الرياض-أ ش أ
حذرت صحيفة «الرياض» السعودية، الأربعاء، مما يحدث في شبه جزيرة سيناء ومدن وأحياء مصر، باعتبارها مقدمات أو إنذارات بأن خطط تمزيق المنطقة قائمة.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان «أصدقاء في ثياب أعداء!!»، أن ما يحدث «حرب إنهاك لمنع بناء دولة المؤسسات وجلب الاستثمارات، قائلة: «لذلك لا يوجد من يقوم بالدور الإرهابي سوى الإخوان».
ورأت الصحيفة، أن «صناعة الإرهاب أسهل من مقاومته، ومن يملك أدواته التنظيمية ودعمه المادي وتسخير آليات العمل من مخططي الداخل والخارج، يستطيع الهيمنة على هذه القوى».
وتابعت: «نحن الآن أمام منظومة عجيبة، ففي الوقت الذي تعتبر أمريكا (حماس) منظمة إرهابية، تتحاور مع الأب الروحي لها الإخوان، وتقاتل (القاعدة) في اليمن، بينما تتناغم مع إرهابي (الحوثيين)، ومن يفهم مسلسل اللعبة عليه أن يدرك مخاطرها لأنها ستتسع لتعم المنطقة بأسرها».
وقالت «الرياض» إن «السياسات وصياغة الأهداف والمصالح، لا تعالَج بالنوايا الحسنة، ومن يفهم انحناءات الطرق السياسية، فعليه أن يضع في حسابه أن الوسيلة التي توصل للهدف هي النتيجة، وحين نقف محتارين كيف تستقبل أمريكا وفداً من الإخوان المسلمين تفتح له الأبواب، ويقيم في أفضل الفنادق ويحاور أعضاء الكونجرس ومراكز التأثير وصانعي القرار».
وأضافت الصحيفة أن «الولايات المتحدة بعثت وفداً لليمن يحاور الحوثيين ليقرأ تصوراتهم عن الأدوار القادمة، ثم يصل إلى النقطة الأساسية في عقد قران قادم مع إيران، فإنه يفهم أن هذه الدولة ليس لديها مواثيق ثابتة».
وتابعت: «تجاوزت ذلك مراراً بحوارات مع المنشقين من الاتحاد السوفيتي، واحتضنت وحاربت من أجل فيتنام الجنوبية، وآوت المعارضين الكوبيين، وسجنت المعارضين منهم، وتريد الإبقاء على الأسد حتى لا يتكرر مشروع فراغ الحكم الليبي، كما تدعي، وهذا السلوك طبيعي لمن يعلم أن عالم المثل في العلاقات الدولية ليس له بند أو حكم أو قرار ملزم».
وأشارت الصحيفة إلى مبدأ الهيمنة الذي سارت عليه الامبراطوريات والقوى العظمى، ولذلك فإنها في سبيل هذه الهيمنة تسيّر شركاتها وبنوكها ودورتها الاقتصادية والأمنية، واحتكاراتها الكبرى كي تقف معها في حالة حرب المصالح هذه.. فخلق النزاعات حول الدولة أو المحيط المستهدف يفترض شن حرب باردة إعلامية ودعائية، وتوظيف قوى الداخل المناوئة بالتعاون معها بصرف النظر عن مبادئها وطروحاتها لتحقيق هذه المكاسب والإطاحة بخصمها.