واشنطن ـ وكالات
حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الاتحاد الأوروبي ضرورة اتخاذ رد فعل يتمثل في إما السماح لجماعة حزب الله بالإفلات من العقاب عن هجومها في بلغاريا وإما فرض عقوبات عليها. وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني الأربعاء 6 فبراير – أن النتائج التي تمخضت عن التحقيق الرسمي بشأن الاتهام الموجه لحزب الله بضلوعه في تفجير الحافلة التي كانت تقل إسرائيليين في يوليو الماضي جاءت مع حقيقة يصعب على قادة الاتحاد الأوروبي تجاهلها وهي شن هجوم من قبل حزب الله على دولة تابعة للاتحاد الأوروبي. واعتبرت الصحيفة أن هذه القضية تحتاج إلى أكثر من مجرد فرض العقوبات على حزب الله ، لاسيما وأن هذا الهجوم لم يكن حادثا فرديا بل جزءا من حملة من الإرهاب ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية وخليجية من قبل حزب الله وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني. وأشارت إلى أن كلاً من حزب الله وقوة القدس قررا في يناير 2010 شن حملة من العنف تهدف إلى معاقبة إسرائيل على اغتيال العلماء الإيرانيين وردع الهجوم المحتمل على البرنامج النووي الإيراني ، وفقا لتقرير جديد صادر عن المحلل ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. ورأت الصحيفة أن إسرائيل تضطلع بدور أيضا في "حرب الظل" هذه بينها وبين إيران، حيث يبرز هذا الدور في اغتيال العلماء الإيرانيين الخمسة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى تبنى واشنطن الهجمات الإلكترونية على المنشآت النووية الإيرانية. واعتبرت الصحيفة أن هذه الأعمال لا تبرر محاولات حزب الله قتل السياح الإسرائيليين ، مشددة على ضرورة عدم تهاون المجتمعات الديمقراطية كالاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف صارم تجاه تلك الهجمات الإرهابية على أراضيها من قبل منظمات كحزب الله، والتي تسعى للحصول على الاعتراف بها كحركة سياسية شرعية جديرة بحكم لبنان. وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - في ختام مقالها - إلى أن المستجدات بشأن هجوم بلغاريا يجب أن تضع حدا لاستمرار رفض بعض دول الإتحاد الأوروبي إدراج جماعة حزب الله كمنظمة "إرهابية" على لائحة الاتحاد أو فرض عقوبات عليها خوفا من أن هذه العقوبات قد تزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان أو تجعل من قوات حفظ السلام الأوروبية المتواجدة في جنوب لبنان موضع انتقام، مؤكدة على أن التقاعس عن اتخاذ رد فعل قد يعنى القبول بأن تكون أوروبا منطقة لشن هجمات من قبل إيران ووكلائها.