الحنكور طائر أسطوري

 بُغية العثور على منطقة مناسبة للرسو ، فالجزيرة تحيط بها الشعاب المرجانية التي تظهر رؤوسها فوق سطح البحر كسور قلعة حصينة، أو أصابع سبابة تندد و تحذر كل من يجرؤ على الاقتراب منها ، لكن شغف البحث العلمي دفع بي و صديقي خبير الطيور الدكتور محمد شبراق على الإصرار على قائد المركب للعثور على مكان مناسب لرسوه ، و بعد عدة محاولات رسا المركب لكن علينا قبل ذلك أن نخوض مياه البحر قبل أن تخطو أقدامنا على الجزيرة . و للوصول لداخل الجزيرة اضطررنا لتسلق حاجز صخري مرتفع أكّد لي أن في هذه الجزيرة مَنْ يحتمي بها ،كنَّا نسمع صوت صخب يدوي في أطراف الجزيرة و كأن من يقطنها يندد بمن حضر كيف يجرؤ على اقتحام محميته ، وبعد تجاوزنا الحاجز الصخري هالنا المنظر الذي أشرفنا عليه ،حيث كان البياض يغطي الكثبان و السواحل الرملية ، ولم يكن ذلك البياض سوى مستعمرة كبيرة لطائر الحنكور ، اندمجت في المنظر متأملاً الجمال ، و عرفت مَنْ يتوارى خلف أسوار القلعة المرجانية ،و لم يوقظني من تأملاتي سوى صرخة صديقي الفرحة وهو يقول بحبور طافح : (الحمدلله) يكررها ثم يردف بعدها صرخة الانجاز (YES) ! ، قد تستغرب عزيزي القارئ عن سر كل هذا الفرح و الحبور و لك أن تعرف أنه بسبب عثورنا أخيراً و بعد أيام من التنقل بين جزر محافظة (الوجه) مستعمرة طائر الحنكور (زقزاق السرطان) .

و كما يتضح من الهوية التصنيفية لزقزاق السرطان أنه طائر فريد ،فهو الممثل الوحيد لفصيلته( Dromadidae) الحنكوريات ، فليس له أجناس أو أنواع أخرى، و نظراً لتميزه و انفراده بخصائص لايشاركه فيها طائر آخر. وهذا شيء فريد في التصنيف ! لكن هناك ما يزيد الأمر غرابة أن تشاركه عدة طيور الاسم لكنها تنتمي لفصيلة مختلفة (فصيلة الزقزاقيات PLOVERS ، Charadriidae ) و من تلك الطيور:الزقزاق الرمادي و زقزاق الرمل الكبير و الزقزاق الاسكندراني .

للحنكور عدة أسماء عامية حيث يطلق عليه أهالي الخليج العربي أسماء مختلفة ففي الإمارات و الكويت يسمى شواعري و كويري و أكَّال السرطان .