أعلنت دراسة أُجريت في جامعة "بوسطن" الأميركيّة، أن دار الإفتاء المصريّة قامت بدور كبير في الحفاظ على العلاقات الاجتماعيّة في المجتمع، لكونها مؤسسة دينيّة موثوق فيها لدى المصريين. وأفادت الدراسة، التي أعدتها الباحثة نجاح نادي، وتم مناقشتها في دار الإفتاء، الأحد، أن "الدار من خلال تعاطيها المُتميز مع السياقات الاجتماعيّة، لها تأثير فعّال في المجتمع المصريّ، وخصوصًا في السنوات الأخيرة، بسبب التقدّم في وسائل الإعلام والتكنولوجيا، الأمر الذي ساهم في وصول دار الإفتاء للناس بمختلف أطيافها، وإتاحة خدماتها للجميع. وأشارت الباحثة، في دراستها التي أشرف عليها مجموعة من الأساتذة المتخصصين في جامعة "بوسطن"، إلى أن "هذا الأمر يظهر بوضوح في عددٍ الفتاوى الصادرة عن الدار في العقد الأخير، بالمقارنة بعددها منذ إنشاء الدار في العصر الحديث"، فيما قسّمت الدراسة إلى ثلاثة فصول رئيسة، الفصل الأول أظهرت فيه أهمية ودلالة الفتاوى في التراث الإسلاميّ وفي تاريخ المجتمعات الإسلامية، وسعت إلى إظهار الشرعية المتزايدة لدار الإفتاء المصرية بين المصريين، من خلال التطورات التي شهدتها الدار في العقد الماضي في ما يتعلق بهيكل المؤسسة الإداري ومركزها الإعلامي الذي ساهم بشكل كبير في تواصلها مع الجمهور، وفي الفصل الثاني من الدراسة ركزت على العلاقات الزوجية، وبالأخص الطلاق، الذي اتخذته دراسة حالة لبيان وتحليل النموذج الإفتائي المُتبع في دار الإفتاء، حيث بيَّنت كيف يقوم المفتون باستخدام آليات الاختيار الفقهي بين المذاهب الفقهية لتقديم حلول عملية للجماهير، مع استنطاقها لتستجيب ولتتكيف مع السياقات الحديثة للمجتمع من دون الإخلال بالمعايير العلمية والشرعية. وأكدت الباحثة، أن ما تُقدّمه دار الإفتاء كان له أثر مباشر على ممارسات المجتمع الدينية والاجتماعية، حيث يلجأ الناس إلى الدار كمؤسسة دينية موثوق فيها لاستيضاح الأمور الفقهية الخاصة بالعلاقات الزوجية، ومن أجل طلب المشورة الفقهية، والحكم الشرعي بشأن الخلافات الزوجية، وقبل ذلك لتحقيق متطلبات التزامهم الديني كمسلمين، والحفاظ على أهم مكوِّنات المجتمع، مما يساعد على الاستقرار.