الطفل الانطوائى يتصف بالذكاء والحيوية وهو غير خجول كما يتصور البعض، لكنه غالباً يتجنب التواصل مع الآخرين. وتؤكد الدكتورة داليا مؤمن "أخصائية علم النفس"، أن هناك عدة أسباب تجعل الطفل انطوائى منها معاملة الطفل بقسوة ومعاقبته باستخدام العنف اللفظى والمشاجرات والمشاحنات الدائمة والصراخ داخل البيت، وتحميل الطفل أعباء ومسئوليات أكبر من طاقته، ومروره بتجربة قاسية لم يستطع تحملها مثل فقدان عزيز، وعدم حصول الطفل على الحب والحنان والرعاية الكافية. ونصحت لمساعدة الطفل الانطوائى أن يتم تخصيص غرفة له فى المنزل إذا كان ذلك ممكنًا وعدم السماح للآخرين بمضايقته لأنه هادئ ومتحفظ أو تجنب فرض تصرفات معينة عليه، ويجب توفير بضع ساعات من الهدوء، وإعطاء الطفل الفرصة للمشاركة فى أنشطة فردية تساعده على تدريب العقل والجسم. وقالت "داليا" بإمكان الطفل الانطوائى التفوق فى رياضة فردية، أو هواية الموسيقى، أو دمجه فى ممارسة عمل يكتسب منه المال ويتعرف على مسئوليات العمل دون الحاجة إلى الدخول فى حالة من الفوضى وتشجيعه على تكوين صداقات عندما يشعر بحاجته إليها. وحذرت "داليا" الأسرة من مقارنة الطفل المنطوى بالآخرين، ويجب على الأسرة أن تكون مستعدة للجلوس مع الطفل حتى يكون على استعداد للاندماج مع الآخرين. وتابعت: لابد أن تبحث الأسرة على الأطفال الذين لديهم نفس اهتمامات طفلك، فلا تجبرى طفلك على اللعب مع أطفال اجتماعيين، ولا يقتصر لعبه مع الأطفال المنغلقين مثله فقط، فالموازنة هنا فى نوعية الأنشطة نفسها التى يحبها، فسيستمتع بها وتساعده على اكتساب مهارات جديدة، واحترمى رغبات طفلك واهتماماته، ولا تهملى وتلغى اهتماماته.