صحف الإمارات

 اهتمت افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بـ "يوم الشهيد" ذكرى أحد أكثر أيام الوطن رمزية بدلالاتها ومعانيها العظيمة مؤكدة انه يوم تشمخ فيه الهامات عزا وفخرا بأبناء وطن خلدوا سيرتهم أبد الدهر بما قدموه من تضحيات عظيمة لوطن الإنسان.

كما ركزت الصحف على جهود الإمارات الحثيثة نحو القفز الى المستقبل من خلال "مسرعات دبي المستقبل" الابتكار الاماراتي الذي يهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي لصناعة المستقبل الى جانب مصير القضية الفلسطينية مع فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية .

فتحت عنوان " أهل البذل والعطاء " قالت صحيفة "الوطن" ..نقترب من ذكرى أحد أكثر أيام الوطن رمزية بدلالاتها ومعانيها العظيمة وهو "يوم الشهيد" ، نقف فيه فخراً واعتزازاً بمن جسدوا التلاحم الوطني، وتقديراً وتخليداً لمن ضحوا و جادوا بأرواحهم فداء للوطن ونصرة للحق والواجب، ولتكون وقفة فخر واعتزاز ودعاء للشهداء، وللتعبير عن الفخر بالبيوت الوطنية التي نهلوا منها عشق الوطن والاستعداد للبذل والعطاء في سبيله ليبقى عزيزاً منتصراً محصناً، فبات شهداء الوطن أبناء لكل عائلة وذوي الشهداء أهل كل من يعشق ثرى الإمارات ويخلص لها.

وأضافت " في يوم الشهيد تجديد للعهد والوعد على الإخلاص للوطن والولاء للقيادة الرشيدة التي تقود المسيرة وتضاعف تحصين الوطن ليواصل طريقه نحو غد الأجيال دون أن يكون لأي أحداث أو متغيرات تأثير على هدفه وأجندته الوطنية التي يعمل لتحقيقها ".

وأكدت انه يوم تشمخ فيه الهامات عزاً وفخراً بأبناء وطن خلدوا سيرتهم أبد الدهر بما قدموه من تضحيات عظيمة لوطن الإنسان، ويوم لاستذكار سيرة أبطالنا العطرة وأخذ الدروس والمثل كيف يكون الفداء الذي باركه الله تعالى وقال عنهم في محكم تنزيله وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.

وقالت " هذه خلاصة الوطنية التي جُبلت بثرى الوطن الطاهر فأنبتت أمناً وسلاماً ونصرة للحق وأهله ودفعاً للجور عن المظلوم الذي استجار، فأتاه الرد برجال تسابقوا ليكتبوا بدمائهم الطاهرة صفحات من المجد والخلود، وليسطروا أروع الملاحم والبطولات وليقهروا التحديات حيث هي، وفداء للوطن الأجمل والأسعد والأرقى إمارات الخير، فنالوا نعمة الله في جنان الخلد، وخلدهم الشعب في سيرته ومسيرته أحياء بعملهم وولائهم وفدائهم لوطنهم، خالدين بتضحياتهم وما قدموه مقدامين غير هيابين يوم ناداهم الواجب وطلبت البلاد رجالها".

وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها إن الوطن الذي يعتبر أصالته وقيمه وأخلاقيات مجتمعه هي الثروة الأغلى، هو وطن يشمخ ويعي جيداً بر أبنائه به، فطوال مسيرة الدولة منذ أن أرسى دعائمها الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واستمرار قيادتنا الرشيدة على ذات النهج، كان الإنسان الرهان الحقيقي لحمل اسم الإمارات وتحمل المسؤوليات الوطنية في كافة الميادين والمحافل، وقد بينت التضحيات الطاهرة وحدة أهل الوطن على قلب ويد واحدة، وأثبتت في محطة جديدة من محطات العزة والكرامة والفخار مدى الترابط والقوة والمنعة التي عبر عنها الشعب العظيم تجاه كافة الأحداث والتحديات، منطلقين من أصالتهم وما تتوارثه الأجيال من وحدة وتكاتف وعادات وولاء للوطن والإيمان برسالته الإنسانية.

من جانبها أكدت صحيفة "البيان" ان الامارات تجاوزت مقولة السباق مع الزمن وقفزت إلى المستقبل وأمامها الآن تحد كبير، وهو أن تنجز في شهور معدودة ما ينجزه الآخرون في أعوام طويلة، وتستمر على هذا النهج حتى تحقق لشعبها ما لم يتحقق لغيره.

وقالت الصحيفة تحت عنوان "الإمارات نحو المستقبل" ان مسرعات دبي للمستقبل ابتكار إماراتي يهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً لصناعة المستقبل، حيث تعمل هذه المنظومة على ربط الجهات الحكومية بأكثر شركات العالم ابتكاراً ضمن القطاعات الاستراتيجية لإيجاد حلول لأكثر التحديات القطاعية المستقبلية إلحاحاً، واستغلال الفرص التي يوفرها الجيل القادم من نماذج الأعمال وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة.

واشارت في هذا الصدد الى ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في افتتاحه أول مسرعات حكومية في العالم، أن الدول الناجحة لا تقاس بحجمها وإنما بسرعتها في تحقيق الإنجازات وابتكار الحلول للتحديات للانتقال إلى المستقبل والمشاركة الفاعلة في صنعه، بما يحقق الخير لها وللعالم.

وقالت ان افتتاح افتتاح هذه المسرعات يشكل مرحلة جديدة وآلية عمل مبتكرة تعزز جهود الجهات الحكومية وتجمعها كخلية عمل تحت مظلة واحدة تتبادل الرؤى وتتخذ قرارات مباشرة لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول السريعة بما يحقق طموح الناس ويؤسس للأجيال القادمة.

واكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها انها الإمارات التي تجاوزت بتوجيهات قيادتها الحكيمة حدود الزمن لتحقق لشعبها السعادة وأعلى مستويات المعيشة.

وتحت عنوان " مؤتمر باريس الذي كان " قالت صحيفة "الخليج" ان فرنسا التي تحاول أن تجد لها دوراً في منطقة الشرق الأوسط، وجدت في القضية الفلسطينية مدخلاً محتملاً لذلك فمنذ فترة تعمل القيادة الفرنسية لتسويق مبادرة سلام بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية وقد روجت لفكرة عقد مؤتمر في باريس لهذا الغرض.

وأضافت " ربما لو كانت هيلاري كلينتون هي الرئيس المنتخب لسارت المبادرة في طريقها، حيث كان من الواضح أن التحرك الفرنسي لم يكن من دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية الحالية .. ويبدو أن كليهما كان متفقاً على أن سياسة نتنياهو لم تكن في مصلحة الكيان ولا في مصلحة البلدان الغربية .. لذلك ، كان التحرك الغربي مرتبطاً بالتنويه بعدم الرضا عن هذه السياسة، وكذلك، من أجل وضع حد لتهور حكومة نتنياهو خصوصا في موضوع الاستيطان.

غير ان الصحيفة رأت ان فوز ترامب قلب المعادلة ..وقالت " يبدو هذا واضحاً من الموقف الأمريكي الذي أبلغ الجانب الفرنسي عدم تحمسه لعقد المؤتمر. وهو أمر طبيعي، إذ لا يمكن لإدارة أوباما العرجاء أن تتبنى سياسة قد لا تنسجم مع ما يريده الرئيس المنتخب. ومن دون الحماس الأمريكي، ومع وجود الرفض الإسرائيلي لحضور هذا المؤتمر فلا يمكن توقع أن تمضي فرنسا قدماً فلا عجب أن تتراجع فرنسا عن عقد المؤتمر، وهو أمر يعكس بكل وضوح أمرين ..الأول، أن دور فرنسا لا ينبع من قوة ذاتية وإنما من قوة دافعة أمريكية، وعلى الأقل من موافقة إسرائيلية فهي بهذه الطريقة ليست إلا مسهلاً للسياسة الأمريكية .. أما الأمر الثاني، فهو شاهد على احتمال تغير في السياسة الأمريكية .. إذاً لو كانت الإدارة الأمريكية الحالية ترى استمرارية في السياسة الأمريكية المقبلة بشأن القضية الفلسطينية فلربما ما كانت أبلغت عدم حماسها لعقد المؤتمر".

وقالت انه من هذا المنطلق دخلت الحركة الدبلوماسية بشأن القضية الفلسطينية في ثلاجة الانتظار، وهو انتظار سيطول فحتى لو أعلن ترامب تفاصيل سياسته في بداية فترته وكانت لا تخرج عن الخطوط العامة للسياسة السابقة، فإن الإجراءات لملاحقتها ستأخذ فترة ليست بالقصيرة.

ورأت ان هذا أمر مريح لنتنياهو لأنه سيستغل فترة الانتظار للمضي قدماً في تنفيذ سياساته أما إذا مضى ترامب في ما أعلن عنه خلال فترة ترشحه للرئاسة فإن ذلك سيؤدي إلى تطور خطر يقلب الموازين وقد يقود إلى تغير نوعي في الوضع القائم ..مؤكدة ان هذا التطور النوعي قد يكون سياسة للكيان أكثر جرأة وحدّة في تغيير الوضع الراهن على الأرض الفلسطينية وهو تغير إن لم يكن ضماً كاملاً، فهو يمهد لهذا الضم ..فهل ستنتظر السلطة حتى يحصل هذا الأمر.