أظهر استطلاع للرأي أن ثقة العرب في وسائل الإعلام بالمنطقة - وفي مقدمتها قناة الجزيرة - تزداد بشكل كبير، في وقت تتراجع فيه ثقة الأميركيين في وسائلهم الإعلامية. وقال 61% من المشاركين في استطلاع أجرته جامعة نورث ويسترن في قطر إن "جودة الإعلام في العالم العربي" تحسنت خلال العامين الماضيين. واعتبر 26% من المشاركين في الاستطلاع أن قناة الجزيرة هي المصدر الأول لهم في الأخبار، مقابل 15% لقناة العربية، في حين تتوزع النسبة المتبقية على باقي المؤسسات الإعلامية الدولية والمحلية. وبحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، فإنه بينما تتمتع وسائل إعلام إقليمية بالشعبية، فإن أقل من نصف المشاركين (48%) يعتبرون أن وسائل إعلامهم المحلية تتمتع بمصداقية، وإن 43% فقط يقولون إن وسائل الإعلام تنقل الخبر دون تدخل فيه. وقد شمل هذا الاستطلاع الأول من نوعه في المنطقة منذ أن فتحت جامعة نورثرن أبوابها عام 2008، حوالي 1250 شخصا من ثماني دول هي البحرين ومصر والأردن ولبنان وقطر والسعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة. الأسباب وقال العميد والمدير التنفيذي لجامعة نورث ويسترن في قطر إيفريت دينيس إن هناك تحسنا كبيرا في وسائل الإعلام في المنطقة، مشيرا إلى أن الجزيرة والعربية تقومان "بتغطيات إخبارية للمنطقة". وأضاف أن بعض الصحف، التي كانت حذرة ومدعومة، تقوم هي الأخرى بعمل يتسم بالكثير من الشفافية. وعزا دينيس هذا التطور إلى التنافس الذي جلبه وصول أعداد كبيرة من العاملين في وسائل إعلام دولية إلى المنطقة، الأمر الذي ساهم في قيام الصحفيين المحليين والإقليميين بتغطية عالية الجودة للانتفاضات العربية في منطقة هم أدرى بشؤونها. وتابع "عندما يقوم الغرباء بتغطية أفضل مما تقوم به لمنطقتك، فهذا مدعاة للإحراج". ولفت النظر إلى أن المجلات المتخصصة في قطاع الأعمال -التي كانت في السابق مليئة بالبيانات الإطرائية وتخدم المصالح الشخصية- باتت أكثر أهمية، لأنها تلعب دورا أساسيا في نشر معلومات حقيقية تتعلق بالأعمال ولا سيما أن الدول العربية الغنية باتت جزءا مهما من الاقتصاد العالمي. وكانت قناة الجزيرة قد تصدرت جميع القنوات ووسائل الإعلام في نسبة المشاهدة في المنطقة، حيث ظلت المصدر الأول لتلقي الأخبار، وفق المؤشر العربي الذي أصدره في العاشر من الشهر الجاري المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. حرية التعبير وسلط الاستطلاع الضوء على وجهات النظر تجاه حرية التعبير، فبينما قال 61% إنهم يؤيدون التعبير عن الأفكار على شبكة الإنترنت حتى وإن كانت غير مقبولة، فإن أقل من النصف (نحو 46%) أكدوا حق انتقاد الحكومة على الإنترنت. وتشير صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أنه رغم تأييد المستطلعة آراؤهم حرية التعبير على الإنترنت، فإن العديد منهم يدعمون سن قوانين أكثر صرامة في هذا الشأن. ويرى دينيس أن ثمة مفارقة لدى الذين يقولون إنهم يريدون حرية تامة للتعبير على شبكة الإنترنت، وفي نفس الوقت يدعون إلى سن قوانين في بعض الحالات، عازيا ذلك إلى "الشد والجذب بين العادات والحداثة