الإعلامية البلغارية Victoria Marinova

عثروا على إعلامية بلغارية، اسمها "Victoria Marinova" ، عليها قتيلة بأسلوب وحشي، السبت الماضي، في إحدى حدائق مدينة "Ruse" الممتدة على ضفة نهر "الدانوب" الشهير، والبعيدة في أقصى الشمال الغربي البلغاري 300 كيلومتر عن العاصمة صوفيا، والتي ألمح التحقيق الأولي أن الدافع إلى قتلها هو تقرير تلفزيوني أعدته عن فضيحة فساد تتعلق باختلاس أموال خصصها الاتحاد الأوروبي لتمويل مشاريع تنموية في بلغاريا.

اتضح من التحقيق أيضًا، أن قتلتها قاموا بضربها على رأسها وشجّه بعنف للتخلص منها بسرعة، ثم أقدموا على خنقها حتى لفظت آخر أنفاسها، وقبلها "تم اغتصابها على ما يبدو" وفقاً لما قرأته "العربية.نت"، مما قاله وزير الداخلية البلغاري Mladen Marinov"" للصحافيين، ونقلته الوكالات في معرض اعتقاده بأن الإعلامية التي وجدوها جثة ناقصة بعض ثيابها، ومن دون هاتفها المحمول ونظاراتها ومفاتيحها "قد لا يكون لمقتلها علاقة بالتقرير عن الفساد" مذكرًا بما أشار إليه المدعي العام في مدينة "روسه" من أن التحقيق يأخذ بالاعتبار كل الفرضيات " الشخصية أو المتعلقة بمهنتها"، كما قال.

ودعا ""Harlem Desir المتحدث باسم "حرية الصحافة" في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، بتغريدة عبر "تويتر"، الأحد، إلى إجراء تحقيق عاجل ومعمّق، لمحاسبة المسؤولين عن مقتل مارينوفا، التي كانت مديرة لقناة TVN"" التلفزيونية في "Ruse" وبدأت مؤخرًا بتقديم برنامج حواري جديد، سمّته "Detector" وتناولت بأول تقاريره في 30 سبتمبر/أيلول الماضي فضيحة فساد تتعلق باختلاس أموال خصصتها صناديق الاتحاد الأوروبي لمشاريع بني تحتية ببلغاريا، "وأشارت فيه إلى تورط محتمل لممثلين عن القيادة العليا للبلاد"، حيث تمت سرقة 30 إلى 40% من إجمالي المال المخصص أو إنفاقها على الرشاوى في بلغاريا.

واستضافت فيكتوريا مارينوفا في الحلقة الأولى من برنامج "الكاشف" التلفزيوني، أحد مشاهير الصحافيين الاستقصائيين في بلغاريا، وهو "Demitar Stoyanov" الناشط مع موقع" "Bivol الشهير محليًا بتحرياته الإعلامية، ومعه استضافت صحافيًا من رومانيًا، معروفًا أيضًا باستقصاءاته، هو "Attila Biro" العامل مع موقع "Rise Project" الإخباري الاستقصائي، وهما من نراهما في فيديو تقديمي عن الحلقة، تعرضه "العربية.نت" الآن، وفيه يتناولان معها تفاصيل عمليات احتيال نالت قسًما كبيًرا مما وصل كمساعدات إلى بلغاريا من صناديق تابعة إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن معظمها اختفى مسروقا بعمليات قام بها رجال أعمال وسياسيون، على حد ما كشفه البرنامج الذي يعتقدون أن حلقته الأولى هي الدافع وراء التخلص من مارينوفا التي قضت عزباء بعمر 30 سنة.

جريمة قتل مارينوفا، هي الثالثة التي تلحق بإعلاميين في الاتحاد الأوروبي بعام واحد، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي تم استهداف الصحافية Daphne" "Caruana Galizia بتفجير سيارتها في مالطا، وهي في داخلها أمام منزلها، لكشفها فضائح سابقة ومعروفة باسم "وثائق مالطا"، المتورط فيها بعض المسؤولين.قتل مارينوفا، هو ثالث جريمة تلحق بالصحافيين في الاتحاد الأوروبي بعام واحد، فقبلها قتلت المالطية دافني كاروانا غاليزيا، وبعدها السلوفاكي يان كوسياك وخطيبته، بعدها في فبراير/شباط هذا العام قضى السلوفاكي الاستقصائي ""Jan Kuciak وخطيبته "مارتينا كوسنيروفا" رميًا بالرصاص أمام منزله، وهم من تنشر "العربية.نت" صورهم أعلاه، وكان قتل كوسياك بسبب تحقيقات أجراها حول عمليات تزوير متصلة برجال أعمال مشكوك بأمرهم، كما وبسياسيين في الدولة.