دعت صحيفتان بحرينيتان القمة الرابعة والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التى ستبدأ اعمالها فى دولة الكويت الشقيقة فى وقت لاحق من مساء اليوم الى سرعة الوصول الى القرار التاريخي الذي تنتظره شعوب المنطقة وهو الانتقال إلى المرحلة الاتحادية .وقالت صحيفة / اخبار الخليج /انه بعد 32 سنة من التعاون بين دول المجلس الست وما حققته من تطورات وإنجازات على عدة أصعدة وفي مختلف المجالات فإنها مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تنتقل بهذه التجربة الإقليمية الناجحة إلى مرحلة أكثر تطورا لتلبي رغبات وطموحات وآمال شعوب دول المجلس, أي أنها مطالبة بالشروع في وضع الخطوات الملموسة للانتقال إلى مرحلة الاتحاد . واوضحت الصحيفة ان المطالبة بالانتقال إلى مرحلة الاتحاد لا تعني أن يقر اليوم ويطبق غدا, وإنما المطلوب الشروع في خطوات عملية من شأنها أن تضع اللبنات الحقيقية التي تساعدنا على بناء الدولة الاتحادية في المستقبل وليس ترك هذا التكتل الاقتصادي والسكاني والسياسي الكبير مجرد تكتل للتعاون بين دول تجمعها مشتركات ليست متوافرة لدى تكتلات دولية أخرى, مؤكدة ان اتخاذ القرار السياسي بالانتقال إلى الدولة الاتحادية هو المطلب الشعبي الآن لأن هذا القرار سيفتح الطريق أمام قادة الدول الخليجية للسعي الى تطبيق الصيغة الاتحادية . وشددت على ان منظومة دول مجلس التعاون تمتلك من المقومات التي تساعدها على إنجاز النقلة النوعية ما لا تمتلكه تكتلات عالمية أخرى, فليس بين شعوب دول المجلس أي فوارق لغوية أو دينية، كما أنها تتشارك في العادات والتقاليد والروابط الأسرية وكانت تاريخيا ضمن وحدة جغرافية متكاملة وبالتالي فإن الدعوة إلى الاتحاد ليست سوى دعوة للعودة إلى الأصل. واضافت الصحيفة ان الواقع الاقتصادي والتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة تحتم علينا أن نسعى لتكوين كتلة واحدة قوية تستطيع أن تكون رقما مؤثرا في هذه التغيرات وهناك عوامل كثيرة تساعد على ذلك منها امتلاك دول المجلس للكفاءات المختلفة التي يمكن استغلالها في تعزيز التكتل الاتحادي المطلوب ودعمه, فكل دولة بإمكانها سد النقص الذي قد تعاني منه الدولة الأخرى في العديد من التخصصات والكفاءات مثل الطب والهندسة والمحاماة وغيرها, إضافة إلى تدعيم البنى الاقتصادية في كل دولة . واوضحت / اخبار الخليج / انه من المعروف أن المملكة العربية السعودية وتحديدا خادم الحرمين الشريفين هو الذي أطلق هذه الدعوة والجميع يعرف ما تتمتع به السعودية من ثقل اقتصادي وإمكانيات كبيرة ومؤثرة على الأصعدة المختلفة، ومن هنا فإن قمة مجلس التعاون مطالبة بأخذ هذه الدعوة بعين الاعتبار والمبادرة إلى تبنّيها بجدية واعتبار هذا القمة مصيرية فيما يتعلق بمستقبل مجلس التعاون . من جانبها اكدت صحيفة / البلاد / ان قمة مجلس التعاون تأتى وسط تحديات كثيرة تموج بها المنطقة وتطلعات كثيرة لشعوبها.وتحت عنوان " قمة الكويت .. التحديات والتطلعات كتبت الصحيفة قائلة " إذا كان كل اجتماع مشترك لقادة دول المجلس هو حدث مهم جدير بالمتابعة، فإن قمة الكويت الخليجية تكتسب أهمية خاصة نظرا للظروف الدقيقة التي تعيشها المنطقة والتحديات الجسيمة التي تفرض على دول المجلس تبادل الرأي وتوحيد الرؤى واستمرار التنسيق في كل ما من شأنه تعزيز مسيرته التكاملية ومنظومته الوحدوية . واضافت / البلاد / قائلة "إذا كان المواطن الخليجي ينظر إلى كل لقاء خليجي باهتمام بالغ وترقب شديد، فإنه أكثر اهتمامًا وأشد ترقبًا لما ستسفر عن قمة الكويت من مكاسب، تؤكد حقيقة تاريخية تتمثل في أن كل لقاءات قادة دول المجلس هي لقاءات خير وعطاء هدفها الدائم هو المواطن الخليجي وتحقيق آماله وتطلعاته في مزيد من المكتسبات والانجازات". ومضت الصحيفة قائلة "رغم كل الأمواج العاتية، فإن الآمال الشعبية معقودة على قادة دول المجلس للخروج بمبادرات ومشروعات من شأنها تعزيز المواطنة الخليجية وتدعيم الأمن والاستقرار وتعميق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس ليظل كما كان درعا وحصنًا ضد كل الأطماع التي تستهدف هذه المنطقة الغنية بالثروات". واوضحت انه "إذا كانت الفترة الأخيرة قد شهدت ظروفا معاكسة وأجواء مغايرة للمصالح الخليجية، فإن قمة الكويت قادرة على التكيف مع هذه الأجواء وتطويع هذه الظروف لصالح دولها وشعوبها من خلال دفع العمل الخليجي المشترك نحو آفاق جديدة قادرة على مواجهة التحديات التي فرضتها المستجدات الداخلية والخارجية وفي الصدارة منها التحديات الأمنية وخاصة من حيث انتشار حالة من التوتر وعدم الاستقرار في كثير من دول الإقليم، فضلاً عن تصاعد خطر تدخلات بعض الدول في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، وسعيها إلى فرض أجندات خاصة بها تحمل الكثير من الأضرار والمخاطر. وفي ختام تعليقها اكدت الصحيفة ان الثقة ستبقى في المستقبل في ظل ما تمتلكه دول مجلس التعاون من قدرات وإمكانيات وما ترغب في تحقيقه من طموحات وعلى رأسها الانتقال من مرحلة التعاون بين دول المجلس إلى مرحلة "الاتحاد الخليجي" الذي سيعيد بناء التوازن الاستراتيجي في المنطقة ويفرض على جميع دول العالم مراعاة مصالح دول الخليج في أي ترتيبات تتعلق بأمن وسلامة المنطقة كما ان المرحلة الراهنة بتحدياتها وصعوباتها واشكالياتها، تدفع الجميع إلى النظر بعين مستقبلية نحو مزيد من التقارب في أشكال اتحادية أكثر اندماجا والتحرك العاجل لوضع الحلول التكاملية والمعالجات الشاملة لتلك التحديات والصعوبات وبما يمنح منظومة مجلس التعاون المزيد من القوة لهذا الكيان ومؤسساته التي تطورت على مر عقود من الزمن بجهود قادة مجلس دول التعاون وشعوبها .