شارك وفد من مجلس سيدات أعمال الشارقة في المنتدى العربي الدولي للمرأة، الذي نظم بالتعاون مع منتدى سيدات الأعمال القطريات بغرفة تجارة قطر، وبرايس ووترهاوس كوبر، واختتمت أعماله أخيرًا في مقر مركز حاضنة قطر للأعمال في الدوحة.
وشهد المنتدى، الذي نظم تحت شعار "قيادات نسائية عربية شابة.. صوت المستقبل"، مشاركة رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، أميرة بن كرم، إلى جانب كلٍ من عضو منتدى سيدات الأعمال القطريات، بثينة الأنصاري، والمدير التنفيذي لصندوق الأميرة مضاوي لتنمية المرأة في الرياض، حنان السامرائي،  في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان "استكشاف المبادرات وفرص التعاون بين النساء في مجال الأعمال التجارية".
وركزت الجلسة على سبل معالجة التحديات التي تواجه رائدات الأعمال العربيات، واستكشاف آفاق وفرص التعاون، والاستفادة من قصص نجاح لسيدات أعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة المملوكة للسيدات.
وفي كلمتها التي ألقتها خلال الجلسة، ذكرت أميرة بن كرم: يأتي دعم رائدات الأعمال والمهنيات في صدارة أهدافنا التي نسعى لتحقيقها في مجلس سيدات أعمال الشارقة، إيمانًا منا بأن تمكين المرأة وتقديم الدعم لها يعزز من إسهاماتها في اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتالي تحقيق فوائد متعددة لجميع فئات المجتمع.
وأضافت بن كرم: في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه لنا قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، فإننا نسعى في المجلس لتعزيز وتطوير روح المبادرة لدى السيدات على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، بهدف دعم مسيرة تطورالمرأة اقتصاديًا ومهنيًا، فنحن نحرص على دعم سيدات الأعمال بالقدر الذي يساعد في ارتقائها إلى أعلى المناصب القيادية في سوق العمل، إلى جانب تحفيز مزيد من السيدات للدخول إلى عالم ريادة الأعمال في جميع مناحي الحياة المهنية مساواةً بالرجل.
وأكدت بن كرم أهمية تعزيز الشراكات ما بين القطاعين العام والخاص، وضروة تكثيف العمل المشترك، لضمان تمكين مزيد من النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من التغلّب على العقبات التي تعترض طريقهن في رحلة التمكين الاقتصادي، وممارسة أعمالهن التجارية الخاصة بشكل طبيعي، ما يسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمرأة.
وبالإشارة إلى الدعم الذي تجده المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمتلكها سيدات أعمال في دولة الإمارات بشكل عام، وفي إمارة الشارقة بشكل خاص، ذكرت أميرة بن كرم: لقد أولت قيادتنا الرشيدة اهتمامًا خاصًا بالمرأة منذ فترة طويلة لإيمانها الكبير بأنها تعتبر أحد العوامل المهمة والمؤثرة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وكنتيجة طبيعية لهذا الاهتمام، أصبح لدينا الآن أكثر من 22 ألف سيدة أعمال إماراتية في السوق المحلية والدولية، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات التي تديرها سيدات أعمال إماراتيات في قطاع الأعمال أكثر من 42 مليار درهم.
وفي ختام حديثها، أشارت رئيس مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة إلى المكانة الرفيعة التي باتت تتبوأها المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد أن بدأت تتلمس طريقها بخطى واثقة، وصارت تتمتع بنفوذ ملحوظ في الكثير من قطاعات الأعمال، لاسيما بعد بروز الكثير من القيادات النسائية اللواتي يعملن على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع العربي، مؤكدةً تنامي دور المرأة العربية في عالم الحوكمة الدولية، وتبوأها لمكانتها جنبًا إلى جنب مع شريكها الرجل في شتى المجالات، إضافةً إلى قيادتها الكثير من المنظمات غير الحكومية.
 
وكشف المتحدثات خلال الجلسة عن أن 33% من المشاريع الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تدار من قبل سيدات أعمال، وهذه نسبة أعلى من مثيلتها في منطقة وادي السليكون في الولايات المتحدة الأميركية، كما أنها نسبة تكاد تقترب من المتوسط العالمي الذي يبلغ 37%.
وأكدت الرئيس المؤسس للمنتدى العربي الدولي للمرأة، هيفاء فاهوم الكيلاني،  أهمية دمج شريحة الشباب في مختلف المجالات في المنطقة العربية، محذرة من خطورة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب العربي والتي وصلت نسبتها إلى 25%، ما يعني أن المنطقة مازالت في حاجة ماسة لـ100 مليون وظيفة جديدة لسد هذه الثغرة.
وأضافت الكيلاني: تشير الإحصاءات في دولة الإمارات إلى أن عدد الطالبات اللواتي يتخرجن من الجامعات سنويًا يفوق عدد الطلاب، وبالرغم من ذلك مازالت النساء هناك يشكلن حتى الآن نسبة 49% فقط من إجمالي القوى العاملة في الإمارات، ما يشير إلى عدم انخراط نسبة كبيرة من الخريجات في الحياة العملية، وتتفاوت هذه النسب من دولة إلى أخرى في منطقة الخليج العربي.
وأشارت إلى أن مشكلة عدم المساواة بين الجنسين أدت لانخفاض النمو في الاقتصادات المتقدمة والناشئة كما أثرت قضية عدم المساواة في الأجور بصورة سلبية على الاقتصاد، حيث تتقاضى المرأة أجرًا أقل من الرجل بنسبة 24%، فالفجوة الكبيرة في الأجور ما بين المرأة والرجل تعيق حركة النمو الاقتصادي، وتضعف حماس المرأة في المشاركة بالحياة الاقتصادية كما تعيق التقدم المجتمعي بأكمله.
وحضر الجلسة من مجلس سيدات أعمال الشارقة، كل من آمنة الشرع وندى لواته، عضوتيّ مجلس الإدارة، وسالي دينتون، مدير أول تطوير في المجلس، وشارك في النسخة السابعة للمنتدى، والتي ينظمها سنويًا المنتدى العربي الدولي للمرأة بالتعاون مع  "برايس ووترهاوس كوبر"، 130 مشاركًا من 20 دولة من جميع أنحاء العالم، من ضمنها 10 دول عربية.
ويهدف المنتدى لرعاية وإعداد الجيل الجديد من القيادات النسائية الشابة ودعمهن بشكل كامل في مسيرتهن الساعية إلى مساعدتهن في الوصول لأعلى المناصب القيادية بالعالم العربي، إلى جانب تمكين النساء الطامحات للقيام بأدوار قيادية في مجال الأعمال التجارية.
وعلى هامش الزيارة لدولة قطر، زار وفد مجلس سيدات أعمال الشارقة رابطة سيدات الأعمال القطريات لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي بين الطرفين، حيث تعرف المجلس على أهداف وبرامج وفعاليات الرابطة، والتقى الوفد بكلٍ من أعضاء مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات عواطف الدفع، وأمل العاثم، ورائدة أبوعيسى، وهدى حبي، وعضوات الرابطة مشاعل الدرهم، وشروق المالكي، والمدير التنفيذي للرابطة جسكالا خلايلي.