يبدأ العام الدراسى ويبدأ معه قلق الأهل والمدرسين خاصة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الطفل الذى قد يفقد أعصابه، أو مع الطفل الذى قد يكون سلوكه عنيفاً، فهناك طفل قد يبكى وآخر قد يصرخ ولكن يبقى دائماً الجزء الأصعب هو كيفية التعامل مع الطفل عندما يتحول سلوكه لسلوك عدوانى عنيف ويبدأ فى العض أو الضرب أو دفع الآخرين أو ركلهم خلال نوبات الغضب التى تصيبه.وهناك بعض الأمور الأساسية التى قد تكون سبباً فى أن يكون الطفل عنيفاً أو عدوانياً كالإحباط الذى قد يصيب الطفل بعد أن تطلب منه أمه أن يتوقف عن اللعب أو بسبب رفض طلب له أو شئ من هذا القبيل. وقد يتحول سلوك الطفل أيضاً لسلوك عدوانى بسبب رغبته فى جذب الانتباه إليه وخاصة عندما يرى الطفل أن شقيقه يحصل على عناية ورعاية واهتمام من الأب والأم أكثر منه ولذلك فإنه قد يلجأ للعنف لجذب انتباه الأم إليه ويُفضّل العقاب بدلاً من أن يشعر بالتجاهل. كما قد يصبح الطفل عنيفاً أيضاً بسبب رغبته فى التملك والاستحواذ على كل ما حوله، فعلى سبيل المثال قد يكون الطفل يلعب بمفرده ويأتى طفل آخر ليلعب معه بألعابه مما قد يُغضبه ويجعله يضرب الطفل الآخر.يجب على الأم أن تعلم أن السلوك العدوانى عادة ما يكون عند الطفل صغير السن، ومع تقدمه فى العمر فإن مخزونه اللغوى سيكون قد زاد مما سيمكنه من التعبير عن غضبه وإحباطه عن طريق الكلام وليس الضرب. وعلى الأم أن تعلم أيضاً أن الفترة ما بين 18 شهراً وثلاثة أعوام تعتبر وقتاً ممتعاً للطفل يتعلم فيه كيف يعبّر عن نفسه ويتعامل مع الأمور التى تعجبه وتلك التى لا تعجبه، ويبدأ فى التصرف باستقلالية ولكنه فى نفس الوقت لم يتعلم بعد كيفية التحكم فى النفس.ويعتبر سلوك الطفل العدوانى العنيف أمراً مؤلماً بشدة للأم والأب على المستويين العاطفى والجسدى خاصة إذا بدأ الطفل فى شد شعر أمه أو ضربها إذا سحبت منه لعبة كان يلعب بها فهو يكون فى كثير من الأحيان يستكشف العالم من حوله ويجرب حواسه المختلفة.ويشتد سلوك الطفل العدوانى العنيف ببلوغه عامين وهو وقت تكون مشاعر الطفل فيه قوية ولكنه لا يستطيع التعبير عنها من خلال اللغة مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل يكون أيضاً لم يتعلم بعد كيف يتعاطف مع الآخرين.حاولي أن تكتشفي الأمور التي تجعل سلوك الطفل عدوانياً وعنيفاً وفى هذه الحالة يجب أن تنتبهى جيداً لرد فعلكِ تجاه تلك الأمور أو المسببات لغضب الطفل. واعلمى أنه إذا كان رد فعلكِ تجاه المشاكل التى تحدث فى المنزل الصراخ والانفعال على الآخرين فإن الطفل سيتعلم من خلالكِ أن تلك هى طريقة التصرف المقبولة فى الأوقات التى يشعر فيها بالضغط. وإذا كنتِ قد مررتِ بيوم صعب وشاق فيجب أن تهدئى لتناقشي مع طفلكِ ما فعله ويمكنكِ أن تقولى له إنه عندما يضرب أو يعض الأطفال الآخرين فإن هذا الأمر سيؤذى مشاعرهم ولن يرغبوا فى اللعب معه فى المستقبل.وفى بعض الأوقات قد يكون هناك نوع من الصلة بين السلوك العدوانى العنيف للطفل وبين ما يشاهده على شاشة التليفزيون وخاصة البرامج والأفلام التى تحتوى على مشاهد عنيفة والتي من شأنها أن يكون تأثيرها سلبياً على سلوكياته وتصرفاته.