تجربة "الصفوف المشتركة"

 انقسام آراء ذوي طلبة في الحلقة الأولى حول تجربة الصفوف الدراسية المشتركة، خلال مشاركتهم في مؤتمر أولياء الأمور الذي نظمته وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي، فيما أكدت الوزارة أن العام الدراسي الجاري يعد فترة اختبار للتجربة ستقيم بناء على نتائجها.

وتفصيلاً، طالب ذوو طلبة بالتوسع في تجربة الصفوف المشتركة في الحلقة الأولى، وتعميمها على بقية المدارس، «لأن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يكونون مرتبطين بمن هم في مثل أعمارهم من أطفال العائلة، كما أن كثيرين منهم ترتبط المدرسة في أذهانهم بأصدقاء الحضانة، إضافة إلى أن فصل الذكور عن الإناث في هذه المرحلة المبكرة من أعمارهم يثير كثيراً من الأسئلة لدى الأطفال، تتطلب إجاباتها شرحاً أكبر من مستواهم العقلي».

وأبدى فريق آخر من ذوي الطلبة تخوفاً من تعميم التجربة، وصعودها إلى المراحل الأعلى، مشيرين إلى ضرورة وجود أسباب مقنعة للتوسع في الفصول المشتركة، مع ضمان ألا تتخطى الحلقة الأولى، حتى لا تتعارض مع الموروث الثقافي والعادات والتقاليد.

من جانبها، أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة بنت سالم مصبح المهيري، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، أن الوزارة تدرس جدوى الخلط بين الطلبة والطالبات في الصف الدراسي الأول (الحلقة الأولى) قبل تقييم نتائجه للاستفادة منه، فيما إذا كان الدمج سيكون لمصلحة أبنائنا من عدمه، مشددة على أن مصلحة الطلبة تأتي في أعلى سلم أولويات الوزارة.

فيما اعتبرت المعلمات: نورة الشمسي، ونجلاء حمدان، وخديجة البلوشي، وصباح علي، أن تجربة التعليم المشترك في الحلقة الأولى إيجابية جداً، وتتيح استفادة مثلى من المباني المدرسية الجديدة، خصوصاً أن العديد من المناطق تكون فيها نسب الطلبة أو الطالبات أقل بكثير من القوة الاستيعابية للمدرسة، وتالياً تعاني نقصاً في الطلبة وتعمل بنصف قوتها، ما يعد إهداراً للأموال المصروفة على الأبنية والتجهيزات، مشيرات إلى أن الأطفال في الحلقة الأولى أكثر قابلية لغرس القيم الإيجابية في نفوسهم، وترسيخ مفهوم أن جميع الطلبة أشقاء.

وأشارت المعلمات إلى أن تجربة التعليم المشترك لا تتعارض مع ثقافة وعادات المواطنين، كما أنها مطبقة في جميع المدارس الخاصة، وتحظى بإقبال كبير من المواطنين على تسجيل أبنائهم فيها، إضافة إلى أن الأنشطة التعليمية المشتركة بين مدارس الذكور والإناث أثبتت أنها تدعم رؤية المدرسة، وتساعد على التنافس بين الطلبة، وتثري عملية تبادل المصادر التعليمية، وروح العمل المشترك.

وأشار المعلمون: أحمد ضياء، وخالد نور الدين، ومصطفى حسن، إلى أن إدارات المدارس منوط بها إيضاح فوائد التعليم المختلط في الصفوف الأولى وما يخلقه من تنافس علمي، مشددين على أهمية التجربة للاستفادة من الأبنية المدرسية الجديدة، خصوصاً في المناطق التي لا يكفي فيها عدد الذكور أو الإناث وحدهم لتشغيل مدرسة بقوتها الكاملة.

جدير بالذكر أن العام الدراسي الجاري شهد توسعاً في الصفوف المختلطة في مدارس أبوظبي الحكومية، بناءً على القرار قم 103 لعام 2018 الخاص بالتغييرات على المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي للعام الدراسي 2018/‏‏‏ 2019، الصادر عن دائرة التعليم والمعرفة، الذي تضمن تغيير نوع الطلبة في نحو 16 مدرسة من ذكور أو إناث فقط، إلى ذكور وإناث، وتطبيق التعليم المختلط فيها في الصف الأول، وفي بعضها حتى الصف الرابع.

(رافضون):

«يجب أن يكون هناك أسباب حقيقية ومقنعة

للتوسع في تجربة الفصول المشتركة».

(موافقون):

«فصل الذكور عن الإناث في هذه المرحلة المبكرة

يثير كثيراً من الأسئلة لدى الأطفال».

- معلمات: «التعليم المشترك لا يتعارض مع ثقافة المواطنين وهو مطبق في جميع المدارس الخاصة»