حذر المعهد الوطني البريطاني للصحة والامتياز السريري "نيس" من انتشار الاكتئاب بين الأطفال منذ عمر خمس سنوات مع تزايد اعداد تلك الحالات بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية. وقال خبراء بالمعهد ان الطفولة في العصر الحديث اصبحت اكثر "ارهاقا للاعصاب"، مع وجود ضغوط على الطفل جراء وسائل الاعلام الاجتماعية وما يعرف بالتنمر او التسلط الالكتروني والاختبارات المدرسية منذ سن مبكرة للغاية والانهيارات التي تصيب الاسر، وجميعها امور تعمل على زيادة المشكلات النفسية. ويوصي الخبراء، وفقا لصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، بأن يبذل الاطباء والمدارس مزيدا من الجهود لتحديد الطلاب الذين يعانون من الاكتئاب وتقديم معلومات لمساعدتهم على ان تكون مبسطة ليتفهموها. وتشير تقديرات المعهد الى معاناة 80 الف طفل في بريطانيا من اكتئاب حاد، منهم ثمانية آلاف دون سن العاشرة، فضلا عن اصابة اطفال في عمر خمس سنوات ايضا بهذه الاعراض النفسية. وقال الخبراء في (نيس) انه حتى الاطفال الذين يتعرضون لأوقات عصيبة في المدرسة كانوا قبل بضع سنوات يرتاحون من الضغوط عند الذهاب للمنزل، لكن الآن اختلف الوضع، فالاطفال اصبحوا معتادين على استخدام مختلف الاجهزة الالكترونية الحديثة في المنزل. واشاروا الى ان هذا الامر يعني استمرار الضغوط على الطفل، فإلى جانب التنمر الالكتروني، ظهرت عند الطفل ثقافة يسعى فيها الى تكوين شخصية خاصة به مبنية على مظهره وعدد الاصدقاء لديه على موقع الفيسبوك، وهو ما يجعل الطفل يشعر بحالة دائمة من القلق.