واشنطن - أ ش أ
قالت الكاتبة الأميركية ترودي روبين إنه بينما تتصدر بربرية "داعش" عناوين الصحف، فإن المرشحين الجمهوريين للرئاسة يتنافسون على تفنيد تصريحات بعضهم البعض فيما يتعلق بملف السياسة الخارجية.
وأضافت روبين - في مقال نشرته صحيفة (ذا فيلادلفيا إنكوايرر) - أنه في ظل ما يشهده الاقتصاد الأميركي من تحسن ، تُظهر استطلاعات الرأي اعتبار الناخبين قضية الإرهاب صالحة لكي تكون موضوع حملة لانتخابات 2016.
وتابعت الكاتبة بالقول إنه مما لا شك فيه أن "فشل الرئيس باراك أوباما في التعاطي مع "داعش" يتركه غرضا سهلا للسهام ، لكن محاولة المرشح الجمهوري (جيب بوش) - شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش الابن - تحميل أوباما المسؤولية الكاملة لظهور داعش، جعلت دمائي تفور" ، موضحة "أن انهيار الشرق الأوسط الذي مهّد السبيل أمام ظهور الإرهابيين كان من نتائج الحرب غير الشرعية التي شنها أخوه (جورج بوش الابن) على العراق".
ورأت صاحبة المقال أن حرص الجمهوريين على غسل يدَي جورج بوش الابن من أخطاء استراتيجية ارتكبها ، تعني أنهم عازمون على تكرار الأخطاء ذاتها إذا ما فازوا بالرئاسة العام المقبل ، ورصدت أخطاء أخيه فيما يتعلق بحرب العراق على الجانب الاستخباراتي الذي لم يكن دقيقا بشأن برنامج صدام حسين للسلاح النووي ، وعلى عدم تهيئة بيئة آمنة بعد الإطاحة بصدام.
ولفتت الكاتبة إلى قفْز (جيب) للفترة الدامية في العراق بين 2003 و2007 ، وإلى ثنائه على ما وصفه باستراتيجية أخيه البطولية بإرساله آلاف الجنود الأميركيين للعراق ، وإلى انتقاده قرار أوباما سحْب تلك القوات بالكامل عام 2011 ، ورصدت في تلك النقطة قول جيب بوش "إن هذا السحب للقوات أوجد حالة من الفراغ أعطت إيران نفوذا في العراق يفوق ما لأميركا من نفوذ في البلد ذاته ، كما مكّن تنظيم داعش من الاستيلاء على أكثر من ثلث مساحة العراق العام الماضي".
وعلقت روبين قائلة "إن رواية (جيب) المقتضبة للتاريخ تتجاهل تدمير العراق في الفترة بين 2003 و2004.. كما أن سياسات جورج بوش الابن الخرقاء لاحتلال العراق عملت على التغريب التام للعراقيين من أبناء المذهب السُني الأمر الذي أوجد موطئ قدم لتنظيم القاعدة في المناطق السُنية ، وبحلول 2004 بدأت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في ترهيب العراقيين السُنة ولا زالوا يرهبونهم حتى دفعوهم إلى دعم داعش أو قبولهم.. وعلى النقيض لرواية (جيب) فإن إدارة والده جورج بوش الأب هي التي فتحت الباب أمام نفوذ إيراني قوي في العراق".
واختتمت روبين بالقول "إن جيب بوش يفعل خيرا لو ذاكر التاريخ الحقيقي لحرب العراق عن كثب، ويا حبذا لو اتبع مسار أبيه الرصين على صعيد السياسة الخارجية وتجنب نهج أخيه الضال".