيست الإسرائيلي من الإثيوبيين اليهود، فوصف فوز آيناو باللقب بأنه يعتبر "حدثا هاما شهده المجتمع الإسرائيلي برمته". وقال تامانو-شاتا: "إن فوزها هو أمر رائع بالنسبة لنا، حيث إنه يظهر أن أكثر السيدات جمالا هي امرأة سمراء، وأن الناس يمكن لهم أن يتقبلوا الاختلاف. فكما أن ييتيش فازت، فيمكننا القول بأن المجتمع الإسرائيلي قد فاز أيضا." وتابع تامانو-شاتا: "قد لا تكون التفرقة العنصرية ظاهرة في بعض الأحيان. فمع أن الكثير من الإسرائيليين يقولون إنهم يحبون المجتمع الإثيوبي، إلا أنه لا تزال هناك بعض المشاكل." وأضاف: "أعتقد أن الأوضاع في تحسن الآن، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير لنقوم به في هذا الشأن."