أبوظبي - صوت الإمارات
تنوعت اهتمامات افتتاحيات صحف الإمارات الصادرة اليوم ما بين الأزمة التي تشهدها مدينة حلب السورية، والإخفاق المتكرر لمجلس الأمن في إدانة الجرائم الإسرائلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتحت عنوان "صراعات لا تتوقف"، اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن "كارثة حلب الإنسانية" ليست الأولى من نوعها، مشيرة إلى أن العالم العربي يشهد بشاعات دموية خلال السنين الأخيرة، تؤدي إلى النتيجة ذاتها؛ وهي سفك دماء الأبرياء في كل مكان، تحت عناوين وشعارات مختلفة، لكن النتيجة واحدة، وهي نتيجة يدفعها الإنسان العربي من حياته وأمنه واستقراره.
ونوهت إلى أن الصراعات التي تتعاظم في العالم العربي، وتؤدي- أيا كانت مبرراتها وأسبابها- إلى تحويل دول عربية عدة، إلى دول طاردة للحياة، بعد تدمير بنيتها الاجتماعية، وإثارة الكراهية والأحقاد، وسقوط الأبرياء من شهداء وجرحى، إضافة إلى تهجير الملايين، داخل أوطانهم وخارجها.
وعلقت على ذلك بالقول: إن هذه الصراعات التي لا تتوقف لأسباب سياسية أو دينية أو مذهبية، أو لأي سبب كان، تولد صراعات إضافية يوما بعد يوم، ولا نزال نرى كل يوم، كيف تزيد خسائر هذه المنطقة على كل المستويات، وخصوصا، على صعيد الإنسان وحقه في الحياة مثل بقية شعوب هذا العالم.
وأعربت الصحيفة في افتتاحياتها عن الأسى الشديد إزاء ما جرى في حلب، وفي كل مكان، من شيوع للقتل، وللإرهاب وللصراعات الدموية.
غير أنها جدد الأمل بأن تسترد المنطقة العربية عافيتها الإنسانية، وروحها الحضارية التاريخية، لأنها كانت على مدى آلاف السنين مهدا للحضارات والرسالات، فيما تتحول اليوم إلى بيئات طاردة للحياة، يتساوى فيها الرابح والخاسر، حيث يجلس الجميع فوق أنقاض بلادهم.
من جهتها، وتحت عنوان "إسرائيل ومجلس الأمن"، أشارت صحيفة الخليج في افتتاحيتها إلى أن مجلس الأمن طالما انشغل في مناقشاته بالانتهاكات الإسرائيلية، وطالما أخفق في إدانة الجرائم الإسرائيلية بسبب درع الحماية الغربي لها فيه باستخدام الفيتو.
ومضت تقول: إن معظم المرات التي استخدمت البلدان الغربية فيها "الفيتو" كان لمصلحة الكيان، فهي كانت تدرك أنه بالرغم من نفوذها على الكثير من البلدان في هذا المجلس، إلا أن هذه البلدان كانت ترى بوضوح هذه الجرائم ولم يكن بالإمكان تجاهلها.
ولفتت إلى أن الكيان الصهيوني ينتقل خطوة كبيرة، من تجنب إدانته على جرائمه ضد الفلسطينيين إلى محاولة الحصول على مقعد في مجلس الأمن، متسائلة: ما الذي يدفعه إلى هذه الخطوة الساخرة في جوهرها؟.
وقالت أن هناك أسبابا كثيرة وراء ذلك، أهمها: أن الكيان يريد أن يشعر بأنه ليس معزولا، فكثير من البلدان الغربية يدور في داخلها نقاش قوي حول انتهاكات الكيان يتمخض تدريجيا عن مقاطعة لكثير من مؤسساته من قبل منظمات ومؤسسات في هذه البلدان.
لكنها قالت: إن هذا أمر له تأثير معنوي ليس فقط على الكيان وإنما على حكومات هذه البلدان، وأن هذه الحركة ما إلا تعويض معنوي واختبار لهذه الحكومات.
وأضافت: أن من أسباب محاولات "إسرائيل" السعي إلى الحصول على مقعد في مجلس الأمن شعورها بأن انشغال البلدان العربية والإسلامية بمشاكلها التي في بعضها وجودية، يسهل حملتها لإقناع البلدان بالتصويت لهذه العضوية، مشيرة إلى زيارة نتنياهو إلى أذربيجان وكازاخستان، التي اعتبرتها من باب القول للبلدان الغربية بأنه لا مشكلة مع هذه البلدان فيما يخص القضية الفلسطينية.
وتابعت: يقودنا ذلك إلى العامل الآخر المسهل لهذه الحملة وهو انشغال الفلسطينيين والعرب بمشاكلهم الداخلية، وهو انشغال يسهل حركة الكيان في البلدان الأخرى لتسويق مطالبه ودعاواه.
واعتبرت أن الانشغال ليس وحده هو المبرر الوحيد وإنما التصور الموجود، خصوصا، لدى الفلسطينيين أنه بسبب عدالة قضيتهم فإنه كاف لأن تكون البلدان خاصة الإسلامية والنامية إلى جانبهم.
ورأت أن هذا يحد من ضرورة تكثيف الاتصالات مع هذه البلدان ومخاطبة الرأي العام فيها حتى يبقى على تواصل حقيقي مع الظلم المتواصل الذي يلحق بهم، وهم في نفس الوقت يركزون على الاتصالات مع البلدان الغربية التي مهما تعاطفت معهم فإن مصالحها المادية والسياسية والمعنوية هي مع الكيان الصهيوني.
ومضت تقول: إن البعض قد يستهين بالحركة الإسرائيلية للحصول على موافقة البلدان للتصويت لصالح عضوية الكيان في مجلس الأمن، وقد يكون باعث ذلك، هو عدم التصديق أن مثل هذا الكيان المثقل كاهله بالجرائم يمكن أن يكون عضوا في مجلس الأمن، معتبرة ذلك سذاجة سياسية، معللة ذلك بأن من استطاع أن يقنع معظم البلدان بإلغاء قرار عنصرية الكيان، بوسعه أن يقنعها من جديد أن تصوت لعضوية الكيان.