دبي صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها بالهدنة التي أعلن عنها في سوريا إلى جانب ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا .
فتحت عنوان " هدنة مهددة " قالت صحيفة " البيان" في افتتاحيتها " ان السوريين يتطلعون إلى الهدنة التي أعلن عنها الروس والأميركان بأمل كبير برغم أن تاريخ الهدن السابقة لا يجعل للتفاؤل أي مكان فقد تم خرق كل الهدن وإشعال المواجهات من جديد .
وأشارت الصحيفة إلى أن الوقت مازال مبكراً للحكم النهائي على صمود الهدنة فقد تصمد كلياً وقد يتم خرقها أحياناً وإمكانية خرق الهدن إمكانية سهلة للغاية إذ بمجرد إطلاق النيران من أي طرف سيقوم طرف آخر بالرد مما يؤدي إلى اشتعال المواجهات خصوصاً أن هناك أطرافاً لا تريد صمود الهدنة لحساباتها المحلية أو الإقليمية.
وقالت " لقد آن الأوان أن تنجح التسوية السياسية في سوريا من أجل التخفيف على الشعب السوري الذي تم تشريده في أرجاء المعمورة فوق الخسائر في الدم وهي خسائر لا تقدر بمال إضافة إلى الأضرار في البنية الاقتصادية والاجتماعية واستيطان الإرهاب في هذه الأرض".
ولفتت إلى أن هذا يفرض على كل الأطراف دون مساواة بين بعضها البعض أن تلتزم بالهدنة لإعطاء المجال لأمرين أولهما تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية وثانيهما الوصول إلى حل سياسي يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري وبدء عودة السوريين وعقد مصالحة وطنية والخلاص من كل إرث المرحلة السابقة واستتباب الأمن والاستقرار إضافة إلى البدء بإعادة الإعمار.
وقالت صحيفة " البيان " في ختام افتتاحيتها " تبقى تطلعات السوريين مفهومة وشرعية فقد عاشوا جحيماً ممتداً على مدى سنوات تداخلت فيه أفعال أطراف كثيرة وأجندات محلية وإقليمية ودولية بما أدى إلى تدمير سوريا".
من جانبها وتحت عنوان " ذكرى مجزرة " قالت صحيفة " الخليج " انه بعد 34 عاماً على وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا لا جفت الدموع ولا الدماء ..
مازالت في البال تتردد صرخات الأطفال والنساء والشيوخ في ليل كالح السواد وسط مشاعل يطلقها العدو "الإسرائيلي" من على تلة تشرف على مخيمي صبرا وشاتيلا قرب بيروت حيث كان رصاص العدو والعملاء يحصد البشر ويطارد من يحاول الفرار من المجزرة حيث استفاق العالم على هول ما حدث بعد يومين من مذبحة سوف تبقى في ذاكرة التاريخ شاهدة على واحدة من أبشع ما ارتكبه الحقد والعنصرية في العصر الحديث.
واستذكرت الصحيفة ما حدث في هذه الليلة قائلة " " كانت بيروت المحتلة آنذاك تغط في النوم في ذلك اليوم الأسود السادس عشر من سبتمبر1982 بينما كان المخيمان القريبان تحت حصار عتاة الغزاة عندما كانت تتناهى إلى الأسماع طلقات الرشاشات الثقيلة والمتوسطة التي يتردد صداها في بهيم الليل الذي كانت تلمع فيه القنابل المضيئة.
واستطردت " لم يعرف أحد ماذا كان يجري في الداخل لكن الإحساس كان يشير إلى شيء مهول حيث كان وزير الحرب الصهيوني أرئيل شارون يشرف عن قرب على مذبحة كبرى بحق البشر المحاصرين داخل مخيم استهدفه الحقد والشر بواسطة مجموعة من الحثالة والأشقياء وأشباه البشر .. ظل القتل في المنازل والأزقة متواصلاً ليومين .. وكانت معلومات قليلة بدأت تتسرب عن مجزرة لم ينكشف مداها إلّا في صباح اليوم التالي بعد أن انسحب الغزاة ..
يا للهول .. أكثر من ثلاثة الآف جثة مضرجة بدمائها .. رجال ونساء وأطفال مزق الرصاص أجسادهم ملأوا الشوارع والأزقة .. كانت الجثث مكدسة فوق بعضها .. والطلقات تملأ الأجساد وفي الرأس أكثرها كي لا تكتب الحياة لأحد، تعبيراً عن حقد دفين .. جثث ثلاثة آلاف فلسطيني ولبناني ظلت سيارات الإسعاف تنقلها من مسرح الجريمة طوال اليوم ليلاً ونهاراً إلى المقابر المجاورة التي لم تتسع لهم فتم فتح مقابر جديدة " .
وتابعت : " مخيما صبرا وشاتيلا هما الشهيد والشاهد على مجزرة العصر التي ارتكبها الصهاينة ومجموعة من عملائهم الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بثلاثين من الفضة.
وقالت " أربعة وثلاثون عاماً تتجدد في كل سنة لتروي للعالم مأساة مازالت تبحث عن المجرمين في غياب عدالة دولية بائسة في قبضة وحوش الحروب وعتاة المتوحشين الذين يدعون الحضارة والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وتتكرر بعض صورها على يد صنوف مريضة ومشوهة من البشر مثل "داعش" و"جبهة النصرة" هم في الأساس صناعة هؤلاء الوحوش الذين يرسمون بالدم والنار والخراب خرائط المنطقة والعالم.
واختتمت صحيفة " الخليج افتتاحيتها قائلة " نتذكر مجزرة صبرا وشاتيلا ومعها كل المجازر التي ارتكبت على أرض فلسطين وفي دنيا العرب على يد عدو صهيوني موبوء بالحقد والكراهية والعنصرية كي نؤكد أن الذاكرة العربية مازالت حية ولن تغفر أو تسامح مادام هناك احتلال أو حقوق مسلوبة".