باريس ـ أ.ف.ب
كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في طبعتها الاثنين أن نظام بشار الأسد استخدم أسلحة كيمائية في مواجهته مع المعارضة المسلحة. ونشرت الصحيفة تحقيقا مفصلا أجراه الصحافي جان فيليب ريمي والمصور لوران فان دير ستوك في حي جوبر القريب من ساحة العباسيين بالعاصمة دمشق برفقة مقاتلي كتيبة "تحرير الشام". ويرجح التحقيق استخدام قوات النظام السوري لمواد سامة، قد تكون كيمائية في 13 نيسان/أبريل الماضي ضد عناصر هذه الكتيبة لشلهم وعزلهم عن المقاتلين المعارضين الآخرين، حسب "لوموند". وجمعت اليومية الفرنسية مجموعة من الأدلة من قبل مقاتلين معارضين قالوا أنهم يعانون من التهاب شديد في العيون ومن مشاكل تنفسية حرجة بالإضافة إلى التقيء وفقدان الوعي. وأضاف مبعوثا "لوموند" اللذان أمضيا حوالي شهرين قرب العاصمة دمشق أن الحالات المرضية التي عاني منها مقاتلو المعارضة تبين أن النظام السوري لم يستخدم القنابل المسيلة للدموع بل مواد أخرى أكثر خطورة قد تكون مواد كيمائية. وأشارت اليومية المسائية إلى أن ظهور الأسلحة الكيمائية في منطقة جوبر يعود إلى أبريل/نيسان الماضي، مضيفة أن قوات بشار الأسد لم تستخدم هذه المواد آنذاك بشكل كثيف وفي جميع أنحاء المنطقة لكن بشكل ظرفي وفي أماكن محددة جدا. وتضيف الصحيفة أن في حي "جوبر"، القريب من ساحة العباسيين تعرض مقاتلو المعارضة المسلحة إلى هجوم كيمائي الخميس 11 أبريل/نيسان، ما أدى إلى إجلاء العديد من المقاتلين إلى مراكز الإسعاف، فيما تعرض آخرون إلى شلل جسدي. وأضافت صحيفة "لوموند" أنه رغم تعرض حي "جوبر" إلى هجمات بالمواد الكيمائية، إلا أن المقاتلين لم يغادروا مراكزهم القتالية بالرغم من مشاكلهم التنفسية. وكتبت الصحيفة، نقلا عن الجنرال أبو محمد الكردي، وهو قائد الكتيبة الأولى في الجيش السوري الحر في شمال منطقة "جوبر" أن مقاتلين تابعين له رأوا جنودا للنظام السوري يرتدون بذلات واقية من المواد الكيمائية وهم يزرعون قنابل صغيرة تخرج منها مواد كيمائية وتنتشر في السماء". وأضافت الجريدة نقلا عن هذا المسؤول العسكري أن قواته قتلت ثلاثة تقنيين لكنهم لم يتمكنوا من تقديم البراهين الكافية مثل البذلات التي كانوا يرتدونها مثلا، وتضيف "لوموند" أن مصورها عانى هو أيضا طيلة أربعة أيام من مشاكل تنفسية ومن التهاب في العينيين. وكانت دول عديدة مثل الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وفرنسا اتهمت النظام السوري باستخدام أسلحة كيمائية ضد المعارضين المسلحين، لكن دون أن تقدم هذه الدول أدلة واضحة تؤكد اتهاماتها. من ناحيته، صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أغسطس/آب 2012 أن استخدام مثل هذه الأسلحة من قبل النظام السوري هو بمثابة خط أحمر لا يمكن أن تسكت عنه الأسرة الدولية ويمكن بموجبه أن تتدخل عسكريا ضد النظام السوري. من جهته، اتهم النظام السوري مرارا الجيش السوري الحر باستخدام مثل هذه الأسلحة، دون أن يقدم هو أيضا أدلة حول ما يقوله.