عمان ـ بترا
ناقشت ندوة حوارية في منتدى شومان مساء امس الاثنين التحديات التي يواجهها مستقبل الصحافة الورقية امام انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد القنوات الفضائية وتعدد المواقع الاخبارية الالكترونية.وقدم رئيس تحرير صحيفة (الرأي ) الزميل سمير الحياري ورئيسة تحرير صحيفة (الغد) الزميلة جمانة غنيمات في الندوة التي ادارها الاكاديمي الدكتور تيسير ابو عرجة، اجوبة على الاسئلة التي فرضتها ثورة التكنولوجيا على الصحافة الورقية التي بدأت تتقلص امام زحف الصحافة الالكترونية، لافتين الى حدود المسؤولية التي يتحملها القائمون على الصحافة الورقية من ناحية عدم مواكبتهم للتطور والتجديد والابتكار في عالم صناعة الصحافة وتنوعها من خلال الاستثمار في مجال الفضائيات والاذاعات والصحافة الالكترونية. واعتبر الحياري القول بان الصحافة الورقية تحتضر هو امر مبالغ فيه لكن ذلك لا يعني التقليل من الازمة التي تشهدها الصحافة الورقية لغياب الكفاءات والطاقات الاحترافية والمتخصصة حيث باتت الصحف الورقية تعاني من قلة الموارد والعائدات المالية ومن صعوبة توفير كلف الانتاج نظرا للحضور الطاغي في استخدامات الانترنت وتقلص حجم سوق الاعلانات .ورأى رئيس تحرير (الرأي) ان الخروج من أزمة الصحافة الورقية يكمن بضرورة البحث عن مصادر جديدة من الاستثمار لتحصيل ايرادات جديدة والبحث عن منافذ تسويقية جديدة وتفعيل عملية جلب الاعلانات من السوق فضلا عن القيام بتطوير الموقع الالكتروني للصحيفة وتمكينه من الاستحواذ على قطاعات واسعة من القراء. واوضح الحياري ان موضوع المهنية في الصحيفة والالتزام بخطاب الدولة والاصطفاف الى جانب النظام والوطن ومتابعة الخبر على أسس موضوعية وضع (الرأي) لان تكون الصحيفة الاولى بالمملكة وهي ايضا صاحبة اكبر نسبة اعلانات تحصل عليها بالمنافسة من السوق الاعلانية المحلية .واشار الى ان الصحف الاردنية بحاجة الى تسهيلات من الحكومات الاردنية لتواصل مسيرتها على المستوى المنظور على الاقل لافتا الى ان الصحف الورقية تعاني من الارهاق المالي نتيجة للضرائب الحكومية المفروضة على المواد الاولية والدخل وعدم وجود اعفاءات جمركية والتوجه الحكومي في تطبيق قانون الطوابع بأثر رجعي. ورأت رئيسة تحرير (الغد) جمانة غنيمات ان سوء الادارة بالصحف المحلية عجل في الازمة حيث بدأت تعاني من ازمات مالية نتيجة لتضخم الكادر وتقلص سوق الاعلانات وكان البديل هذا العدد الوفير من المواقع الالكترونية التي يفتقر اغلبيتها الى المهنية والخبرة بالعمل الصحفي ولم تنجح تلك المواقع ان تحل مكان الصحيفة الورقية حتى هذه اللحظة لان القارئ بات ينتظر الخبر الدقيق عبر صحيفته اليومية (الورقية) .وبينت غنيمات ان الصحف الاردنية بحثا عن حلول لازمتها المالية لا تطلب دعما او تمويلا من الحكومة بقدر ما تتطلع الى تسهيلات واعفاءات ضريبية وجمركية لمدخلات المنتج الصحفي، وطالبت الحكومة العمل على اعادة الاشتراكات الحكومية في الصحف الورقية كما كانت في السابق، لافتة الى ان اهمال الحكومة لهذه المطالب التي تمنح بشكل اعتيادي لاي مستثمر سيؤدي الى الضرر على الدولة نتيجة لتغييب اعلام وطني يكتنز بالكثير من الخبرة والمهنية . وقالت ان الاعلام البديل وما يصاحبه من تقديم الخبر العاجل مصحوبا بالصورة في لحظة الحدث بات منافسا قويا وحقيقيا للصحافة الورقية التي بلا شك عملت على تقديم نسختها الالكترونية كي تحافظ على الصحيفة الورقية لاطول وقت ممكن لكنها في النتيجة النهائية الى زوال مهما طال الزمن ، داعية القائمين على الصحف الورقية الى تطوير منتوجها الصحفي لتوفير عائد مادي يعين الصحيفة على مواجهة التزاماتها، وتقديم الخبر على اسس تحترم الحقيقة وعقل القاريء.واضافت ان لا اصلاح بدون حريات صحفية فالحرية الصحفية هي انعكاس للوضع العام وان وجود الصحافة الورقية هي مصلحة للجميع، مشيرة الى ان غياب حرية التعبير والتدخل فيها وشعور الصحفي بالخوف من قانون المطبوعات او من السجن اضر بالعمل الصحفي وجعل الصحيفة الورقية اشبه باجندة مسؤول عوضا أن تكون صحيفة وطن.