القاهرة ـ أ.ش.أ
ألقت الصحف الإماراتية والسعودية في افتتاحياتها الضوء على عدد من القضايا العربية والدولية منها المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، والأوضاع في سوريا ، والملف النووي الإيراني. ووصف صحيفة "الخليج" الإماراتية المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بانها "عبثية" ، لافتة إلى أن ذلك يرجع إلى عدم وجود أفق لها ، وبرهن على ذلك بشكل لا لبس فيه استقالة المفاوضين الفلسطينيين ، حيث وصل هؤلاء إلى قناعة واضحة بأن إسرائيل لا تفاوض وإنما تراوغ. وأضافت ، أنه ليس هناك من مرجعية حقيقية إلا أوسلو الغامضة والمنتهكة والمواقف ليست إلا موقفا واحدا هو الموقف الفلسطيني الذي يعلن أنه يريد إقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين ، هذا هو الموقف الفلسطيني في حده الأقصى وهو حد ما كان ينبغي أن يقتصر على ذلك حتى يصل إليه ، ومع ذلك فالكيان الصهيوني لا يعلن موقفا وإن كان يصنع موقفا ، من مؤسساته التي تصادر الأرض وتبني المستوطنات وتحاصر القدس وتهدد الأقصى وتستبيح الموارد ، وهذا ليس موقفا للتفاوض وإنما هو تقرير حال وهو في تقريره لهذا الحال يستفيد من عناصر متنوعة.. وأشارت إلى أن المفاوضات تقدم له غطاء جيدا لتقرير الحال الذي يريده فهو يبني ويستحوذ وينتهك ، بينما المفاوضات جارية وحين يجلس داخل المفاوضات لا يسمع ما يقوله المفاوض الفلسطيني وإنما يرهف السمع لوقع الآلات التي تشيد المستوطنات على الأرض المغتصبة ، وهو بهذا يخلق واقعا يساعده بشكل أو آخر الدعم الأمريكي المالي والسياسي ، فالراعي الأمريكي كما لا يعمل شيئاً من أجل أن تعلن إسرائيل موقفها فهو يهرع من أجل تعديل مواقفه باستمرار حتى تلائم الغضب الإسرائيلي ، والكيان الصهيوني يقيم حقائقه على الأرض على وقع تبادل الأطراف الفلسطينية الاتهامات ، فأي مناخ أخصب لتكوين الواقع من أن يكون المعني ملتهيا بجروحه لا يلعقها وإنما يزيد نزفها ، كما أن الكيان الصهيوني يسرح ويمرح في الأرض الفلسطينية متأكداً من أن العرب لا يكادون يرون شيئا من تفتت أوضاعهم وتراكم مشاكلهم وتفاقم التطاحن الدموي فيما بينهم. وفى السعودية ، أشارت صحيفة "الوطن" إلى محاولة بعض أجهزة الإعلام الغربية الربط بين موقف إسرائيل ومواقف الدول العربية ، خاصة دول الخليج العربي ، من المباحثات النووية التي تجريها دول 5+1 مع إيران ، وكأن هناك توافقا بين الموقفين لدرجة تؤهل الطرفين ليكونا حليفين أمام عدو واحد ، ورأت أن هذا الربط بين الموقفين زائف وبعيد كل البعد عن الحقيقة. وتابعت "قلق الدول الخليجية من البرنامج النووي الإيراني يرتبط بأسباب محددة ، وفي حال زوال هذه الأسباب لن يكون هناك أي مانع لدى هذه الدول لاستئناف علاقات جوار طبيعية وطيبة مع إيران ، خاصة أن الجغرافيا السياسية تفرض قيام مثل هذا التعايش والتفاهم لمصلحة شعوب المنطقة على المدى البعيد". وبدورها ، أوضحت صحيفة "الشرق" أن برنامج إيران النووي يثير قلق معظم الدول الإقليمية والغربية وبشكل خاص إسرائيل ، على الرغم من أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك قدرات عسكرية نووية. وقالت "رغم أن الولايات المتحدة حليفة إسرائيل التاريخية هي من تقود إلى حد كبير ملف المفاوضات النووية مع إيران ، تتصاعد الأصوات في إسرائيل خشية صفقة بين أمريكا وطهران قد تزيد من فرص وصول طهران إلى نسب عالية من التخصيب ، خاصة أن الجميع يدرك أن حكام طهران لم ينفقوا مئات المليارات على برامج ليوقفوها تحت ضغوطات سياسية". وأشارت إلى أن العديد من ساسة إسرائيل بدأوا انتقاد سياسة واشنطن تجاه هذا الملف ، بل ذهب الأمر ببعضهم إلى التهديد باللجوء إلى الكونجرس الأمريكي لحثه على رفض اتفاق محتمل مع إيران وتشديد العقوبات عليها. ومن ناحية اخرى ، أشارت صحيفة "الرياض" الى أن تفتيت سوريا قد يقلب الخرائط كلها وأولها لبنان "الهش" الذي هدد نصر الله بأنه هو من سمح للتنوعات الأخرى بالعيش ، وإلا فالبديل زحفه على كل أجزاء لبنان ، وهي النذر التي تفتح آفاق حرب أهلية بعدوى من الوضع السوري ، ويأتي العراق المضطرب أيضا. وقالت "إن كارثة التقسيم ستكون جزءا من مرسوم وقعته أمريكا وتشهد عليه إيران شبه المحتلة لأجزاء منه ، وحتى إيران ستجد نفسها في مواجهة مع أكرادها وأكراد العراق عندما تتم حلقة تجميع أسس الدولة الكردية الكبرى" ، وبينت أن سوريا بنكبتها الجديدة إذا ما تلاقت أهداف أمريكا مع روسيا وإيران ، فقد لا يسقط الأسد بفعل عسكري ، ولكنه كحقيقة انتهى من الشعب السوري كرئيس يجب أن يقدم للعدالة.