أحد بنوك جنوب السودان

 " فريدة حسين " واحدة من بين الكثير من السودانيين بجنوب البلاد الذين يشعرون بالقلق فيما يتعلق بإيداع أموالهم فى البنوك ، فهم لا يفهمون كيف تعمل هذ البنوك ، بل يعتقدون انهم ليس لديهم ما يكفى من المال لتبرير فتح حساب مصرفى خاص بهم .
لذلك ،" ففريدة حسين " ، الأم السودانية ذات 33 عاما ، وهى أم لثلاثة أبناء ، فهى تحصل على ما بين 15 إلى 20 جنيها ويوميا من بين بيع الموز بسوق جوبا ، لتعطيهم لشقيقتها التى تعيش فى إحدى ضواحى العاصمة.
وتقول "فريدة " أنها لا تريد الاحتفاظ بالمال فى منزلها ، ولكنها تعتقد فى نفس أنه ليس لديها ما يكفى لفتح حساب مصرفى ، إلى جانب ذلك ، تضيف ، إنها لا تفهم كيفية تفتح هذة الحسابات المصرفية.
ومن ناحية أخرى ، حالة " فريدة حسين " ليست الأولى من نوعها أو أنها بمعزل عن العديد من السودانيين ، فالكثير من السودانيين فى جنوب السودان يحافظون على أموالهم كما يصفون "تحت البلاطة " أو تحت عوارض خشبية تحت أسقف منازلهم ، أو فى أوانى المطبخ أو حتى فى ثقوب وشقوق فى أرضية منازلهم.
فليس من المستغرب أن العديد من السودانيين لا يملكون خطة لإدخار ، وأحيانا ، فالكثير منهم لديه إعتقاد مسيطر عليه بأنه فى حال عودته للبنك لسحب بعضا من أمواله فلن يجد هذه الأموال.
وتقول " فلورنسا جوردن " المدير المالى "لرابطة المرأة السودانية الجنوبية " ، وهى منظمة غير حكومية تعنى بتعليم المرأة مهارات الأعمال فى ولاية وسط الأستوائية ، أن العديد من السودانيات لا يفهمن الكثير من الاعمال المصرفية وكيفية إيداع الأموال فى حساب مصرفى خاص بهن ، فهن يعتقدن أن وضع هذه الأموال فى البنك قد يستغرق وقتا طويلا وعملية تنطوى على العديد من التعقيدات ، وهو ما يدفعهن عن الأستعاضة عن البنوك بنظام الجميعات ليتم تحديد سيدة لتحصيل قيمة هذة الجميعة مرة فى الشهر .