القاهرة - صوت الإمارات
يعتبر إعداد الطفل لمواجهة تحديات الحياة المختلفة كشخص بالغ من المهام الأساسية التى تقع على عاتق الأم، التي يكون من الواجب عليها مساعدته على أن يكون فردا منتجا في المجتمع الذي يعيش به. وبالطبع فإن تعليم الطفل كيف يكون ملتزما وشخصا يمكن الاعتماد عليه هو أمر ليس بالسهل، ويحتاج للكثير من العمل، ولكنه في النهاية أمر أساسى فى حياة طفلك وسيساعد كثيرا الطفل فى التعامل مع الأهل والأصدقاء والمعارف من حوله فى مراحل حياته المختلفة. ويجب أن تعلمى أن الصفات الجيدة التي تريدين أن تعلميها للطفل يجب ألا تبدئي في تعليمها له فقط إذا كان يظهر ضعفا في الشخصية، بل بالعكس يجب أن تشجعى فيه الصفات الإيجابية حتى إذا كانت شخصيته قوية، ليصبح أكثر صلابة وتحملا للمسئولية وقدرة على مواجهة التحديات. واعلمي أن الالتزام والتفاني في العمل وتحمل المسئولية يجب أن تكون جزءا من حياة الأسرة اليومية.
ابدئى فى التحدث مع الطفل حول الالتزام منذ سن مبكرة وقولي له إنه من المهم جدا عليه أن يتفانى فى أى عمل يقوم به. وعلى سبيل المثال إذا قرر الطفل أن يمارس رياضة معينة أو يريد المشاركة في نشاط اجتماعي فعليك أن تجلسي معه وتجعليه يفهم أهمية الخطوة التي هو مقبل عليها. وبالإضافة لما سبق فعليك أن تقولي للطفل إنه باتخاذ تلك الخطوة يقرر الالتزام تجاه فريقه ومدربه الرياضي مثلا، مع الوضع في الاعتبار أنك بالطبع يجب أن تتحدثى معه عن فوائد هذا الأمر، ولكن عليك أيضا أن تقومي بتذكيره بأن الالتزام بممارسة الرياضة أو المشاركة فى مشروع معين أمر يحتاج للمجهود والتفانى فى العمل
فى بعض الأحيان قد يقرر الطفل أن يمارس أكثر من رياضة واحدة، وهو الأمر الذي قد يبدو له ممتعا في البداية، ولكنه مع مرور الوقت قد يشعر بأنه يتحمل الكثير من المسئوليات مما قد يجعله يريد التوقف عن ممارسة الرياضة. أو قد يقرر الطفل التوقف عن ممارسة رياضة معينة بسبب أنه لم يصبح نجم الفريق بطريقة فورية وسريعة، ولكنك فى تلك الحالة يجب أن تذكري الطفل بأهمية الالتزام بما يقرره. يجب أن تساعدي طفلك في اتخاذ القرارات المتعلقة بالالتزام وتنظيم الوقت، فمثلا إذا كان الطفل يريد أن يشارك فى أكثر من نشاط أو يمارس أكثر من رياضة، فيجب عليك أن تجعليه يختار رياضة أو اثنتين مع نشاط اجتماعي واحد على سبيل المثال، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر سيساعد الطفل على أن يكون أكثر التزاما بأي شيء يقوم بفعله.
يجب أن تعلمى جيدا أن طفلك لن يتعلم الالتزام إلا في حالة كان يرى أنك أنت ملتزمة أمامه فى كل الأمور التي تقومين بها، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل إذا رأى أنك تتخلين عن مشروع ما كنت ملتزمة به فإنه بكل تأكيد لن يتعلم أن يكون ملتزما على الإطلاق. واعلمى أنه ليس من ضرر أن يراك طفلك تقومين بأمر ما وتفشلين به، فيكفى أنه سيرى أنك ملتزمة بما تعهدت بالقيام به. إذا وعدت طفلك بأنكما ستقومان بأمر ما معا أو ستشترين له لعبة فعليك ألا تخلفى هذا الوعد. ويمكنك أن تستعينى ببعض الكتب والقصص التى من شأنها أن تعلم طفلك معنى الالتزام، ويمكنك أن تختاري القصة تحمل شخصيات محببة للطفل حتى يكون قادرا على استيعاب ما يسمعه أو يفهمه. ويجب عليك كأم أن تعلمي أن تعليم طفلك كيف يكون ملتزما هو هدف طويل الأمد. عليك أن تتأكدي من أنك لست السبب فى عدم رغبة طفلك في أن يكون ملتزما.