لندن ـ صوت الإمارات
تعتبر الخنازير أذكى الحيوانات الأليفة في المزرعة، فيما كشف بحث جديد أن الخنازير البرية، وخاصة الأفريقية والذكور، لديها بوصلة مغناطيسية مدمجة تسمح لهم بتحديد اتجاهي الشمال والجنوب, وهذا الاكتشاف قد يفسر لماذا يعد الخنزير خبير في الملاحة مثل الحمام الزاجل، ولن يكون مفاجئا لأحد أن قرأ قصة من "تو تامورث"، التي يهرب فيها خنزيران من مكان ذبح الحيوانات (السلخانة)، ونجا صندانس، الخنزير البري الذكر مع شقيقته بوتش من السلخانة في ملمسبوري في ويلتشير في عام 1998، وفقا للقصة, وفروا لمدة أسبوع قبل أن يتم القبض عليهم في النهاية ونقلهما إلى مزرعة السلالات النادرة في كينت، إذ كان والد بوتش من الخنازير البرية.
وقال مؤلف الدراسة، الدكتور باسكال مالكيمبير، إنه على الرغم من دراسة فريقه كانت على الخنازير البرية الذكور والخنازير الأفريقية، فإنه من المرجح أن تكون لدى خنازير المزارع الصغيرة نفس المهارة. وأضاف إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "نحن نعتقد أنه من الممكن بشكل كبير أن يكون لدى الخنازير المحلية في المزارع نفس الحس المغناطيسي".
وتوصل العلماء إلى أن الخنزير البري لديه قدرات جيدة في التوجيه، وذاكرة مكانية جيدة، وتستخدم علامات الأرض والرائحة لتحديد واجهتها، إلا أن قدراتهم البصرية ضعيفة، كما أن اعتمادهم على حاسة الشم ليست وسيلة فعالة للتنقل لمسافات طويلة.
وجاء اكتشاف أن الخنازير البرية الذكور والخنازير الأفريقية لديها بوصلة داخلية من خلال دراسة 1,614 خنزير بري خلال استراحتهم و بحثهم عن الطعام ونحو 1,849 1خنزير بري في الجمهورية التشيكية، و1,347خنزير في أفريقيا.
وكتب باحثون في مجلة الثدييات، وجدت "تفضيلا كبيرًا للغاية بين الشمال والجنوب" لا يمكن تفسيرها من خلال الظروف الجوية أو أي عامل آخر, واصطفت الخنازير أيضا في بيوتها على طول محور الشمال والجنوب - وهذا لا يمكن تفسيره إلا من خلال وجود بوصلة.
وفضلا عن الحمام الزاجل، ورعي الماشية و الغزلان ، والخفافيش، وفئران الخشب، فإن الخنازير أيضا يمكن أن تضم إلى كل هذه الحيوانات التي لديها بوصلة مغناطيسية، إلا أن آلية الدماغ الدقيقة التي تسمح الثدييات بالكشف عن القطب الشمالي المغناطيسي لم يتم التوصل لها بعد.
وحذَّر مؤلفو الدراسة من أن خطوط الطاقة الكهربائية قد تعطل "إحساس الخنازير البرية إزاء الاتجاهات" ويؤدي لأن يصبح مشوشا ويتسبب في حوادث السيارات. وكانت الخنازير البرية الذكور انقرضت في المملكة المتحدة منذ حوالي 300 سنة. ولكن في السنوات الأخيرة يبدو أنها بدأت في العودة من جديد, ووفقا لتقرير إدارة الشؤون الريفية و البيئة والغذاء، فإن هناك نحو ألف خنزير بري في المملكة المتحدة، على الرغم من أن بعض الخبراء قدروا العدد بعشرة أضعاف ذلك. ويستطيع الخنزير البري الركض لمسافة 30 ميل في الساعة، ويصل وزنه إلى 20 باوند عند نموه بشكل كامل، كما يمنه القفز إلى 6 أقدام, وفي العام الماضي قتل المؤلف التقني ريمون غرين ، 47 عامًا، بعدما ضربه من قبل خنزير بري، كما ألقى باللوم على هذا الحيوان أيضا في مقتل أحد الأميرات الملكيات في مزرعة في برودواي. ويُقدر الرقم القياسي لوزن الخنازير البرية إلى 518 باوند في هيرفورد في 2008، كما توجد أيضا بانتظام في كينت وشرق ساسكس وغابة دين في غلوسيسترشاير. كما تزدهر أعداد الخنازير البرية عبر قارة أوروبا, ووفقا لإحصاءات من عامي 2012، 2013، تبين أندول مثل اسبانيا وبولندا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لديها أعداد نموذجية من الخنازير البرية ما بين 200 ألف إلى 640 ألف في العام.