أبوظبي - صوت الإمارات
تصدرت القمة الـ 37 لقادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعقد في المنامة اليوم وغدا إهتمامات صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم .
كما واصلت الصحف المحلية الحديث عن زيارة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة للبلاد والعلاقة الاستراتيجية التي تجمع البلدين والتي تنعكس إيجابا على مستوى دول المجلس والدول العربية عموما .
وتناولت الصحف كذلك مسألة الجوع والفقر في العالم والمعوقات المؤسسية الدولية التي تحول دون مقاربة سليمة لهذه المشكلة .
فتحت عنوان "قمة التعاون والترابط" قالت صحيفة "البيان" إن قمة مجلس التعاون الخليجي اليوم في المنامة تكتسب معنى خاصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية عموما ومنطقة الخليج بشكل خاص حيث تعج المنطقة باضطرابات وتهديدات وتدخلات من جهات أجنبية إقليمية تسعى لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة الأمر الذي يستوجب من قادة دول المجلس التشاور المستمر وتبادل الرؤى والأفكار وتوحيد المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات .
وأضافت أن مجلس التعاون أثبت على مدى سنوات عمله أنه يمضي بخطوات ثابتة لتعزيز التعاون المشترك بين دوله وترسيخ العلاقات الاستراتيجية مع دول العالم والتكتلات الإقليمية والدولية وقد حرص القادة دائما على تقوية دعائم المجلس حتى بات قوة مؤثرة وفعالة إقليميا ودوليا كما نجح المجلس في تلبية طموحات وأمنيات شعوبه وفي غرس مفهوم المواطنة الخليجية وفي تنسيق وتطوير مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والتشريعية وغيرها .
وأكدت أن مجلس التعاون ضرب المثل في الدفاع عن أمن أعضائه في مواجهته للأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مملكة البحرين فقد وضعت دول المجلس منذ البداية سؤال الأمن على رأس أولوياتها واعتبرت أمن واستقرار دول المجلس وحدة واحدة وأن ما يمس أمن إحدى الدول يمس جميع الدول وها هو التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين دول المجلس قائم ومستمر ويحقق تقدما ملحوظا على كافة الصعد والمجالات .
أما صحيفة "الوطن" .فأكدت في إفتتاحيتها بعنوان "قمة البيت الواحد" أن انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ37 اليوم في مملكة البحرين الشقيقة يأتي على غرار سابقاتها وخاصة في السنوات الأخيرة حيث تشهد المنطقة الكثير من الأحداث الجسيمة والتوترات وقد بين حجم التوافق الخليجي والقدرة على تحصين دول مجلس التعاون وتجنيبها أي آثار سلبية بفضل حكمة قياداتها والشجاعة في القرارات والمواقف السياسية والعسكرية مما كان له أعظم الأثر في حماية دول مجلس التعاون من التهديدات والمتربصين وحملة الأجندات وما يحاك من قوى الشر فضلا عن مواصلة مسيرة التنمية المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي .
وأضافت أن مسيرة التعاون الخليجي بينت منذ أن أرسى دعائمها الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وكان صاحب الفضل في تحويلها إلى واقع تتلمس آثاره الإيجابية جميع دول التعاون أنها واحدة من أفضل التجارب فالبيت الخليجي الواحد أكد عبر توحيد المواقف والسياسات والتصرفات تجاه كافة الأحداث لعقود أنه أحد أفضل التجارب في العالم رغم أنه في منطقة نادرا ما شهدت استقرار الشرق الأوسط المعروف بالغليان ورغم محاولات إيران منذ عقود طويلة التدخل في شؤون الدول ومحاولة تمرير مآربها العدائية لكنها فشلت وتحطمت كل نواياها أمام وعي وحكمة سياسات دول مجلس التعاون ويقظتها الدائمة وتصرفها على قلب واحد حيث انها تعتبر أمن كل دولة هو أمن الجميع واستقرار كل دولة من دولها شأن يعني الجميع وقد بينت المسيرة المظفرة لدول المجلس أنها الأساس للأمن القومي العربي واستقرار العالم فهي المنطقة الأهم في العالم .
ونوهت بأن دعم المجتمع الدولي لكل ما يصدر عن قمم التعاون هو واجب مستحق لما تتمتع به دول الخليج العربي من ثقة ومكانة دولية وعلاقات راسخة مع أعرق وأكبر دول العالم منذ عشرات السنين بينت خلالها التزامها بتعهداتها ونظرتها الثاقبة وتعاملها الصائب بالتالي فإن التزام إيران بما يفرضه القانون الدولي يجب أن يكون موضع الاهتمام العالمي لكبح تعدياتها ووقف ما ترتكبه عبر سياساتها والمليشيات التابعة لها في عدة دول .
ورأت أن أزمات أخرى لابد أنها ستكون حاضرة بقوة في القمة كحال سوريا والمساعي لتجنيب أهلها المجازر والويلات والمزيد من الدم وكذلك المسار السياسي في اليمن الهادف لترسيخ سلطة الشرعية وفق القرار الدولي "2216" الصادر عن مجلس الأمن وإنهاء كافة مفاعيل الانقلاب الغاشم بالإضافة إلى الأحداث في العراق وليبيا وغيرها .
وأعربت "الوطن" في ختام إفتتاحيتها عن ثقتها بأن القمة ستكرس التعاون الخليجي وستكون نتائجها عند مستوى الطموحات العربية والدولية بما يدعم أمن وسلامة واستقرار المنطقة .
وفي كلمتها بعنوان "حفظك الله يا صمام الأمان" .. قالت صحيفة "الخليج" ليس اللقاء العابر لضيف عابر بل هو اللقاء في جوهر القصد وتمام المعنى. زيارة خادم الحرمين الشريفين التي اختتمت أمس أشاعت في أوساط شعب الإمارات فرحا حقيقيا مطوقا بالتفاؤل والأمل وجسدت كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أنموذج التضامن العربي العربي ووحدة التاريخ والجغرافيا والمصير مؤكدة أن أن العلاقة الاستراتيجية بين دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والمملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لا تنعكس إيجابا على البلدين فقط وإنما على مستوى دول مجلس التعاون والدول العربية عموما .
وتابعت الصحيفة تقول "الإمارات والسعودية اليوم تمثلان الحضور المهم والمؤثر للدولة العربية الوطنية المستقرة وبهذا تطرحان بقوة حالة متقدمة للتنمية والأمن والاستقرار مقابل الحالة النقيضة السائدة في عديد بلاد عربية أخذت تضيق شيئا فشيئا على أهلها وعلى العرب فباتت لقمة سائغة لوحش الحرب الأهلية والتفتيت والتطرف والإرهاب" .
وأشارت إلى أن الإمارات والسعودية أثبتتا ذلك للعرب وللعالم عبر تعاون سياسي واقتصادي لافت ومن خلال اتخاذ مواقف موحدة من مجمل القضايا المطروحة في الساحتين الإقليمية والدولية وحين لبى "صمام أمان" المنطقة سلمان الحزم نداء الشرعية المعتدى عليها في اليمن كانت دولة الإمارات أول المستجيبين ووضعت ثقلها السياسي والعسكري في خدمة تخليص اليمن من جماعة الحوثي الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح وعلى أرض اليمن قاتل الإماراتيون والسعوديون معا جنبا إلى جنب ووقفوا في وجه الأطماع الإيرانية والأدوار الخارجية المشبوهة معا وحرروا المواقع والموانئ والمدن وانتصروا معا وقدموا الشهداء الأبرار معا .
وأكدت أن ما يحدث بين الإمارات والسعودية وما تحققانه من منجز أو تعدان به من مستقبل يؤسس له الحاضر رافد أكيد يصب في بحر التعاون الخليجي في صورته المثلى وإذا كنا اليوم في رحاب قمة التعاون السابعة والثلاثين التي تعقد في المنامة فإن من الملائم القول بأن التعاون بين الإمارات والسعودية يجسد الحلم ويجعله قريبا .. متسائلة هل تطلق قمة المنامة مشروع الاتحاد الخليجي؟ .
وقالت الصحيفة في هذا الصدد إن دول المنطقة قد لا تكون مرحليا مهيأة للاتحاد في صورته المتداولة والأجدر تعميم أنموذج التعاون الخلاق بين أبوظبي والرياض حيث التنسيق والموقف الموحد في الأغلب بالنسبة للسياسة الخارجية وحيث تجاوز التجارة البينية وتنقل رؤوس الأموال الأسقف المتوقعة وحيث تختلط الدماء الزكية نحو حماية أراضي ومقدسات ومكتسبات شعوب المنطقة .
وتحت عنوان "دارك سلمان" كتبت صحيفة "الرؤية" إفتتاحيتها قائلة "دارك سلمان ومكانك حيثما امتدت أواصرنا وحيث تستحيل التلويحة انتظارا ووعدا بالاستقرار وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يفصح عن أمنية: أن تجمع الدول العربية علاقات تشبه ما بين الإمارات والسعودية لتكون شعوبها أسعد ومستقبلها أفضل ويمينها أقوى" .
وأضاف "ما هو كائن أعمق وأبعد بما يحمله من المشاعر ومواثيق العمل على الأرض إنما هي إضاءة في طريق واحد اختير ليكون ملاذا وتأكيدا على استمرارية الحلم المشترك وما يخبئه الحلم في المقبل من الإنجاز أكثر إشراقا ويحمل في طياته الخير للإقليم بأكمله ويتجاوزه إلى العالم العربي وما يدعم أمنه واستقراره ومجابهته المصاعب والتحديات" .
وأكدت أنها ليست تلويحة وداع إنما امتداد أزلي يوثق عرى الأخوة بين الإمارات والسعودية وتفسح أفقا مديدا يرسخ الجذر العميق بين الجغرافيا والتاريخ وبين شعبين يدركان أن وحدة المصير تمتد من الماضي وتعبر جسر الحاضر إلى الغد .
وفي موضوع آخر بعنوان "الفقر في العالم" .. قالت صحيفة "الخليج" في افتتاحيتها إن المدقق في مسألة الجوع والفقر في العالم يجد أنها لا تتصل بوفرة الإنتاج الزراعي أو غيره. فالجوعى يرون الأغذية في كل مكان لكنهم لا يطولونها بسبب فقدان القدرة الشرائية. فمهما تم تسهيل وصول المنتجات إلى الأسواق فلن يعني ذلك تسهيل وصول الجوعى إلى الغذاء .
وأضافت أن هذا ينسحب على الفقراء أيضا . فالفقر ينتشر في وسط البحبوحة في كثير من البلدان الغنية.. واستشهدت الصحيفة في هذا السياق بالولايات المتحدة حيث عدد الأفراد الذين لا يملكون الوسائل المادية أو المالية قد بلغ في عام 2015 ما يقارب ال 43,1 مليون أو ما يعادل 13,5 بالمائة من عدد السكان. فهذه النسبة الكبيرة من الفقراء في واحد من أغنى البلدان لا يمكن تفسيرها خارج نطاق فرص العمل المتاحة للناس.
ففي هذا البلد الذي ينفق مئات المليارات على القدرات العسكرية والذي يحظى بنظام جدير بالاحترام من حيث تنظيم الإنتاج والقيام بالبحوث والاختراعات نجد عجزا واضحا في القدرة على حل مشكلة الفقر. لكنه عجز لا يتأتى من قلة الموارد أو من فقدان الوسائل أو من غياب الإدارة الفعالة وإنما هو عجز ناتج من طريقة وضع الأولويات لدى صانع القرار . فإزالة الفقر ليس أولوية وبالتالي لا ينصب اهتمام صانع القرار عليه بل ينصرف إلى القضايا التي تحتل رأس أولوياته .
وشددت الصحيفة على أن مواجهة الفقر في البلدان الفقيرة أصلا أكثر تعقيدا . فالفقر فيها توالد من جراء الاستغلال الذي تعرضت له في عقود خلت وهو يزداد حدة بسبب أن الاستغلال المباشر حل محله استغلال غير مباشر لموارد هذه البلدان .. لافتة إلى أن الفقر في كثير من بلدان العالم لا ينبع من كون هذه البلدان لا تملك الإمكانيات وإنما لأنها لا تستطيع في ظل أنظمة اقتصادية ومالية سائدة أن تستفيد من إمكانياتها تماما .
ورأت أن دعوة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو" للحكومات إلى العمل على تشجيع تنويع الإنتاج الزراعي وتأمين تسويق المزارعين الفقراء لمنتجاتهم .. كان ينبغي أن تنصرف إلى التنبيه إلى المعوقات المؤسسية الدولية التي تحول دون مقاربة سليمة لمشكلة الفقر في العالم .