تستعد صناعة السيارات الفرنسية لانتعاشة مالية وانتهاز فرصة لاستعادة هيمنتها على السوق الايرانية بعد دفء العلاقات بين طهران والمجتمع الدولي. ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية – في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – عن مصادر بشركة "رينو" الفرنسية، التي باعت نحو 100 الف سيارة في السوق الايرانية قبل تفعيل العقوبات المفروضة على ايران، قولها إن الشركة لا يزال لديها 200 مليون يورو مجمدة في إيران من الممكن ارجاعها الى خزائنها الفرنسية. وتأمل الشركة الفرنسية في استعادة جزء كبير من الحصة السوقية التي وصلت إليها قبل فرض العقوبات من جانب الولايات المتحدة وقوى عالمية اخرى حيث بلغ اجمالي المبيعات 6ر1 مليون سيارة في 2011. ومنذ اسبوعين قامت ايران بتوقيع اتفاق لتقليص برنامجها النووي في مقابل رفع بعض العقوبات حيث سيتم تخفيف جزء منها ابتداء من يناير المقبل ولمدة 6 أشهر، سواء بشأن البضائع أو قطع غيار السيارات، بينما تجري بقية المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وأكدت الصحيفة أن صانعي السيارات الفرنسية حذرون بشأن استكمال الجولة الثانية من المفاوضات والتي سيحدد نجاحها بشكل كبير ما إذا كان سيتم رفع العقوبات بشكل دائم على سوق السيارات والمنتجات الأخرى أم لا، ويحدد أيضا ما ذا كان سيتم تخفيف العقوبات المالية مما يسمح بعودة عمليات نقل الأموال إلى فرنسا. ونسبت الصحيفة إلى دومينيك ثورمان المدير المالي لشركة "رينو" قوله "إن المفاوضات الدبلوماسية لا تزال جارية. ومن الواضح أن الوضع الحالي أفضل بكثير مقارنة بالعام الماضي"..أنا متفائل بعودة النشاط التجاري كما كنا قد تركناه إذا تم رفع كافة هذه العقوبات". من جانب آخر، فإن شركة "بي إس إيه بيجو سيتروين" المنافسة، التي باعت أيضا 458 ألف سيارة في عام 2011، مستحوذة على نحو ثلث اجمالي السوق، تستعد للعودة أيضا للبلاد التي كانت أكبر سوق لها بعد فرنسا، حيث أكد المدير المالي للشركة جان باتيست دي شاتيون أن العقوبات خفضت حوالي 10 مليون يورو شهريا من أرباح التشغيل. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا سيكون دعما مرحبا به لمجموعة سجلت خسائر تشغيل بقيمة 48 مليون يورو شهريا في عام 2012. وفي نفس السياق، عبر المتحدث الرسمي لشركة بيجو عن رضاه عن نتائج مفاوضات جنيف، التي استطاعت تعليق جزء من العقوبات..مؤكدا أنهم لن ينتظروا نتائج بقية المفاوضات المقرر عقدها فيما بعد. وتستعد كلتا الشركتين "بيجو" و"رينو" لاقتناص الفرصة للعودة مرة اخري لسوق منتعش (ايران) ، خاصة بعد الركود الذي يشهده السوق الأوروبي على مدار العقدين الأخيرين. الجدير بالذكر أن معظم شركات صناعة السيارات في السوق الإيراني مجمعة بواسطة شركات محلية بالشراكة مع شركات عالمية.