برلين - صوت الأمارات
هناك مشكلة يعرفها جميع أصحاب السيارات، ألا وهي البحث عن المفتاح في الحقيبة، والتي عادةً ما تنتهي بتفتيش كل مكان يوجد أو قد لا يوجد به المفتاح.
وقد طالت موجة التطور مفتاح تشغيل السيارة لإيجاد حلول بديلة أكثر حداثة وعملانية بالنسبة للمستخدم، والتي تكتب فصل النهاية لمفتاح السيارة عما قريب؛ حيث ساعد التطور في مجال الاتصالات على استدعاء وظائف مفتاح السيارة عبر الهواتف الذكية أو الساعات الذكية، إلا أن لهذا الأمر مخاطر تكمن في عمليات الاختراق، التي قد تسهل سرقة السيارة.
وأوضحت أنيتا فيلسر، مديرة قسم الإنتاج بشركة كونتينينتال المغذية لصناعة السيارات، قائلة: "تقدم تقنيات الاتصالات حلولًا رائعة لتسهيل الحياة اليومية بشكل كبير، كما أننا ننصح باستخدامها".
وأضافت أن أبسط الحلول التقنية تتمثل في نسخة إلكترونية من المفتاح التقليدي للتحكم عن بعد، والتي يتم لصقها كشريحة على جسم الهاتف الذكي للتحكم في فتح الأبواب. ومن الحلول الأخرى إمكانية الاتصال عن طريق جهاز طرفي ذكي كهاتف ذكي أو ساعة ذكية، بينما يظل اختيار الأمر في المفتاح.
وأشارت فيلسر إلى أن المفتاح التقليدي يمكن أن يفقد أهميته، عند وجود مفتاح رقمي بشكل كامل، ويتم إنشاء هذا المفتاح على سيرفر آمن، بعدها يتم تخزينه على بطاقة SIM للهاتف الذكي، كي يتيح إمكانية الدخول إلى السيارة، التي تم تعريفها بشكل مسبق، كما يمكن برمجته بواسطة صاحب السيارة بحسب الموقف المعني. ويمكن لصاحب السيارة منح بعض حقوق القيادة لمدة قصيرة وبشكل مؤقت، والتي تعمل على تحديد السرعة القصوى والتحكم في السيارة بسهولة عندما تكون في أيدي الغرباء.
وترى الخبيرة الألمانية أن هذا المفهوم يوفر مزايا مفيدة للشركات، التي لديها أسطول من السيارات، وكذلك الشركات المتخصصة في إيجار السيارات. وبعد الاختبارات العملية الأولى في إطار محدود من المتوقع أن تتوسع هذه التقنية في الانتشار خلال عام 2016، بينما تكون الحلول الأخرى جاهزة لطرحها في الأسواق خلال عام 2017.
وقد استعارت العديد من الشركات العاملة في إنتاج السيارات تقنيات شركة كونتينينتال؛ حيث تستند جميع الأفكار في صف السيارة بشكل أوتوماتيكي في سيارات شركتي بي إم دبليو وفولفو على أن يتمكن المرء يوماً ما من استدعاء سيارته من المرآب عن طريق الهاتف الذكي أو الساعة الذكية.
واعتمدت شركة أودي الألمانية أيضاً على مفهوم يعرف باسم التقنيات القابلة للارتداء (Wearable)، وسوف يعتمد عليه الجيل الجديد من سيارة أودي A8، والذي تنتقل فيه خصائص المفتاح إلى بعض الأجهزة الجوالة.
وتفكر شركة بي إم دبليو في الاتجاه المعاكس، ففي الآونة الأخيرة قامت الشركة الألمانية بتزويد سيارتها i8 بتقنية "Display Key"، والتي من خلالها يمكن التحكم في بعض وظائف السيارة، مثل معرفة حالة شحن البطارية وخزان الوقود، وكذلك فتح الأبواب والنوافذ عبر شاشة لمسية قياس 2.2 بوصة.
ويبدو استبدال مفتاح السيارة التقليدي بالهاتف الذكي أو الساعة سمة من سمات مسايرة العصر، ولكنه ينطوي على بعض المخاطر الكامنة؛ حيث تم اكتشاف العديد من الثغرات الأمنية في هذه التقنية، والتي قد ترتفع إلى خطر السرقة في بعض الأحيان، وذلك وفقًا لنادي السيارات الألمانية (ADAC).
وأضاف بنيامين أوبركيرش، المتحدث الإعلامي باسم شركة مرسيدس، قائلاً: "حتى لا تعترض الشركات المنتجة للسيارات على استخدام الهاتف الذكي في تشغيل وفتح أبواب السيارة، لابد من تأمين النظام من وجود أي خطر من أي أطراف أخرى". وأشار إلى أن التقنيات الحديثة في مجال تأمين بطاقات SIM تساعد على إنشاء اتصال آمن بين الهاتف الذكي المصرح به والسيارة، كما أشار إلى أن مطوري الشركة يعملون على تقديم تقنيات جديدة خلال العام الجاري.