أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية .. بــ " استراتيجية دبي الصناعية " التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و التي تنقل دبي من مرحلة النمو إلى مرحلة النضوج ..
بجانب اهتمام الدولة وحرصها على مكافحة الإتجار بالمخدرات..إضافة إلى ردود الأفعال وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتحت عنوان " الإمارات قلعة صناعية " قالت صحيفة " البيان " .. إنه منذ أن رفعت دولة الإمارات العربية المتحدة شعار " التنمية المستدامة " وهي تطرق جميع قطاعات الاقتصاد والتنمية بمبادرات وخطط واستراتيجيات تعزز هذا الشعار.
وأضافت ها هي الآن تتطلع للريادة في أهم قطاع في التنمية المستدامة وأكثرها حيوية ألا وهو قطاع الصناعة الذي يميز الدول عن بعضها في مجال التقدم والتطور وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " عند إطلاقه أول من أمس " استراتيجية دبي الصناعية".
وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تعكس مدى تطور مؤهلات وإمكانيات دولة الإمارات بما تملكه من بنى تحتية وخدمات لوجستية على أعلى المستويات والمعايير العالمية وبما تملكه أيضا من معارف وعلوم ومكانة إقليمية وعالمية فريدة وتهدف إلى جعل دبي منصة عالمية للصناعات القائمة على المعرفة والابتكار والاستدامة.
وأشارت إلى قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد " الاقتصاد السليم هو الاقتصاد المتكامل المتنوع الذي يقوم على الإبداع والابتكار.. الدول تعرف بما تصنع وبما تقدمه للبشرية من منتجات وخدمات وبما تضيفه من مفاهيم جديدة على خارطة الاقتصاد العالمي ".
وأكدت " البيان " في ختام إفتتاحيتها أن استراتيجية دبي الصناعية تنقل دبي من مرحلة النمو إلى مرحلة النضوج على مستوى التطور الصناعي وتوسيع القاعدة الإنتاجية والبنية الاقتصادية مما يعزز من ثقتنا بقدرتنا على تبني مبادرات عالمية.
من جانبها أكدت صحيفة " الرؤية " .. أنه لا غرابة في أن تتبوأ دولة الإمارات موقعا مهما على خريطة مكافحة الإتجار بالمخدرات وعبورها ومواجهة هذا النوع من الجرائم الدخيلة على مجتمعنا.
وتحت عنوان " عصية على السموم " أضافت أن السبق في استحداث جهاز شرطي متخصص لمكافحة المخدرات منذ ستينات القرن الماضي مؤشر على التنبه المبكر لخطر تلك السموم واعتماد استراتيجية جدية لتطويقها.
وأكدت " الرؤية " أن الجهات المعنية بالملف لا تدخر جهدا في مواصلة التصدي لتجار الموت ويبقى على الشباب مسؤولية تحصين أنفسهم من الوقوع في مهاوي الإدمان.
وبشأن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و تحت عنوان " الدرس الأوروبي " قالت صحيفة " الخليج " .. إن بريطانيا لم تغادر أوروبا لأن ديفيد كاميرون رئيس وزرائها أخطأ تكتيكيا فهو لم يفعل أكثر من أنه فقأ الدمل الذي تعانيه أوروبا.
وأضافت أن كاميرون أراد من الاستفتاء الضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على امتيازات إضافية لبريطانيا لكن البريطانيين لم يصوتوا انسجاما مع تكتيك كاميرون وإنما وفقا لمصالحهم .. فليس سرا أن القارة الأوروبية تعاني أزمة تلو الأخرى وقد كشفتها بشكل فاضح الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي حينما نشأ كان من جملة أغراضه تعزيز مستوى المعيشة لشعوبه أما الذي حصل فإن الازدهار الأوروبي منذ نشأة الاتحاد اقتصر على أولئك الذين يملكون الأموال حيث ازداد الأغنياء غنى بينما توسع نطاق الفقر حتى في البلدان التي كانت تتمتع بمستويات عالية من المعيشة وبضمان اجتماعي رصين.
وأشارت إلى أنه حينما بدأت المشاكل الاقتصادية تضرب أوروبا كان ضحاياها الأوائل هم الفقراء والطبقة المتوسطة.. لافتة إلى أن هؤلاء هم الذين صوتوا مع الخروج من الاتحاد الأوروبي لأنهم رأوا أن الجشع غلب على روح الاتحاد وأن التعاون لم يكن إلا كلاما حينما يصطدم بالحقائق على الأرض.
وذكرت أن اليونان كانت نموذجا يضرب به المثل لكل الأوروبيين لأن كل الشعارات التي رفعت حول أهداف الاتحاد الأوروبي كانت صحيحة ولكن لقلة من الناس فلم تغلب روح التعاون والمصير المشترك في معالجة الدين اليوناني بل استخدم لسلب البلد من ثرواته ولتحطيم مستويات المعيشة فيه حتى الديمقراطية التي تشدقوا بها لم تعمل في المثال اليوناني فعلى الرغم من التصويت اليوناني الشعبي ضد الإجراءات الأوروبية فإن الاتحاد الأوروبي تصرف من منطلق أن سداد قروض البنوك أهم من الديمقراطية.
وأضافت إذا كانت المثل التي قام على أساسها الاتحاد الأوروبي بدت عارية عند أول امتحان جذري فقد تبين للناس أن مسار الاتحاد الذي قام في نتائجه على زيادة الفجوة في الثروة والدخل بين من يملكون ومن لا يملكون هو صورة المستقبل وهو مستقبل غير الذي صور لهم.
وقالت إن التصويت البريطاني ينبغي أن ينظر إليه كجرس إنذار عما يعتمل في صدور مواطني الاتحاد الأوروبي ومن حظ الاتحاد الأوروبي أن التصويت من خلال الصناديق قد حصل بدل أن يحصل من خلال الفوضى في الشوارع وسيفوت السياسيون الأوروبيون درس التصويت البريطاني إن ظلوا يبحثون عن الأسباب في غير مظانها الحقيقية حينذاك سيجدون أنواعا أخرى من التصويت تهز الاستقرار في بلدانهم.
**********----------********** وتساءلت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها أنه إذا لم يهتم الاتحاد بمصالح شعوبه كما ينبغي .. فيا ترى ما الذي تفعله سياساته في شعوب إفريقيا التي يفرض عليها اتفاقات لخدمة مصالحه.
وحول الموضوع نفسه قالت صحيفة " الوطن " .. إنه لم يكن أحد غافلا عن التداعيات الكبيرة التي سيحدثها الانفصال البريطاني لكن الغريب في الأمر أنه بعد أقل من يوم واحد بدا المشهد على الساحة الأوروبية وكأنه خلط أوراق في أكثر من اتجاه حيث أعلنت اسكتلندا رغبتها في إجراء مباحثات بمقر الاتحاد الأوروبي لمعرفة كيف سيكون وضعها في الاتحاد وهي تعلنها صراحة أنها تريد الانفصال عن المملكة المتحدة في الوقت الذي تم جمع أكثر من مليون ونصف المليون توقيع في لندن للمطالبة بإعادة الاستفتاء الذي كان / 1.3 / مليون صوت فيه كاف لزلزلة الاتحاد الأوروبي والإنذار بقابليته على الانهيار.
وأضافت تحت عنوان " قدرة أوروبا على استيعاب زلزال بريطانيا ".. أن اليمين الأوروبي استغل الانفصال على أفضل وجه ما يؤكد فاعلية توجهاته وعنصريته ومواقفه العدائية من كل شيء وكذلك رئيس الوزراء البريطاني الذي خسر الرهان والتحدي الأكبر في حياته السياسية ولم يشفع له إعلان نيته الاستقالة في أكتوبر القادم بل إن أطرافا أوروبية سارعت بمهاجمته واعتبار عدم تقديم استقالته فور إعلان نتائج الاستفتاء مهزلة.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي بات يوجه الأنظار إلى أماكن ثانية كإيطاليا وهولندا بدى كأنه يريد الانتقام من بريطانيا بطريق فظة عندما طالب بتسريع الانفصال واستكمال الإجراءات بأسرع وقت ردا على النتيجة التي هزته.
وقالت حتى لندن تلك المدينة العالمية وقع عشرات الآلاف فيها على وثيقة جمعت أكثر من / 130 / ألف صوت للمطالبة بانفصالها عن بريطانيا وهي إن كانت أقرب إلى ردة فعل للتعبير عن الغضب خاصة أن التصويت فيها أتى في معظمه لصالح البقاء في الاتحاد قبل أن تحطم أصوات الشمال أوهامها وتوجهها وتلزمها على البقاء بعيدة عن الاتحاد الأوروبي المترنح تحت الصيحات الداعية للانفصال من جهة والملفات الثقيلة التي تهدد سواء التعاون الواجب أو وحدته ككل.
ولفتت إلى أنه يبقى حاليا موضوع الهجرة الأخطر في الاتحاد وهو الملف الأثقل على دوله الـ/ 27 / بعد انسحاب بريطانيا والتي يعزو محللون موقفها ذلك لموجات الهجرة التي كانت تصلها من دول أوروبا الشرقية ولم تكن تطمينان وامتيازات القارة العجوز كافية لتطمين رعايا التاج البريطاني الذين اختاروا وقف موجات المهاجرين على حساب الاقتصاد والذي أجمعوا على أنه سيكلف بريطانيا أكثر من / 300 / مليار دولار سنويا جراء الانفصال.
وذكرت أن أوروبا اليوم بدولها تسارع لعقد اجتماعات على مختلف الصعد سواء على أرفع المستويات ضمن كل دولة أو بين وزراء دول الاتحاد الأوروبي في مقره ببروكسل والهدف هو بحث تطويق التداعيات التي سيشكلها خروج بريطانيا وبث الأمل في قارة يخيم عليها الحزن بعد أن بدا مستقبلا ليس ورديا مع الأزمات التي عصفت بعدد من دولها فضلا عن خروج أساس قوي طالما عولت عليه دول الاتحاد لحل مشاكلها.
وأكدت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها أن أوروبا اليوم مهددة بانفراط عقدها وهو ما سيشكل آثار كارثية على جميع دولها التي ستعتكف على نفسها لمواجهة الأزمات التي تعني كل دولة.