خلال مراحل نمو طفلكِ وحتى يصبح ناضجا بشكل كافٍ، يطرح عليكِ الكثير من الأسئلة العفوية ليستوضح بعض الأمور، بعض إجاباتكِ قد تكون فقط "نعم أو لا"، والبعض الآخر يحتاج للإطالة لشرح المزيد. لتأتي المرحلة العمرية التي عادة ما يجدها الآباء صعبة، وهي عندما يبدأ الطفل في طرح أسئلة فلسفية أو وجودية أو حتى بيولوجية، محاولا أن يفهم أمرا ما مر عليه، مثل عندما يسألكِ طفلكِ "لماذا لون السماء أزرق؟"، أو "لماذا مات جدي وأين سيذهب؟"، والسؤال الشهير في عالم الأطفال " كيف جئت إلى الحياة؟"، والأسئلة الصعبة على نفسية الطفل والتي دائما ما تلزم طلاق الأبوين، ليبدأ في طرح الأسئلة ظنا في الغالب أنه السبب فيما آلت إليه الأمور! كل الأسئلة السابقة، تضع الأبوين في موقف لا يحسدان عليه، البعض يقول أجوبة كوميدية في محاولة منه للهروب من الأمر، معتمدا أن طفله سيفهم ما حدث بالضبط عندما ينضج بما فيه الكفاية، والبعض يتهرب من طفله ولكن كل ما سبق على الرغم من أنها حلول مؤقتة لموقف صعب، إلا أنها لا تفي بالغرض وربما تكون دافعا لطفلكِ للبحث بنفسه عن إجابة مما يعرضه للخطر، أو يصاب بأزمة نفسية على مدار الأيام لوجود تخيلات في رأسه ولم يكشف عن حقيقة الأمر لأبويه، فيظل هائما فيما يفكر فيه وحيدا.