التعليم عن بعد

حددت مدارس خاصة في الدولة عدداً من القنوات التفاعلية للتواصل مع أولياء الأمور لجسر أي فجوة في تطبيق نظام التعلم عن بعد، ولمنع إرباك الأهالي خلال النظام، وخصصت الإدارات المدرسية أرقام هواتف مباشرة للتواصل مع الهيئات التدريسية والإدارية، وخطاً ساخناً للحالات الطارئة، ومجموعات أولياء الأمور في النوافذ التواصلية على الوتساب والتلغرام والفيسبوك،

إضافة إلى اللقاءات الحية عبر برنامج «الزوم» والبريد الإلكتروني، للإجابة عن الاستفسارات التي ترد وتزويد الأهالي بالخطط الدراسية والتقارير الأسبوعية عن أبنائهم الطلبة.

وأكدت إدارات وهيئات تدريسية أن نجاح التجربة واستمرار العملية التعليمية دون انقطاع في ظل تعليق الدراسة ضمن إجراءات الوقاية لمواجهة انتشار فيروس «كورونا»، يرتكز على مدى تعاون أطراف العملية التعليمية من معلم وطالب وولي أمر.

وأفاد أولياء أمور أن الاصطدام بعائق التواصل مع المدرسة كان أكبر التحديات التي واجهتهم في مستهل تطبيق التجربة وهي إشكالية وضعتهم كما يقولون في متاهة، وانتابتهم حالة من الارتباك والقلق على مصير أبنائهم الدراسي إلى جانب جملة من التساؤلات التي لم يجدوا لها إجابة أو تفسيراً، لا سيما آلية احتساب الدرجات.

تحديات

وأكدت نورة سيف المهيري، خبيرة تربوية، أن فترة التعلم عن بعد لا بد وأن تواجه بعض التحديات، لا سيما في البدايات، وذلك أمر وارد الحصول دائماً طالما أن المسألة قائمة على عالم افتراضي، مشيرة إلى أن الأهم في هذه المسألة هو أن نتشارك العمل والصبر وإيجاد الحلول لتجاوز أية مشكلات، بحيث نخرج في النهاية بمردود تعليمي معرفي يحتاجه أبناؤنا في هذه الأوقات تحديداً، وسعت المؤسسات التعليمية جاهدة في خلق نظام دراسي في وقت قياسي يتماشى مع التوجهات والمتطلبات للمحافظة على انتظام أبنائنا خلال الفصل الدراسي الثالث الذي شارف على الانتهاء، وعادت على الطالب باستفادة معايشة التجربة.

وقالت نورة المهيري: إن التحدي ليس بسيطاً، والأسرة والمدرسة قد تواجهان الكثير من المشكلات في التعلم عن بعد، مثل تعطل النظام، أو صعوبة التواصل بين الطرفين المدرسة والأسرة، وضعف مسألة الضبط أو التنظيم، علاوة على واقع الأسر المادي، حيث إن بعضها غير مستعد ومؤهل بالشكل الكافي لمواصلة هذا الشكل من التعليم، وذلك أمر مهم واجب على المدرسة تفهموا إدراكه قبل أن تبدأ في تقييم لا يُراعي ظروف أولياء الأمور.

شركاء

ووصفت سوسن عبد الفتاح، مديرة مدرسة الشارقة الدولية الخاصة، أولياء أمور الطلاب بأنهم الشركاء الحقيقيون في عملية التعليم وصنع القرار في المدرسة لصالح الطلاب وتعليمهم وتطويرهم، وآراؤهم ومقترحاتهم وتواصلهم هي ركيزة أساسية ولها أولوية، خاصة في مثل هذه الظروف، مؤكدة على ضرورة تكاتف الجهود والتعاون والتواصل المستمر بين المدرسة وأولياء الأمور، لتذليل أي صعوبة أو مشكلة في التعلم عن بعد وتوفير بيئة تعليمية افتراضية مناسبة للطالب نفسياَ وتقنياٌ، وضرورة المتابعة المستمرة من الإدارة وأولياء الأمور للطالب لتدارك أي تأخر دراسي أو خلل فني تقني، لما تمتلكه المدرسة من كادر تقني وإداري وتربوي فأنها سخرت كافة إمكانياتها في عملية التعلم عن بعد وللتواصل الأمثل، مضيفا أن تقييمات ونتائج أداء الطلبة تصل أول بأول لأولياء الأمور لمناقشة العملية التعليمية بشكل متكامل، مع الحرص على توفير كافة التسهيلات ليحقق الطلبة ما تصبو إليه القيادة الرشيدة من أجل مستقبل زاهر للجيل الغد وتطوير معارفهم وأدائهم.

وشدد الدكتور هشام داوود نائب مدير القسم الوزاري في مدرسة الشارقة الدولية على أهمية تعزيز العلاقات التواصلية مع أولياء الأمور من خلال المنهجية الثابتة في إرساء القواعد الوثيقة بين المدرسة والبيت، وتعطي هذه المنهجية الأهمية القصوى في مرحلة التعليم عن بعد سعياً منها لتجسيد العلاقة وتمكينها، وتذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه أولياء الأمور ومن هذه الأطر التواصلية: الرسائل النصية، المكالمات المباشرة في الوقوف على حالات عدم دخول الطالب على الصف الافتراضي ويتم التواصل مباشرة، توظيف البريد الإلكتروني، مجموعات أولياء الأمور في النوافذ التواصلية على الوتساب والتلغرام والفيسبوك، تفعيل التواصل مع أولياء الأمور من خلال موقع المدرسة (بردايم)، حيث يتم إدراج نتائج تقييم أداءات الطلبة من خلاله، تفعيل حجرة المحادثة خلال تنفيذ عمليات التعلم عن بعد في الصفوف الافتراضية، وهذا يعني الانفتاح في التواصل مع أولياء الأمور من خلال الطرق التواصلية المتاحة كافة وتشكل في مجموعها منظومة تكاملية ؛ وذلك لتحقيق الاندماج بين المدرسة والبيت الذي تقع عليه المسؤوليات الكبيرة في سبيل إنجاح مبادرة التعلم عن بعد، وتحقيق أهدافها وفق أعلى المعايير المنشودة التي تتطلع إليها قيادة الإمارات.


وفي السياق ذاته، قال أشرف شوقي الرسول، معلم ومحاضر في التعليم الإلكتروني: إن نظام التعلم عن بعد يفرض على ولي الأمر أن يتعامل مع المدرسة بنفس النظام المتبع، وعلية استخدام التكنولوجيا في عملية التواصل التي تتمثل في إرسال رسائل إلكترونية للمدرسة وطرح التساؤلات التي يرغب فيها، أو جعل الطالب يطلب من المعلم أن يتواصل مع ولي الأمر عقب انتهاء الصف الافتراضي.

وتابع، بأن المدارس الخاصة بدأت في تقييمات الطلبة على شكل مبدئي للوقوف على مستوياتهم ومدى الاستفادة التي حصل عليها من خلال انتظامه في عملية التعليم، مفيداً بأن هناك نوعين من المدارس الخاصة الأولى تجعل ولي الأمر شريكاً أساسياً في تطبيق عملية التعلم عن بعد، من خلال جعله مطلعاً بشكل يومي على ما حصل عليه الطالب من مواد تعليمية، وإرسال بريد إلكتروني يوضح نسبة الغياب بشكل منفرد لكل طالب عن الحصص وليس عن اليوم، وهذا النوع من المدارس سيحظى بنجاح التجربة، أما النوع الثاني من المدارس فيقدم محتوى تعليمياً ويرفع يده من حيث استجابة وتعاون ولي الأمر ويضع في اعتباره أن ولي الأمر إذا احتاج للاستفسار عن شيء هو من يسعى للتواصل معنا، وهذا النوع سوف يشهد تأخراً وتراجعاً في مستوى طلابه وسيفقد دعم ولي الأمر.

دعم

وأكد أشرف يوسف نائب مدير القسم البريطاني في مدرسة الشارقة الدولية تسخير جميع إمكاناتهم ويبذلون كل ما في وسعهم لإنجاح التعلم عن بعد، حيث عمدت المدرسة إلى التعاقد مع متخصصين من مايكروسوفت تیمز وبراديم وبرامج أخرى مساندة لضمان تنفيذ جميع الإجراءات اللازمة لنجاح التعلم عن بعد وقدمت التدريب والدعم اللازمين لأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية لتأهيلهم للقيام بمسؤولياتهم في تنفيذ الحصص وتقديم محتوي رقمي بجودة عالية يساعد على بناء المعرفة وإكساب المهارات، مما يساعد في تقييم الطلبة بشفافية.

وأوضح أن المدرسة خصصت خطوط ساخنة للتواصل مع أولياء الأمور وتوجيههم وإرشادهم والرد على استفساراتهم، فيما قالت قمر الشامي ولية أمر، إنها واجهت صعوبة في التواصل مع إدارة مدرسة ابنتها، ما جعلها تسعى إلى إيجاد وسيلة للتواصل مع المعلمين حتى لا يضيع الفصل الدراسي على ابنتها هباء، مشيرة الى أنها كانت سببا لتفعيل جروبات الواتساب كوسيلة سهلة في التواصل.

وأعتبر محمود عيد ولى أمر أن مدرسة أبنائه تتيح يوميا 10 دقائق لاستفسارات أولياء الأمور عن طريق برنامج «زوم» ولمناقشتهم، كما أتاحت عبر برنامج «جوجل كلاس روم» التواصل بشكل مباشر مع المعلمين عن طريق الضغط على اسم المعلم وإظهار البريد الخاص ورقم الهاتف، ما سهل متابعة أبنائنا بشكل دائم وفي أي وقت.

وقد يهمك أيضًا:

معلمة أميركية تتغلب على "عزلة كورونا" وتبتكر طريقة آمنة لاحتضان طلابها

وفاة معلمة إماراتية أثناء شرحها درساً عن بُعد