القاهرة - مصر اليوم
"يمكننا توصيل الأثر لكم عبر خدمة الدليفرى"، بهذه العبارة يغرى موقع أمريكى على الإنترنت رواده بشراء الآثار الفرعونية التى يعرضها صاحبه "جبريل فاندرفورت"."فاندرفورت"، وهو أمريكى الجنسية لم يكتفِ بذلك، ففى سبيله لإقناع زبائنه بقانونية ما يفعله عبر موقعه، يؤكد على أن "كل الآثار الموجودة لديه دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة قانونية، ويتم تقديم شهادة ضمان مدى الحياة مع الأثر المباع".ولإضفاء مزيد من المصداقية لسلعته، ينشر فاندرفورت على موقعه، ما يؤكد أنه "صاحب نشاط معروف لدى الدولة ويدفع عليه الضرائب"، بالإضافة لنشر رقم هاتفه وعنوانه فى كاليفورنيا، غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ومقطع فيديو يوضح كيف دخلت الآثار الموجودة لديه الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة قانونية. حالة فاندرفورت، وإن كانت قد تبدو "مستفزة" لأى مصرى يطالع موقعه، فإن هناك حالات أخرى يكشف عنها عالم المصريات بسام الشماع، تؤكد على أن معدلات تهريب الآثار الفرعونية زادت على نطاق واسع جدا منذ ثورة 25 يناير2011، استغلالا لحالة الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة.وكشف الشماع فى تصريحات، عن نماذج لآثار فرعونية تعرض فى دور المزادات العالمية بشكل معلن وصريح، ومنها صالة "كريستيز" للمزادات فى لندن والتى عرضت الصيف الماضى، رأسا من الحجر الجيرى لتمثال الملك "امنمحات الثالث" والذى يرجع تاريخه إلى الأسرة 12 بالدولة الوسطى (1991- 1759 قبل الميلاد)، ويصل ارتفاع الرأس إلى 11.4 سم وقدرت صالة المزادات ثمن هذه الرأس بسعر من 30 إلى 50 ألف دولار أمريكى، على حد قوله. وأشار الشماع إلى أن هناك قطعة أثار أخرى من الحجر الرملى يصل عرضها إلى 18,4 سم وترجع إلى عصر "اخناتون" بالأسرة الـ18 عليها نحت للملك ونصوص هيروغليفية واضحة تعرضها الدار للبيع بسعر من 20 إلى 30 ألف دولار.وأرجع الشماع وصول هذه الآثار إلى دور المزادات ومواقع البيع عبر الإنترنت، إلى سببين، "الأول يتعلق بعمليات التنقيب غير الشرعية، والتى زادت فى فترة ما بعد الثورة بسبب الانفلات الأمنى، والثانى ما تحصلت عليه بعثات الآثار الأجنبية بشكل غير شرعى أو بشكل طوعى".