دراجات بخارية فارهة في الكويت

يخرج من بيته قبيل الغروب مرتديا خوذته وبزته ذات المواصفات الخاصة لحماية أجزاء جسده، يصعد على دراجته البخارية أو "سيكله" كما يحلو له أن يسميه تأسياً ببني جلدته من الخليجيين، والذي قام بتجميع أجزائه بنفسه، يقطع به شارع الخليج الذي يطوق المدينة جيئة وذهابا، يستعرض مهاراته في السرعة وينفذ حركات تحبس أنفاس المشاهدين، والتي وإن انطوت على مخاطر جمة، غير أنه يقلل منها بتأكيد قيامه بالتمرن عليها.

الانطلاقة كانت مع خالد الخليفة الذي ارتبط عشقه للدراجة البخارية بالمرحلة الثانوية، والآن وهو يتجاوز الثامنة والثلاثين من العمر بقليل، يقص حكايته مع الدراجات، فيقول: "يعشق الشباب الكويتي الدراجات البخارية لدرجة كبيرة، فينفقون عليها ببذخ شديد ويشاركون باهتمام في المهرجانات والحفلات التي تقام لغرض إظهار مواصفات الدراجات ومهارات سائقيها، ومن أهم هذه المهرجانات مهرجان "كويت رايدرز" الذي يستعرض فيه الشباب أفخر أنواع الدراجات في العالم". ويضيف: "الشباب الكويتي ومن فرط عشقه للدراجات البخارية لا يأبه كثيراً بتغيرات الطقس، فتراه يستقل دراجته في قيظ الصيف، تماما كما يفعل في برد الشتاء، تساعده على ذلك بطبيعة الحال بعض الاستعدادات الخاصة".

"بعض الشباب يقومون باستيراد قطع الدرجات البخارية منفردة ثم تجميعها لضمان أن تكون دراجاتهم ذات مواصفات خاصة" بهذه العبارة استهل وليد الكندري حديثه، وهو الذي يمتلك دراجة بخارية يتجاوز ثمنها الثلاثين ألف دينار كويتي (93 ألف يورو تقريباً)، ويتابع: "أهوى ركوب "السيكل" منذ عشر سنوات، وقمت بتجميعه بمواصفات خاصة، حيث استوردت أجزاءه من أميركا قبل أكثر من عام".

أما جاسم الهرشاني؛ فهو واحد من الشباب الكويتيين الذين يعشقون الاستعراض في الشوارع والقيام بعمل حركات بهلوانية، ويقول: "أقوم بالمشي على إطار واحد لمسافات طويلة وهو أمر لا يخلو من الخطورة، حتى أنني تعرضت لأكثر من حادث لكنني نجوت". ويشير جاسم إلى أن مؤشر دراجته البخارية تتجاوز سرعته القصوى 320 كيلو مترا في الساعة، مؤكداً سعادته بهذا الأمر الذي ينم عن قوة الدراجة وتميزها.

حمد العيد حالة خاصة بين عشاق الدراجات البخارية، إذ يهوى جمع الماركات العالمية، حتى أضحى يمتلك خمس دراجات يبلغ مجموع أثمانها مئة ألف دينار كويتي "حوالي 305 آلاف يورو"، ويقول: "أهوى السفر لمسافات طويلة بواحدة من دراجاتي، فعندما أعلم بوجود مسابقة للدراجات البخارية في أي دولة خليجية؛ أقوم بتجهيز معداتي وأنطلق برا إلى المسابقة، حيث أصطحب معي في كل مرة دراجة مغايرة لسابقتها تذهب بلب الناظرين، وقد حصلت على مراكز متقدمة في أكثر من مهرجان للدراجات النارية أقيم في منطقة الخليج.

من جانبه قال العضو المؤسس بمهرجان "كويت رايدرز" معاذ السالم، والذي هو عبارة عن مسابقة لأفضل دراجة بخارية في دول الخليج من حيث الإبداع والابتكار،" إن النسخة الخامسة من المهرجان أقيمت الشهر الماضي وشملت مشاركة واسعة من جميع الجنسيات".

واستطرد قائلاً: "المهرجان يهدف إلى جمع أكبر عدد من الدراجات الموجودة في دول الخليج للمشاركة في فعالياته المختلفة، وبالفعل فإن عدد الدراجات المشاركة بلغ مئة وستين دراجة نارية هذا العام"، مؤكداً أن المشاركة لم تقتصر على الخليجيين فقط، فهناك وفود قدمت من دول عربية أخرى مثل مصر والأردن ولبنان.

وأوضح السالم أن جوائز المهرجان مكونة من ثلاث جوائز للمستويات الثلاثة الأولى، وهي سيارة ودراجة بخارية ومبلغ مالي.