"القراءة" ولوج للمستقبل

تعد القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح والمتعة لكل فرد خلال حياته، وذلك انطلاقًا من كون القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية والعملية، وهي مفتاح أبواب العلوم والمعارف المتنوعة، وقد جاءت المبادرة التي أطلقها رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تحت عنوان "عام 2016.. عام القراءة" امتدادًا طبيعيًا لفكر قيادتنا الحكيمة، وترسيخًا لثقافة القراءة والاطلاع والمعرفة، وتعزيرًا لنهج دولتنا التي تعتمد العلم والمعرفة أساسًا للتقدم والرقي.

وتعد القراءة منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني، التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وهي بالتالي تؤدي إلى تطوير الإنسان، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة، وقد حرصت الأمم المتحضرة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله تشجيع القراءة، والعمل على تشجيع فئات المجتمع على الإكثار منها، ذلك أنها تعتبرها مفتاح ولوج واعد للمستقبل.

إن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بأن يكون عام 2016 عامًا للقراءة، تمثل استراتيجية شاملة للنهوض نحو مستقبل يغرس الإبداع، ويكرس الفكر الواعي من خلال القراءة.

واستقبل جميع التربويين والأكاديميين وغيرهم من فئات المجتمع هذه التوجيهات، التي أقرها مجلس الوزراء الموقر بسعادة غامرة، ذلك أنهم يدركون كتربويين قيمة القراءة وأهميتها، فهي الجسر الذي يمكننا من خلاله من العبور إلى ثقافات وحضارات مختلف شعوب العالم، وندرك أيضًا أن حضارتنا العربية الزاهرة عاشت عصورًا من الإبداع والتميز العلمي بفضل القراءة والترجمة، حيث انفتحت هذه الحضارة بها على حضارات العالم، فنهل العلماء العرب والمسلمون من مختلف الثقافات، ونقلوا ما يميز هذه الحضارات إلى الحضارة العربية، كما نقلوا منظومة قيم حضارتنا العربية الأصيلة إلى هذه المجتمعات.

إن توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تضاعف من مسؤولية جميع الجهات المجتمعية تجاه هذه المبادرة الوطنية الرائدة، حيث قال سموه "نريد لدولة الإمارات أن تكون منارة للعلم والمعرفة، كما كانت الأندلس وغرناطة وبغداد، وغيرها من الحواضر، التي كانت مصدرًا للتنوير والمعرفة، على مدى قرون عديدة.. ونحن واثقون من قدرتنا على تحقيق ذلك".