دبي - صوت الامارات
تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها المشهد اليمني ومباحثات السلام اليمنية في الكويت واستمرار مراوغة الانقلابيين .
كما تحدثت عن التغييرات الدولية وصعود بعض الدول المنافسة للولايات المتحدة في قيادة العالم .
فتحت عنوان " الشراكة المرفوضة " قالت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها " على مدى أكثر من شهرين من مباحثات السلام اليمنية في الكويت والانقلابيون يراوغون ويماطلون وهدفهم فقط استغلال ما يتحلى به وفد الحكومة الشرعية من مرونة وصبر كبير ومحاولة كسب الوقت وإطالة أمد الأزمة والتمدد الميداني على الأرض وشرعنة الانقلاب الذي قاموا به ضد الشرعية الدستورية التي أجمع العالم على الاعتراف بها والوقوف إلى جانبها وكذلك الالتفاف على كافة المرجعيات التي سبق وأن تم الاتفاق عليها من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها القرار " 2216 " .
وأضافت الصحيفة " يحاولون الآن ممارسة الضغوط لفرض وجودهم في السلطة ضمن حكومة ائتلافية وهو الأمر المرفوض تماما بعد كل الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب والوطن وبعد انكشاف عمالتهم لإيران وولائهم لها ..
مشيرة إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكد أنه لن يقبل بتشكيل حكومة شراكة مع الانقلابيين وهدد بمقاطعة محادثات السلام في الكويت إذا حاولت أي جهة فرض هذا الأمر متوعدا الانقلابيين بمواصلة الشرعية الصمود سياسيا وعسكريا كما لفت إلى خطورة المشروع الإيراني الذي يريد اليمن دولة تابعة له عبر الميليشيات الانقلابية.
واختتمت صحيفة "البيان" افتتاحياتها قائلة " لن يقبل اليمنيون أن يكون اليمن تابعا لطهران ولن يقبل أحد بهيمنة إيران على باب المندب وعلى الرغم من أن أحدهم تبجح قبل فترة بأن صنعاء هي رابع عاصمة عربية أضحت بيد إيران فإن واقع الحال يشير إلى أن هزيمة الانقلابيين وتحرير صنعاء بات قريبا جدا".
**********----------********** من جهتها وتحت عنوان " العالم المتغير " قالت صحيفة " الخليج " في افتتاحيتها " النظام الدولي يعكس تغيرات جذرية في بنيته السياسية والاقتصادية والاستراتيجية فبعد انتهاء الحرب الباردة توجت الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى وحيدة تتحكم في شؤون العالم وسمح لها هذا التتويج أن تقود حملة العولمة التي كان جوهرها سيادة القوانين والإجراءات الاقتصادية التي أملتها شركاتها الكبرى على حركة الاقتصاد والتجارة والمال في العالم بطبيعة الحال تم تزويق ذلك بعناوين براقة مثل العالم قرية واحدة .. هذه المسيرة المهيمنة للولايات المتحدة استمرت لما يزيد على العقد لم تحسن استثمارها لأنها كانت مستعجلة لإتمام الصفقة ولأجل ذلك شنت الحروب ولويت الأيدي وأعلنت أن كل القوانين تنطبق على الآخرين لكن لها قانونها الخاص.
وأضافت الصحيفة " لم تخطئ فحسب بعجلتها وإنما أخطأت أيضا بغرورها وأدى ذلك بالتدريج إلى زيادة التململ ومن ثم التحدي لإرادتها وهي تجد نفسها الآن تقاتل من أجل أن تحافظ على هيمنة لم تحسن إدارتها وأصبح لها منافسون يتحدون هذه الهيمنة ويطالبون بالشراكة في إدارة العالم .التحدي الذي تواجهه واشنطن يأتي بالدرجة الأولى من الصين ومن روسيا فكلاهما يملك القدرات الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية التي تجعل تحديهما ذا معنى لكن واشنطن التي ظنت أن بإمكانها عزل هذين البلدين وبالتالي قهر إرادتهما تواجه مشاكل يبدو أنها استهانت بهما.
ولفتت إلى أن الحرب الباردة السابقة كانت ممكنة لأنها قامت على أساس إيديولوجي كان من الممكن على أساسه تخويف البلدان والشعوب .. هذا العامل الجوهري غائب في التنافس أو الصراع القائم فكل البلدان الكبرى تتبنى النظام الرأسمالي وهي كلها تزعم الديمقراطية .. وهذا بحد ذاته جرد الولايات المتحدة من سلاح ماض في عزلة الاتحاد السوفييتي في حينه .. وفي نهاية تلك الفترة كانت الصين عضدا للولايات المتحدة وليس خصما.
وأشارت إلى أن الصورة الآن اختلفت حيث تشكل الصين المنافس الأقوى الذي لا يريد المشاركة في صياغة شكل العالم الاقتصادي فحسب وإنما يمضي بإجراءاته نحوها .. أما الخيبة التي بدأت تدك عقل واشنطن فهي أن أوروبا التي ظنتها أداة طيعة في يدها أصبحت تتململ وأحيانا تتحدى بطرق غير مباشرة كما نشاهد ذلك في المماطلة في موضوع الاتفاق التجاري بين القارتين وكما نرى في الإيحاءات المتنوعة خلال اجتماع حلف وارسو الأخير .. وهذا لا يعني أن أوروبا تتخلى عن الالتزام بما تريده واشنطن في الأجل القصير ولكنه ينبئ بأن أوروبا بدأت ترى صورة العالم التي تحاول فرضها واشنطن غير عملية ومؤدية إلى مشاكل كثيرة قد تهدد وجود العالم.
واختتمت صحيفة " الخليج " افتتاحيتها قائلة " بقي أن تدرك واشنطن أن عليها أن تتأقلم مع حقيقة أنها فقط شريك رئيسي في إدارة العالم " .