كثيرا ما قد تشاهد الأم طفلها يحاول الرسم على ورقة أو يمسك بالألوان ليخرج بالشكل النهائى لرسمة معينة هو يتخيلها وبالتأكيد فإن الأم فى تلك اللحظة ستشاهد البهجة والفرحة على وجه طفلها إلى جانب التركيز الذي يبدو عليه فى تلك اللحظة. إن أى أم ستدرك بالفطرة أن الفن بمختلف صوره وأشكاله أمر مهم فى حياة طفلها مع الوضع فى الإعتبار أنه بغض النظر عن مشاعر أو رؤية الأم، هناك العديد من الحقائق التى تؤكد أهمية الفن فى حياة الطفل وفى عملية نموه وتطوره. إن الفن والإبتكار يمكنان الطفل من التواصل مع العالم من حوله ويكسبانه مجموعة من المهارات المتنوعة التى ستسهل عليه عملية التعبير عن نفسه أيضا.الفن يعمل أيضا على تنمية الجهة اليمنى من المخ ويمده بمجموعة من المهارات التى سيستخدمها الطفل طوال حياته. فهو بالنسبة إليه مهم مثله مثل اللغة والتنفس وباقى العناصر التى تجعل من الطفل إنسانا.ويبدو أن الفن بمختلف أشكاله ملئ بالعناصر الممتعة ولكن على الأم أن تدرك أن الطفل سيتعلم الكثير من الأنشطة الفنية المختلفة ولذلك يجب أن تشجع طفلها على الإشتراك فى النشاطات الفنية المختلفة التى سيتعلم من خلالها مجموعة من المهارات.إن الحركات التى يستخدمها الطفل وهو يرسم تعتبر عناصر شديدة الأهمية لتنمية المهارات الحركية عند الطفل الصغير. وببلوغ الطفل ثلاثة أعوام يجب أن يكون قد تعلم كيف يرسم دائرة أو كيف يستخدم المقص المخصص للأطفال. وببلوغه أربعة أعوام يكون قد تعلم كيف يرسم مربعا.يعتبر التحدث عن الرسم والفن فرصة يمكن للطفل من خلالها أن يتعلم أسماء الألوان والأشكال الهندسية المختلفة. ويمكنه عندما يصل للمرحلة الإبتدائية أن يبدأ في وصف ما يشعر به عندما يرى الأشكال الفنية المختلفة. فالطفل عندما يرسم صورة أو يقوم بتلوينها أو يبدأ فى تكوين شكل فنى معين مستخدما مواد مختلفة فإنه يفعل ذلك للتعبير عن تجربة فعلية مر بها أو مشاعر فرحة تنتابه أو مشاعر حزن بسبب فقدانه لشخص عزيز عليه. إن الطفل من خلال الأشكال الفنية المختلفة والرسم يتمكن من التعبير عن مشاعر قد لا يستطيع ترجمتها بالكلام.إن النشاطات الفنية المختلفة من شأنها أن تعلم الطفل مهارات حل المشاكل وكيفية التفكير النقدى مع الوضع فى الإعتبار أنه مع مرور الوقت سيحتاج الطفل لإتخاذ القرارات فى مختلف أمور حياته. وعلى الأم أن تعلم أن الطفل إذا أخذ فرصة التجربة والتفكير فى أشكال فنية مبتكرة فإن قدراته الإبداعية ستنمو. إذا شجعتى طفلك على التعبير عن نفسه فستنمو عنده حاسة إبتكارية فنية ستفيده كثيرا فى حياته كشخص بالغ لأن المجتمع يحتاج لأشخاص يؤمنون بالتجارب الجديدة ويفكرون فى كيفية جعل المجتمع أفضل. كذلك يساعد الفن الطفل على تعلم التحكم فى نفسه وفى أمور حياته المختلفة، كما سينمي عنده فكرة المشاركة والانتظار حتى يأتى دوره وتقدير جهود الآخرين. وبالإضافة لما سبق فإن الفن والرسم أمران سيجعلان الطفل هادئا ومستقرا من الناحية النفسية حيث سيتمكن من إظهار شخصيته وتفرده ونجاحاته المختلفة.وأخيرا، تتيح الأشكال المختلفة للنشاطات الفنية الفرصة للطفل ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه بطريقة مبتكرة، كما أنه سيتعلم من خلال الفن الإبتكار والتحليل. ولهذا يجب على الأم أن تفرق جيدا بين الموهبة وقدرة الطفل على الإبتكار لأن الفن ليس منتجا فى حد ذاته لذا لا يجب على الطفل أن يكون مثاليا فيما يرسمه.