استطاع 400 طالب وطالبة من المدارس المتوسطة في محافظة جدة (غرب المملكة) مؤخراً، إتمام برنامج "أكتشف العلمي" الذي هو إحدى مبادرات أرامكو السعودية، ويأتي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.واعتبر مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بأرامكو السعودية، فؤاد الذرمان في الكلمة التي ألقاها في ختام فعاليات برنامج "أكتشف العلمي"، والذي أقيم في قاعة النخيل بمجمع الرحاب التابع لنادي أرامكو السعودية بجدة، أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذي تقوم أرامكو السعودية بإنشائه في الظهران في نفس الموقع الذي اكتشف فيه البترول لأول مرة في المملكة، قد احتضن هذه المبادرة النبيلة (إثراء الشباب)، لكونها تجسد رسالته في تنمية المعرفة والإبداع والتواصل الحضاري في المملكة وحول العالم.وأضاف أن مبادرة إثراء الشباب أطلقت العديد من المشاريع التعليمية والإثرائية، وكان مشروع (أكتشف) هو أحد أهم المشاريع التابعة لهذه المبادرة، والذي سيقدم في مرحلته الأولى سلسلة متكاملة من عشرين ملتقى تعليمياً، تقام في خمس مدن من مملكتنا الحبيبة.وأكد أن تجربة مشروع (أكتشف) في مدينة جدة ثرية وملهمة، جعلتنا (نكتشف) أن وطننا يحتضن الكثير من العقول الناضجة والطموحة التي تنتظر من يهيئ لها البيئة المناسبة لتنطلق وتبدع و(تكتشف). في ورشة التدريب لكشف الشفرة المدرب يقوم بأخذ القياسات بغرض الكشف 200 معلم ومعلمة في مساري الرياضيات والعلومالبرنامج يقدم سلسلة متكاملة من الملتقيات العلمية، يبلغ عددها 20 ملتقى علمياً، يشكل كل منها تجربة ثرية وممتعة، ينجز فيها كل طالب وطالبة 120 ساعة إثرائية معتمدة، صممت بعناية لتحقق التوازن بين القدرات المعرفية، والملكات العقلية والوجدانية، لصناعة جيل المستقبل. واستطاعت مئة معلمة من معلمات العلوم والرياضيات في جدة، ومثلها من المعلمين، التدريب من قبل أساتذة سعوديين أنجزوا بنجاح دورات تدريبة مكثّفة في الولايات المتحدة الأميركية، تهدف لتقريب الطلاب والطالبات من مبادئ العلوم وجعلها في متناول أيديهم، وتحويلها من علوم نظرية معقدة إلى تطبيقات عملية ممتعة ومثيرة للانتباه، ومحفزة على التعلم ولمشاركة والمتابعة، وذلك لزرع موهبة الاكتشاف وحب الاستطلاع في نفوسهم. أهمية البرامج الإثرائيةوصرح المشرف العام على البرنامج، المهندس البراء العوهلي لـ"العربية.نت" قائلاً: "نحاول أن نترك الأثر الإيجابي على المعلمين الذين يمثلون رسل المعرفة، وأن نطلعهم على أحدث وسائل التعليم في مجالي العلوم والرياضيات". وقال العوهلي "نؤمن بأن أبناء هذا الجيل لديهم طاقات كامنة جبارة، ولكنها بحاجة لمن يكتشفها ويحفزها ويدعمها من أجل أن تنطلق وتبدع وتكتشف، وهذا هو الدور الذي نسعى لأن نقوم به في مبادرة إثراء الشباب من خلال مشاريعها المتعددة والذي يعد (أكتشف) واحداً منها". وأضاف: "إن الأثر الإيجابي الذي نلمسه على المعلمين والطلاب هو أكبر دافع لنا بأن نستمر في بذل المزيد من الجهود وتقديم المزيد من البرامج من أجل الارتقاء بهذه العقول المحبة للعلم والمتعطشة للمعرفة". ورشة التدريب ما وراء النجوم يحلم الطلاب بالوصول للكواكب  وأشار العوهلي قائلاً: "حرصنا على إضافة البرامج الإثرائية لأننا نريد أن نبني شخصيات توازنة تجمع بين التفوق في المجال العلمي والتفوق في مجال مهارات الحياة". الطالبات ينشدن بحفل الختام وبدأ حفل الطالبات بالأنشودة التي أنشدتها عدد من الطالبات، وحاز المشهد المسرحي الذي تحدث عن شخصية والت ديزني، إعجاب الجميع، حيث صفقن طويلاً للفكرة الملهمة. وقد ألقت مساعد المدير العام للشؤون التعليمية للبنات بإدراة تعليم جدة، نور سعيد باقادر، كلمة شكرت فيها أرامكو السعودية على مبادرتها العلمية الفريدة، وشراكتها مع وزارة التربية والتعليم في تنفيذها للبرنامج. وقالت: "إن هذا البرنامج يمثل تجربة فريدة للمعلمات والطالبات قدّم لهن في جو إثرائي فاعل، حيث تفاعل فيه الجميع من معلمات ومدربات وطالبات، مما يدعونا لإعلان الرغبة في استمرار التجارب والمشاريع التي تخدم فتياتنا ومعلماتنا وتمنحهن الأفق العلمي الواسع". وعبرت مديرة إدارة الموهوبات، مزنة عبدالرحمن الغانم، عن سعادتها بالبرنامج، وقالت: "من الضروري أن نعطي الدعم الكافي للطلاب والطالبات، وبالذات الفئة المستهدفة، وهي الصف الثالث متوسط، ورغم مواجهتنا لتحديات كبيرة في البرنامج، ابتداء من اختيار المقر، ولكن بفضل من الله استطعنا أن نجد الدعم الكافي من قبل إدارة التربية والتعليم في جدة، ممثلة بالأستاذ عبدالله بن أحمد الثقفي والأستاذة نورة باقادر".  صورة من البرنامج  وأضافت الغانم: "لقد فوجئت حقاً بمدى رغبة الطالبات في الاشتراك في برنامج "أكتشف العلمي" وبدا هذا الأمر واضحاً أن هناك عدداً من الطالبات يأتين من أقصى جنوب جدة لكيلا يفوتن على أنفسهن الاستفادة من هذا البرنامج العلمي والإثرائي، وهذا الأمر يزيدني فخراً بفتيات الوطن حفظهن الله". قادة المستقبل وتصميم الحلول وعبرت الطالبات عن حماستهن للبرنامج، فقالت رزان محمد الغامدي، وبيان الزهراني، إن البرنامج في غاية المتعة والروعة، وأضافتا "استفدن جداً من البرامج الإثرائية، وبالأخص قادة المستقبل الذي علمنا كيف أننا مسؤولات عن مستقبلنا، حيث تعلمنا مهارات إدارة الذات والتي تتضمن الدافعية الذاتية، وإدارة الوقت وأخلاقيات القيادة الصحيحة". فيما قامت أثير السيف في دورة تصميم الحلول، وهي من البرامج الإثرائية أيضاً، إلى إيجاد حل لمشكلة المصابين بالعمى فتقول: "اشتركت في مسار (أكتشف الرياضيات) وسعدت جداً بالدورة، ووقع اختيار تصميم الحلول من نصيبي رغم أنني لم أكن أملك أي فكرة عنه، لكن بعد مرور الأيام وجدت أن الدورة جعلتني أفكر بمجتمعي بشكل آخر، وأفكر بإيجاد مخرج لكثير من مشاكله".  صورة من البرنامج فيما انتظمت بشرى خالد الليحاني، في دورتين لمسار "أكتشف الرياضيات"، وهما فك الشفرة ورالي، صديق البيئة. تقول بفرح كبير "لم أندم ولو للحظة أنني اشتركت في هذه الدورة التي وهبتني مقلتين أخريين لأرى فيهما الرياضيات بصورة أخرى".