رام الله ـ نهاد الطويل
اعتبر الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني "اليونيم" فتحي الناطور أن الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أَضحت لاعباً أساسياً في تشكيل الرأي العام في المنطقة العربية والعالم.وأكد الناطور في حوار أجرته معه "مصر اليوم" عبر "سكايب" أن الإعلام الإلكتروني والاجتماعي بات أشبه بساحة مليئة بـ "السلاح"، حيث يلتحق فيها المتصفح ويشارك في عملية تغيير " ناعمة "،وتساهم في عملية التغيير الحاصلة في المنطقة العربية. وأشار الناطور إلى أن فكرة تنظيم الإعلام الإلكتروني في الدول العربية يجب أن تتحدد في عملية الترخيص بدلاً من إغلاقها والتسبب في حالة من الفوضى والفلتان الإلكتروني. وفيما يتعلق برؤيته لتجربة الإعلام الفلسطيني لفت ناطور إلى أن فلسطين لا تعاني من الموارد البشرية والإعلامية القادرة على البناء، غير أنهم غير قابلين للإبداع والتطور داخل دولهم نتيجة لهيمنة ما وصفه بالعقليات التقليدية على مفاصل المؤسسات الإعلامية والصحافية. ووصف الناطور تلك العقليات بـ "المقاولين" التي حالت دون ظهور أي شكل من أشكال التطور والإبداع. وجدد الناطور أن الاتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني يسعى لتحقيق رؤيته فيما يتعلق بالمرجعية القانونية والمهنية للمؤسسات الإعلامية الإلكترونية والعاملين بها في العالم، ودعم وبناء وتطوير قدرات المؤسسات الإعلامية الإلكترونية بإقامة علاقة شراكة قائمة على أساس التعاون والتنسيق المشترك وإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية للمواقع الإلكترونية كافة التي تلتزم بالأنظمة ومواثيق الشرف الإعلامية وحقوق الإنسان والتعددية الفكرية وتشجيع ثقافة إنشاء وتطوير المدونات في المجالات الاجتماعية كافة، ورصد وتوثيق قضايا الانتهاكات التي تتعرض لها المواقع الإعلامية الإلكترونية، والعاملين فيها على مستوى العالم، وإصدار البيانات الصحافية والإعلان عن ميثاق شرف عالمي للإعلام الإلكتروني، إضافة إلى تنظيم المؤتمرات والمعارض وورش التدريب والمسابقات الدولية لمؤسسات الإعلام الإلكتروني والعاملين فيه كافة وتقديم المساعدة القانونية والتقنية والإعلامية والترويجية للمواقع الإلكترونية كافة والعاملين بها وتمثيلهم لدى المؤسسات الدولية المختلفة، وتجنيد التمويل اللازم للمشاريع والبرامج والأنشطة التنموية وتنفيذها مع المؤسسات الشريكة لتعزيز مبدأ سيادة القانون والحرية والعدالة والديمقراطية والشفافية، وإصدار بطاقات صحافة دولية للعاملين في حقل الإعلام الإلكتروني، ومنح شهادات مهنية للمؤسسات التي تزاول مهنة الإعلام الإلكتروني التي تلتزم بالقوانين الناظمة للإعلام الإلكتروني كافة والحاصلة على عضوية الاتحاد. وفيما يتعلق بعضوية الاتحاد أكد الناطور أن العضوية مفتوحة أمام الجميع للانضمام للاتحاد أفراداً ومؤسسات، لافتاً إلى أن أبرز تحفيز للمواقع الإخبارية يكمن حالياً في تمكينها وتتويجها بشهادات العضوية بالمجان، ولازال الباب مفتوحاً على مدار العام الجاري،للمؤسسات الإعلامية كلها والقائمين عليها، ناهيك عن الدعم والإرشاد والتوجيه، ولمزيد من المعلومات يمكنكم الاطّلاع عليها من خلال الموقع الإلكتروني ل"يونيم" www.uniem.org كما تطرق الناطور إلى الدور الذي يمكن للصحافة الإلكترونية أن تقوم به في هذه المرحلة من خلال المساهمة في نشر الفكر والثقافة في العالم، وإظهار الرأي والرأي الآخر الذي تمحور سابقاً في الإعلام التقليدي الذي لا يأخذ إلا بوجهة نظر واحدة، وساهم في خلقِ صورةٍ جديدة للحرب الدائرة في العالم اليوم. وأشار الناطور إلى الفرصة الذهبية التي تمنحها وسائل الإعلام الجديد اليوم للمواطن العادي الذي بات يعرف بـ " المواطن الصحافي " أو " صحافة المواطن". وعن الأسباب التي قادت إلى التفكير لتأسيس الاتحاد الطولي للإعلام الإلكتروني أرجعها الناطور إلى ما وصفه "بالخوف والتردد والجهل الناتج عن سيطرة العقلية الأمنية على المؤسسات في الدول العربية مما دفع بالقائمين على تأسيس الاتحاد للبحث عن بدائل في أميركا والدول الأوروبية." وأضاف أن الاتحاد سيسعى لأن يكون الإعلام الإلكتروني جزءاً ثابتاً ومحورياً في منظومة الحقوق والواجبات المطلوبة لترسيخ سيادة القانون والقضاء في المجتمعات العربية. وإلى جانب شغله منصب الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني، الفلسطيني، اختير الناطور قبل شهور لمنصب سفير النوايا الحسنة، ومدير نظام الأمن لمكتب حقوق الإنسان للسلام، برتبة سفير متجوّل ومراسل فلسطين لفيلق السلام الخاص في منظمة الأمم المتحدة للسلام الدولي وحقوق الإنسان (Spmuda). وأكد الناطور أن هذا الموقع سيعطيه فرصة إضافية للقيام بمسؤولياته إزاء قضيته الفلسطينية العادلة، إلى جانب رفع المعاناة وتنفيذ برنامج، عن طريق توفير ما يمكن توفيره من رعاية صحية وتعليم والحماية التي يحتاجها أبناء الشعب حتى يمكن إعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً لتمكينهم من الاندماج في مجتمعهم، كي يسهموا في دفع عجلة التنمية البشرية المستدامة وتحقيق رؤية السلام والتقدم الاجتماعي المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة. والإعلامي فتحي ناطور لاجئ فلسطيني من حيفا ويعيش حالياً في ولاية نيويورك الأميركية ، فيما مارس الإعلام منذ العام 1989 وعمل في العديد من المؤسسات الإعلامية في فلسطين، ففي عام 1993 أسس أول مركز للإعلام متخصص في التعاقد مع الصحافة الأجنبية في فلسطين، ومن مهامه توفير الخدمات الإعلامية، ثم أسس أول قناة تليفزيونية محلية في فلسطين اسمها " قناة فرح"، إلى جانب تأسيس إذاعة فرح العام 2000 كإذاعة فلسطينية متخصصة تربوية، وفي عام 2005 انضم إلى تأسيس مجموعة من الشبكات الإعلامية كشبكة القدس وشبكة التلفزيون العربي الموحد ومجموعة كبيرة من الشبكات الأخرى، لكن شبكة "معا" هي الشبكة التي حققت نجاحاً كبيراً في الآونة الأخيرة.