الكاتب فهمي عنبة

اهتم كبار كتاب الصحف المصرية بعدد من الموضوعات من بينها جولة الرئيس السيسي والتي من ضمنها زيارته إلى اليابان بهدف الاستعانة بخبرتها في تطوير العملية التعليمية عندنا، وكذا زيارته إلى كازاخستان والتي بدأها اليوم، والانهيارات التي اجتاحت أكثر من بلد عربي وأصبح الملايين من البشر بلا أرض أو وطن أو حياة.

فمن جانبه، تناول الكاتب جلال دويدار الحديث عن الرئيس السيسي وما قاله عن أن هدف زيارته لليابان هو الاستعانة بخبرتها في تطوير العملية التعليمية عندنا والتي تعاني التخلف.. مشيرا إلى أن رحلة الرئيس إلى اليابان ووفقا للهدف الذي أعلنه تؤكد إيجابية المعلومات التي دفعت به إلى القيام بهذه الرحلة الطويلة التي تستغرق ١٥ ساعة طيران.

ولفت إلى أن السياسات التعليمية التي تتبناها وتفعلها بعض الدول.. تقف وراء نهضتها في جميع المجالات، في هذا الشأن تبين لهؤلاء الخبراء أن مناهج التعليم في اليابان هى الأكثر حداثة وتطور في العالم. انتبهوا إلى أن ذلك كان وراء تميز اليابان علميا وصناعيا واقتصاديا واجتماعيا.. نفس ما يجري في اليابان معمول أيضا به في ألمانيا التي نهضت وتقدمت بفضل سياستها التعليمية. هذه السياسات ارتكزت على تلبية احتياجاتها وأهدافها والتي كان محورها التقدم التقني والتدريب المهني داخل مدارسها وجامعاتها.

وأعرب الكاتب عن أمله ألا تفسد العقول المعقدة الخبيرة في تعطيل كل شيء في بلدنا ما سوف يتم التوصل إليه في هذه الزيارة.
وتمنى ألا يكون مصير تحقيق هذا الهدف هو نفس مصير برنامج مبارك - كول للتدريب المهني. هذا البرنامج الذي تم الاتفاق عليه مع ألمانيا في التسعينيات استهدف التوسع في التدريب المهني من خلال المراكز المتخصصة.

مؤكدا أن تدمير هذا الحلم من جانب المفسدين كان هدفا مبرمجا يتمثل حاليا في اختفاء كل أثر وذكرى لحلم تطوير التعليم الفني في مصر.بينما تناول الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحديث عن كازاخستان تلك الجمهورية التي لا يعلم الكثير من المصريين شيئا عنها والتي كانت إحدى دول الكومنولث المستقلة عام 1991 عن الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفكيكه علي يد جورباتشوف.

ولفت الكاتب إلى أن هذه الدولة الإسلامية نشأت من تجمع أعداد من البدو الأتراك حول سهول ما بين آسيا الوسطى وشرق أوروبا.. ويقال إن "كازاخ" تعني الحر وستان هى وطن أو أرض فتكون كازاخستان هى "وطن الأحرار" ومساحتها 7.2 مليون كيلو متر مربع مما يجعلها تاسع دولة في العالم من حيث المساحة.

وقال إن كازاخستان هى المحطة الأولى في جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تبدأ اليوم وتشمل أيضا اليابان وكوريا الجنوبية.. حيث يلتقي مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف وكبار المسئولين كما يلقي السيسي خطابا في الجامعة هناك تركز على العلاقات الثنائية والتعاون المشترك والتطورات في مصر إلى جانب مكافحة الإرهاب ومناقشة سبل تحديث الخطاب الديني على اعتبار أن كازاخستان مهتمة بذلك والكثير من أهلها درسوا في الأزهر الذين يكنون له كل احترام وتقدير.

وأشار إلى أنها ورغم حدودها الشاسعة ومساحتها الواسعة وهى أكبر دولة إسلامية في المساحة إلا أن عدد سكانها لا يزيد على 18 مليون نسمة أغلبهم من "الكازاخ" وهناك روس وأتراك ومن الصين.. ويقوم اقتصادها على تصدير البترول واليورانيوم باعتبارها الأولى في العالم في إنتاجه إلى جانب معادن الزنك والرصاص والفضة والكروم.. كما أنها سادس دولة في استخراج وإنتاج الذهب مما يجعل اقتصادها قويا ومتنوعا خاصة وأنها متقدمة زراعيا وصناعيا وتجاريا ومهتمة بالبيئة.

وأشار إلى وجود علاقات قوية لمصر مع كازاخستان وترسل الأوقاف سنويا بعثات خاصة في رمضان.. كما توفد هى دارسين لتعلم الشريعة واللغة العربية في الأزهر الشريف.. وهناك جامعة مصرية تقوم بدور كبير في التواصل بين الشعبين.وتوقع الكاتب أن تكون زيارة الرئيس اليوم لكازاخستان بداية لعلاقات قوية ومتينة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والسياحية خاصة وأن شعبها يعرف الكثير عن مصر بلد الأزهر.

فيما تساءل الكاتب فهمي هويدي من كان يصدق أن تشهد الشعوب العربية كل هذه الانهيارات التي اجتاحت أكثر من بلد عربي وأصبح الملايين من البشر بلا أرض أو وطن أو حياة.. هذه الملايين من اللاجئين التي انتشرت في ربوع الأرض تبحث عن ملجأ وملاذ بعد أن دمرت الحروب الأهلية ديارهم وشردت أهليهم واستباحتهم فصائل الطغيان.

وتساءل لا أدري متى تلتئم جراح الانقسامات التي دمرت علاقات تاريخية بين الشعوب العربية ما بين طوائف دينية وأخرى عرقية وقد انتشرت هذه الانقسامات بين الشعوب مثل السرطانات كم من الزمن سوف يحتاج الجسد العراقي المنهك لكي يلملم شظاياه وكم يحتاج الشعب السوري من الزمن والأموال لكي يعيد بناء سوريا بيوتا وأرضا وناسا وأوطانا..وكم يحتاج الشعب اليمني لكي يداوي جراحه الدامية ما بين أطلاله المحطمة.. وكيف سيواجه الشعب الليبي محنة الانقسامات بين قبائله بكل ثوابتها وتاريخها في العلاقات الإنسانية..وقبل ذلك كله متى يعود المهاجرون وقد تشردت صفوفهم بين بلاد الله شرقا وغربا وأصبحوا أجزاء متناثرة لا يعرفون بعضهم بعضا.

وأكد الكاتب أن العالم العربي سيحتاج وقتا طويلا حتى يدرك أبعاد هذه المؤامرة الخبيثة ويمسك بخيوطها وهل كانت لأسباب خارجية أم أنهم شركاء الوطن.ودعا الكاتب إلى أن نجلس من الآن وبعد أن تنقشع الغيوم لنراجع الأخطاء والخطايا ولا أدري ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الفترة من تاريخنا هل سيقول إن هذه الأمة التي دفعت آلاف الشهداء لتحرر إرادتها قد أعادت جيوش الاحتلال والاستعمار لتحميها من بعضها البعض.

وأشار إلى أن الإنسان العربي يعيش أياما عصيبة أمام نظم تحللت وسقطت وتاريخ يتهاوى وآثار دمرتها حشود الإرهاب والموت.. لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيكون غدا هل تشتعل نيران حروب أكبر ومواجهات أسوأ على تراب الأرض العربية التي احتضنت يوما أنبياء الله بكل الحب واليقين والسماحة.. وتساءل هل تتدفق أنهار دماء جديدة بعد أن تهاوت ينابيع الخير في بلاد العرب في أكبر ثروات التاريخ..هل استبدلنا البترول بالدم واخترنا الموت بديلا للحياة والسؤال الأهم: ماذا سيقول التاريخ عن هذه الفترة من تاريخ العرب؟!.