القاهرة - صوت الامارات
ارتكبت مذيعة سورية، ما وصفه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، بـ"مذبحة" بحق الشعر العربي، لدى تقديمها فقرة مسابقات، تم بثها مباشرة، على الفضائية السورية، ضمن فعاليات معرض تجاري، أقيم أخيراً في العاصمة دمشق.
وتوجّهت المذيعة وتدعى ماسة آقبيق، بسؤال لمن حولها، عن قائل بيت شعري، قامت بإلقائه عليهم. وهنا وقعت الواقعة! حيث قرأت بيت أبي العلاء المعري على الشكل التالي: "هذا جَناهُ أبي عَلِيْ وما جنيتُ على أحد". حيث قرأَت "عَلَيَّ" على أنها "علِي"، أي الاسم المشهور.
ولم تتوقف الفضيحة عند نطق عَلَيَّ على أنها عَلِي، بل أخطأت، باسم شاعر عربي مشهور آخر، وهو أبو فراس الحمداني، فقرأت اسمه: "أبو فارس الحمداني!".
وتعرّضت الفضائية السورية لانتقادات لاذعة وسخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ما ارتُكِبَ على لسان المذيعة. فقامت إدارة القناة، بتوجيه إنذار خطّي لها، على ما اقترفته، محذرة إياها من عقوبة الإيقاف عن العمل، في حال التكرار!
والشاعر أبو العلاء المعري (363-449) للهجرة، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان التنوخي، ابن معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب شمال سورية واشتهر بلقب "رهين المحبسين" فقد بصره بعد أربع سنوات من ولادته. ومن آثاره العالمية كتاب (رسالة الغفران) الذي اقترن باسمه، فضلاً من مؤلفه الضخم "اللزوميات" أو "لزوم ما لا يلزم". وهو من أشد أنصار المتنبّي تعصبّا له. وكان يعمِل الفلسفة والتأمل والحكمة، في الشعر.
وأمّا البيت الشعري الذي أخطأت المذيعة السورية بقراءته، فنقل مصنفون قدامى، أن المعرّي أوصى بأن يكتب على قبره: (هذا جَناهُ أبي عليَّ وما جنيتُ على أحد).
والشاعر أبو فراس الحمداني (320-357) للهجرة، ولد في (منبج) التابعة لحلب السورية وقيل في الموصل العراقية، ومنبج كانت إقطاعاً له تأتمر بأمره. وهو الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان الحمداني، ابن عم سيف الدولة صاحب حلب، ممدوح المتنبي الشهير. قال عنه الصاحب بن عبّاد: "بُدِئ الشعر بمَلك وخُتِم بمَلك، يعني امرأ القيس وأبا فراس"، تبعاً لما ذكره ابن خلكان في (وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان).
وأبو فراس الذي قرأته المذيعة السورية (أبو فارس!) هو صاحب القصيدة ذائعة الصيت: "أراكَ عصيّ الدمع شيمتك الصبرُ" التي غنّتها كوكب الشرق أم كلثوم. والجدير بالذكر أن القصيدة تناوب على تلحينها، أكثر من ملحّن مصري، كان أشهرهم الموسيقار رياض السنباطي.