برلين ـ وكالات
يواجه عدد كبير من أولياء الأطفال مشاكل في كيفية تعامل أطفالهم مع شبكة الإنترنيت والاستفادة منها، وهم عن وعي بعدم قدرتهم أيضا على القيام بذلك. ولذلك فإنه من الضروري أن يتعود هؤلاء على ذلك قبل نقل معرفتهم إلى أطفالهم. الصورة واضحة تماما: نجلس أمام الكومبيوتر ونقرأ شيئا ما على الصفحة الأولى ثم ننتقل عبر النقر هنا وهناك إلى صفحات أخرى. وفجأة يتضح أننا قضينا ساعتين أو ثلاث ساعات أمام هذا الجهاز دون الشعور بمرور الزمن. شبكة الانترنيت تتوفر على عدد كبير من العروض المثيرة للاهتمام والتي قد يستفيد منها الإنسان. ولكن ماذا بالنسبة للأطفال ؟. هناك اتفاق عام لدى الجميع على ضرورة تحديد أوقات استخدام الشبكة الإلكترونية بالنسبة للأطفال. غالبا ما يتم تحديد مدة استخدام الإنترنيت بحسب الأعمار، أي من 20 دقيقة إلى أطول من ذلك. غير أن ذلك يجب أن ينطبق على الكبار أيضا، حيث يجب على الأولياء أن يكونوا قدوة للأطفال. إن ذلك أحد الأسس التربوية. "ينبغي أن تبدأ التربية في استخدام الوسائل الإعلامية بشكل مبكر". هذا ما تؤكده المربية كريستين لانغير وتضيف أنه "من الأفضل أن يبدأ ذلك في الرابعة أو الخامسة من العمر". وتعمل كريستين لانغير كمستشارة لمبادرة "أنظر إلى الأطفال" التي أطلقتها وزارة الأسرة والمسنين والنساء والشبيبة عام 2003 بهدف تقديم الدعم إلى الوالدين والمربيين في موضوع الاستفادة من وسائل الإعلام الإلكترونية. وتلاحظ كريستين لانغير أن أولياء الأطفال يتخوفون في حالات كثيرة من قوة التأثير السلبي لوسائل الإعلام الإلكترونية على أطفالهم، ومن جهة أخرى فإنهم يتخوفون أيضا من ابتعاد أطفالهم عن محيط التطورات في وسائل الإعلام والتواصل. وتؤكد لانغير أيضا على أهمية الوالدين كقدوة للأطفال، وتقول: "لا يمكن للوالدين أن ينطلقا في حديثهم مع أطفالهم من المنظور الشخصي فقط" وتضيف قائلة: أنا أحتاج إلى موقف شخصي أساسي بشأن كيفية التعامل مع ما يُعرض علي في المواقع، ويعني ذلك أني أرسم حدودا أيضا بالنسبة لشخصي عند استخدام الكومبيوتر ". حسب دراسة قام بها مؤخرا اتحاد جنوب غرب ألمانيا للأبحاث التربوية والإعلامية يتوفر نصف عدد الشباب في ألمانيا في السن ما بين 12 و19 عاما على هواتف ذكية. ويتيح لهم ذلك فرصة دخول شبكة الإنترنيت. وهنا يكون من الضروري القيام بمسؤولية التوعية، حيث يجب أن نوضح للأطفال أن "وسائل الإعلام هذه تدعو حقا إلى السرور، غير أن العالم يشمل أيضا أشياء أخرى "، كما تلاحظ كريستين لانغير. كما إنه من الضروري أن يزداد إحساس الأطفال بهذا الوعي مع مرورا لزمن وكلما تقدموا في السن. وتنصح الخبيرة التربوية بالبدء بذلك في سن مبكر، حيث "يمكن مثلا أن يبحث الأولياء بالشراكة مع أطفالهم عن إمكانيات لكشف ما هو مفيد وما هو غير مفيد. ومن خلال ذلك يمكن للطفل أن يتعلم بنفسه الاستفادة من عروض الشبكة أو رفضها" تعريف الأطفال بعالم وسائل الإعلام يرتبط أيضا بمدى معرفة أوليائهم بهذا المجال. وهناك مواقع بحث كثيرة خاصة بالأطفال تنسجم مع المبادئ التربوية وتؤكد على مزايا الإنترنيت. إضافة الى ذلك، هناك برامج مختلفة لحماية الشباب عبر تعطيل عمل صفحات معينة. غير أن التغلب على تلك المواقع قد يتراجع مع وجود برامج مضادة أخرى. ولذلك تؤكد كريستين لانغيرعلى أهمية المسؤولية الذاتية لدى مستخدم الإنتيرنيت. من جهته يؤكد توماس هاينيه من مبادرة "رخصة قيادة الإنترنيت" أن منع الأطفال فقط لا يفيد في شيء ، كما يؤكد على أهمية التربية في التعامل مع هذا الموضوع، ويشير هاينيه، إلى الأسس القانونية المرتبطة باستخدام الإنترنيت ويلاحظ أن أولياء الأطفال لا يعرفون أهمية هذا "العنصر الجديد في التربية ". وقد أسس هانيه بالتعاون مع جهات أخرى "ورشة الإنترنيت"، وهي عبارة عن عرض تعليمي للكبار وللأسر يتم تقديمه منذ عام 2001 في أكثر من 700 مدينة ألمانية. مع الإشارة إلى عدم توفر الأسر وأولياء الأطفال على معارف كافية لتعريف الأفراد والأطفال بعالم وسائل الإعلام ومزاياه وسلبياته، فإن المدارس تتحمل أيضا مسؤولية كبيرة في هذا المجال. وكما يقول معلم الرياضيات هانس بيتير كونين بمدرسة هاينريش مان الثانوية في مدينة كولونيا فإن الإنترنيت أصبح يلعب دورا مهما في البحث عن المعلومات، غيرأنه يجب على التلاميذ أن يتعلموا استخدام برامج معينة والاستفادة من شبكات الإنترنيت التابعة للمدرسة.