تقع مسئولية كبيرة على عاتق الأم أن تقوم بتعليم طفلها المتنمر أن سلوكياته السيئة لن يتحملها أحد وأنها غير مسموح بها' فيجب على طفلك أن يعلم أن كل من يقوم بإيذائه على المستوى الجسدى أو المعنوى يشعر بالألم من تصرفاته وأنه ليس من الصواب أن يقوم بجرح مشاعر الأطفال الآخرين لكى يشعر بالرضا عن نفسه. ويجب عليك أن تحاولى اكتشاف السبب الذى دفع طفلك للاتجاه للتنمر فى المواقف الاجتماعية المختلفة. ومن المهم جدا أن تقدمى لطفلك طرقا مناسبة يمكنه أن يتعامل بها مع أصدقائه فى مختلف المواقف الاجتماعية فى المستقبل. وبالطبع فإنه أمر صادم أن تعلمى أن طفلك فى المدرسة ومع أصدقائه من حوله يتصرف بتنمر ولكن من المهم أن تتعاملى مع هذا الأمر على الفور دون تأخير. ويجب أن تعلمى أنه سواء كان طفلك يتصرف بتنمر من خلال إيذاء الآخرين على المستوى الكلامى أو الجسدى فإنك إذا لم تتدخلى فإن هذا السلوك قد يتطور ويصبح أكثر عنفا وعدائية فى المستقبل وقد يؤثر على نجاح الطفل فى الدراسة ويؤثر على قدرته في تكوين الصداقات. إن الطفل قد يكون متنمرا لعدة أسباب فهو قد يشعر بعدم الأمان وبالتالى فإنه يبدأ فى مضايقة طفل آخر يبدو أنه ضعيف من الناحية النفسية أو الجسدية مما يجعله يشعر بأنه مهم أو محبوب أو يتحكم فى زمام الأمور. وفى حالات أخرى قد يتصرف الطفل بتنمر لمجرد أنه لا يعلم ويستوعب أنه من غير المقبول أن يقوم بمضايقة أطفال آخرين بسبب اختلافهم عنه فى الشكل أو الحجم. وأحيانا قد يكون التنمر جزءا من نمط الطفل العدوانى وهو بهذا الشكل سيحتاج لمساعدة للتحكم فى غضبه، إحباطه أو أى مشاعر قوية أخرى وبالتالى تحسين مهاراته الاجتماعية. قد يكون أيضا تصرف طفلك مع أصدقائه فى المدرسة بتنمر بسبب أنه يقلد سلوكيات يراها فى المنزل، فهو إذا رأى أن أفراد العائلة فى المنزل يتعاملون مع بعضهم البعض بعنف وقسوة فإنه سيعامل الآخرين بنفس الطريقة. فى البداية يجب أن تتحدثى مع طفلك المتنمر وتسأليه عن سبب تصرفاته وسلوكياته السيئة فيجب أن تستمعى لشرحه وتبريره أولا. وبالرغم من أن طفلك قد يكون مخطئا إلا أنك يجب أن تقفى بجانبه وتستمعى لدفاعه عن نفسه مما قد يؤدى لفهمك للموقف ومساعدتك لطفلك على التغيير. قد يكون طفلك يعتقد أنه لكى يجتنب مضايقة الآخرين له وسخريتهم منه فإن عليه أن يبدأ فى مضايقة الآخرين والسخرية منهم. واعلمى أن طفلك قد يبدأ فى اتخاذ موقف دفاعى ويقول لك إن تصرفاته المتنمرة هى بسبب مضايقة الآخرين له أو بسبب إنه لا يحب شخصا معينا ولكنك فى الواقع يجب أن تبحثى عن السبب الخفى أو الحقيقى لغضب طفلك وشعوره بالضيق. إذا كان طفلك يتصرف بعنف مع الأطفال الآخرين فيجب أن تحاولى اكتشاف من أين تعلم أن مثل هذا السلوك مقبول. وقد يكون عنف طفلك الجسدى تجاه الأطفال الآخرين لأكثر من سبب مثل وجود عنف فى المنزل أو أن يكون مثلا شقيقه الأكبر يقوم بضربه أو أن يمضى الكثير من الوقت أمام التليفزيون ليشاهد أفلاما بها مشاهد عنف أو حتى قد يستمع لأغانٍ تحمل معانى عنيفة. ويجب أن تعلمى أنه إذا كان هناك نوع من أنواع العنف فى المنزل فيجب أن تتعامل العائلة بأكملها مع الأمر لأن مثل هذا الأمر غير مقبول. أما إذا كان طفلك قد شاهدك وأنت تتعرضين لنوع من أنواع العنف المنزلى فاحرصى على أن تصطحبى طفلك لطبيب نفسى متخصص حتى يتعلم كيف يعبر عن غضبه دون اللجوء للعنف الجسدى. عليك أن تقومى بالتوضيح لطفلك جيدا أن الضرب والركل والعراك وتوجيه الشتائم للآخرين كلها سلوكيات غير مقبولة.يجب أن تبحثى جيدا عن العوامل التى قد تكون تؤثر فى سلوكيات طفلك فى المدرسة، ويمكنك أن تتحدثى مع أولياء أمور أصدقاء طفلك ومدرسيه، بالإضافة إلى أنك يجب أن تحاولى التوصل لأنواع الضغوطات التى قد يكون طفلك يواجهها فى المدرسة ليكون محبوبا من أصدقائه. فكرى جيدا فى الطريقة التى تتعاملين بها مع المشاكل أمام طفلك وحاولى دائما أن تبرزى النقاط الإيجابية فى الآخرين. أما إذا تعرضت فى حياتك لأى إحباطات أو مشاكل فحاولى أن تتحدثى عن تلك الأمور وعن كيفية تعاملك معها أمام طفلك. اطلبى من طفلك أن يفكر جيدا فى تصرفاته وفى شعوره إذا قام أحد بمضايقته أو السخرية منه وأخبريه أنه من الخطأ أن يقوم عن قصد بإيذاء الآخرين وجرح مشاعرهم، كما أن عليك أن تطلبى من طفلك أيضا أن يعتذر لأى طفل آخر تصرف معه بتنمر.