دبي - صوت الإمارات
أواجه تحديين في هذه اللحظة: تحدي الحياة، وتحدي القراءة، وأرجو الفوز في كليهما».. بهذه العبارة بدأت الطالبة المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، كوثر حميداني، حديثها لـ«الإمارات اليوم».
(كوثر) تبلغ من العمر 17 عاماً، وحصلت على المركز الخامس على مستوى المملكة المغربية في «تحدي القراءة»، واكتشفت إصابتها بمرض سرطان الدم بعد ثلاثة أيام من مشاركتها في المسابقة «لكنها لم تستسلم للمرض الذي أضعف عزيمة من حولها، وحاولوا إقناعها بعدم المشاركة في الوقت الحالي، والانتظار إلى أن تشفى، بل كان حافزاً كبيراً لتأخذ أول مجلد بين يديها وتبدأ القراءة، خصوصاً أنها تعشق قراءة الكتب منذ فترة طويلة، ووضعت لها هدفاً سنوياً أن تقرأ 100 كتاب، وتلخص الكتب التي تستهويها من بينها».
وتقول: «وعدت نفسي ألا أستسلم للمرض وأن أسعي للانتصار عليه، وقررت أن أواجه تحديين كبيرين، إلى جانب دراستي في المرحلة الأخيرة من الثانوية: خضعت للعلاج الكيمياوي، وحرصت على ألا يعطلني العلاج عن المسابقة التي أحببت المشاركة فيها».
وتابعت (كوثر): «تمكنت خلال العام الجاري من قراءة نحو 267 كتاباً، وهو أكثر من الهدف السنوي الذي وضعته، واستطعت بعد ذلك الدخول في جميع مراحل المنافسة، ونجحت في المرحلة الأولى على مستوى منطقتي، ثم مختلف المناطق، لأصل إلى المركز الخامس على مستوى المملكة، وهو حلم بالنسبة لي»، مضيفة أن «مشاركتها في المسابقة فتحت لها آفاقاً كبيرة، خصوصاً أنها تحب الكتب، وساعدتها على القراءة بشكل أكبر في موضوعات متعلقة باللغة العربية والعلوم».
وأكملت: «بعد أشهر قليلة من تشخيص إصابتي بسرطان الدم والمواظبة على العلاج، شفيت من المرض بشكل كامل، لأتمكن من متابعة حياتي بصورة طبيعية، والالتحاق بجامعة مولاي إسماعيل في مدينة مكناس، والتخصص في اللغة العربية، لأصبح مستقبلاً معلمة لغة عربية في المغرب».
وقصة (كوثر) واحدة من مجموعة قصص ملهمة لطلبة واجهوا تحديات كبيرة في سبيل المشاركة في المسابقة.
من جانبها، أفادت مديرة الفعاليات لمشروع تحدي القراءة العربي، منى الكندي، بأن «منظمي المسابقة وجدوا إقبالاً كبيراً من الطلبة من أنحاء الوطن العربي، أمثال (كوثر)، أحبوا قراءة الكتب التي وقعت بين أيديهم، والبعض تجاوز كذلك هدف الـ50 كتاباً الذي وضعته اللجنة ضمن المشروع».
وتابعت: «وجدنا مواهب عديدة لدى الطلبة، سواء الصغار أو الكبار، وجميعهم مواهب برزوا بسبب قراءتهم للكتب التي يحبونها، ولكتب أخرى تثري معلوماتهم العامة»، مضيفة أن «مشروع تحدي القراءة وضع جوائز عدة لتكريم الأشخاص الذين أسهموا في تنمية حب القراءة لدى الطلبة، منها (جائزة أفضل مدرسة) و(جائزة أفضل مشرف)، كما خصص جائزة قدرها 150 ألف دولار للطالب الفائز على مستوى العالم العربي، 50 ألفاً منها لأسرته، فيما تم تخصيص 100 ألف دولار من هذه الجائزة كمنحة دراسية».