دراسة الماجستير

كشف الرئيس المشارك لمجموعة التعليم المرن عن بُعد في جامعة ليستر الدكتور ماثيو هيغينز أنه أمر شائع بين طلاب الماجستير بدوام جزئي أن يمروا بالشك في ذاتهم لأنهم يحتاجون إلى التوفيق بين الدورات الدراسية الخاصة بهم مع تعهدات أخرى، ويقول هيغينز " الخروج من السرير بينما لا يزال شريكك نائما حتى تجلس أمام الكمبيوتر الخاص بك لعمل واجب مطلوب منك أمر يتطلب أكثر من قهوة قوية"، ويشير هيغينز إلى أن طلاب الدراسات العليا الأكثر نجاحا بدوام جزئي هم أولئك الذين لديهم هدف واضح، وربما يكون ذلك شئ ملموس مثل الترقية أو الحصول على وظيفة جديدة أو رغبة شخصية لإثبات الذات، ولذلك إذا كنت تفكر في الدراسات العليا بدوام جزئي كيف لك أن تظل متحفزا وأن تختار المسار الصحيح لتحصل على أقصى استفادة من الدرجة الثانية لك؟.

وهناك عدة طرق لدراسة الماجستير بدوام جزئي بما في ذلك الدروس المسائية والتعلم عن بُعد، ولذلك قبل اختيار المسار الخاص بك عليك معرفة الجامعات التي تدعم الطلاب الذين يجمعون بين العمل والدراسة، وتعتبر بعض المؤسسات أفضل تجهيزا عن غيرها في حين أن الموظفين ربما يدركون الضغوط التي تواجه الطلاب بدوام جزئي، وهناك جامعات متخصصة في البرامج بدوام جزئي مثل جامعة بيركبيك أو الجامعة المفتوحة (OU)، وكان ذلك هو الحل الوحيد القابل للتطبيق بالنسبة لريبيكا سينغلتون وهي أم عزباء حصلت على الماجستير في الأدب في الجامعة المفتوحة أثناء الاعتناء بإبنتها ووالدها المريض الميؤوس من شفاءه، وتقول أن فرصة الدراسة أعطتها ثقة هائلة بالنفس

ويقول هيغينز أن المتقدمين لدراسة الماجستير يقللون من الوقت الذي يقضونه للوفاء بالتزاماتهم الحالية مثل العمل أو العائلة أو الأصدقاء في حين يبالغون في تقدير الوقت المتاح لهم للدراسة، وتتطلب درجة الماجستير من أي طالب أن يلقي بنفسه فكريا في المجال الذي اختاره لكن الإفراط يشكل خطر لغير المتفرغين، وعلى سبيل المثال يدرس روي ماكتير الماجستير في السينما والأدب بدوام جزئي في جامعة نيويورك، وأعرب عن تفاؤله بقدره على أن يستمر في وظيفتين إحداهما في سينسبري والأخرى في الجامعة أثناء الدراسة، لكنه أنهك تماما في منتصف الفصل الدراسي الأول بسبب نظام عمله، مضيفا " وجدت دراستي تتراجع على جانب الطريق، فتصبح متعب للغاية ومن المهم أنه تكون حذر من حيث مقدار العمل الذي تؤديه".

ويجب عليك تحديد وقت مخصص للدراسة كل أسبوع حتى إذا اقتضى ذلك التضحية بأيام العطلة الأسبوعية لديك وفقا لهيغينز، حيث قضى توماس سميك الذي تخرج بدرجة الماجستير في الإدارة الدولية من جامعة بيركيبك كل عطلة نهاية الأسبوع في المكتبة، ويقول أن روتينه اليومي للمذاكرة لمدة 8 ساعات يوميا لم يكن صعب للغاية لأنه كان لديه غرض واضح من الدورة التي يأخذها موضحا " جئت إلى هنا للحصول على أكثر من مجرد دبلومة، جئت إلى هنا للحصول على شئ لنفسي".

وصممت بعض الدورات خصيصًا للدراسة باستخدام أدوات الإنترنت في حين ربما تركز دورات أخرى على ندوات المجموعات، ويقول البروفيسور ديفيد رولاند مدير الدراسات العليا في الجامعة المفتوحة يجب على الطلاب التشاور مع موظفي المكتبة في تخصصاتهم للحصول على الأرشيف والصحف الرقمية، وتميل الجامعات أيضا إلى تقديم برامج تعليمية أو ورش عمل عبر مواردها على الأنترنت، وأوضح رولاند أن اللاب بدوام جزئي يمكنهم الحصول على دعم أقرانهم عبر وسائل الاعلام الاجتماعية والبرامج التعليمية عبر الأنترنت والمجموعات الدراسية و الـ"فيسبوك" وتويتر والاتحادات الطلابية التي تعتبر شبكة دعم جاهزة.

ويضيف هيغينر "بعض طلابي ليس لا يتواصلون عبر الأنترنت بشكل منتظم بسبب العيش أو العمل في مناطق نائية، الأمر يتعلق باختيار دورة تعليمية تتناسب مع وضعك وفهم كيفية ترتيب الدعم الذي تتطلبه الدورة".

وكشف روي ماكتير أن هناك صداقة بين طلاب الدوام الكامل والتي ربما يفتقدها الطالب بدوام جزئي، مشيرا إلى نجاحه في الاختلاط بزملاء الدراسة خارج الفصل الدراسي، مضيفا " أن تكون طالب بدوام جزئي لا يعني أن تكون معزولا"، وإن لم يكن لديك وقت للقاء زملاءك في الدورات الدراسية غير الرسمية عليك النظر في مدى التواصل مع المدرسين والطلاب الآخرين في غرفة الاجتماعات، ويقول لوك ثورغود الذي يدرس ماجستير في الكتابة الإبداعية بدوام جزئي في جامعة ايدغ هيل أنه يستمتع بفكرة أن برنامج التعليمي جماعي وأنه يدور حول ورش عمل أسبوعية، مضيفا " تكوين الدورة نفسها يسمح بفرصة كبيرة للتفاعل".

ويوصي هيغينز بالمساهمة في مناقشات الفصل الدراسي حيث يعد وقت التواصل مع المعلمين وقت ثمين، ولذلك يجب عليك حضور كل فصل دراسي بخطة عما ستناقشه، مضيفا " عليك ألا تذهب إلى اللقاءات مع المعلم متوقعا أن يعطيك المعلومات بالملعقة، ولكن لتكون متعلم مستقل فأنت تحتاج إلى معلم يكون صديقا ناقدا ليساعدك على التحسن والتطور".