أبوظبي - وام
أطلقت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في أبوظبي مساء أمس النسخة الأولى من تقرير "إعادة النظر في الطاقة" وذلك خلال الحفل الذي أقامته بفندق سانت ريجيس ابوظبي
حضر الحفل سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ في الدولة وسعادة وليد سلمان رئيس مجلس إدارة مركز دبي لضبط الكربون وسعادة عدنان أمين مدير عام " آيرينا ".
وأشار التقرير إلى أن أي حل دولي يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون وتجنب حدوث تغييرات كارثية في المناخ سيعتمد بشكل رئيسي على تسريع عملية تبني تقنيات الطاقة المتجددة.
وركز التقرير الجديد على قطاع توليد الكهرباء في العالم ومدى تأثير التطور التكنولوجي والنمو الاقتصادي وتغير المناخ على آلية عمل القطاع وهو يستند إلى الأبحاث والتحليلات العالمية التي تصدرها "آيرينا" .. كما يراقب التقرير درجة التقدم التي حققها العالم على صعيد التحول باتجاه مستقبل قائم على مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر الى ان اطلاق التقرير يعكس مرحلة جديدة ومهمة في مسيرة تطور الوكالة الدولية للطاقة المتجددة كمركز للعلم والمعرفة والتميز في مجال الطاقة المتجددة.
وقال إن الجهود التي تقوم بها "آيرينا" تتماشى مع ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي يسهم في تعزيز تطور قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة والعالم لاسيما وأن الطاقة المتجددة قد أصبحت خيارا ذا جدوى اقتصادية وأحد المكونات الأساسية في مزيج الطاقة العالمي.
وأضاف ان أهمية هذا التقرير تتمثل في أنه يرسي معايير جديدة حول طريقة إدراك قطاع الأعمال والمستثمرين والحكومات في مختلف أنحاء العالم للطاقة المتجددة وإمكاناتها ومزاياها والفرص التجارية التي توفرها والأهم من ذلك أنه يعيد صياغة طريقة تفكيرنا بقطاع الطاقة العالمية عموما.
من جانبه قال عدنان أمين مدير عام "آيرينا " "يعد القلق المتزايد حيال الوصول إلى مصادر الطاقة وأمن الطاقة وتغير المناخ والآثار البيئية لاحتراق الوقود الأحفوري هو المحرك الرئيسي لعملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة ونحن نرى في ذلك حالة استثمارية مجزية بكافة المقاييس.
وأضاف أمين ان مصادر الطاقة المتجددة تحظى بآفاق مستقبلية واعدة ولكن يتوجب علينا إعادة النظر في آليات إدراجها ضمن التوجهات السائدة لقطاع الطاقة.. وانطلاقا من ذلك ينبغي على صناع السياسات تبني نهج أكثر شمولية ومرونة لمواصلة تعزيز حصة مصادر الطاقة المتجددة ضمن إجمالي إمكانات شبكات التوزيع الكهربائية".. ومع توقعات بتخطي عدد سكان العالم عتبة 8 مليارات نسمة بحلول عام 2030 من المرجح أن يرتفع معدل الطلب على الكهرباء بمقدار الضعف نتيجة انتقال أعداد أكبر من الناس إلى مصاف الطبقة المتوسطة واستهلاكهم كميات أكبر من الطاقة.
وقال من المعـروف أن زيادة استهلاك الطاقة يـؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ويتسبب حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء وحده بنحو 40 بالمائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الحالية الناجمة عن الإنسان.
وأقيمت في ختام حفل الاطلاق جلسة نقاش حول مضمون التقرير شارك فيها كل من عدنان أمين مدير عام " آيرينا "والدكتور ثاني أحمد الزيودي السفير الدائم لدولة الإمارات لدى " آيرينا" مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية والسيد ابراهيم بابلي كبير الاستراتيجيين ورئيس فريق الطاقة المتجددة في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والسيد فيليشي إجيدي رئيس الشؤون التنظيمية ل "اينل جرين باور".
ولفت تقرير "إعادة النظر في الطاقة" أن الطلب على الطاقة لا ينمو فحسب وإنما يطرأ عليه تغيير جذري في وقت يسعى فيه الأفراد والحكومات والشركات للحصول على مزيج طاقة أنظف وأكثر تنوعا وتوافرا.
وتزداد القناعة تدريجيا بأن الطاقة المتجددة هي الحل لمواكبة متطلبات مشهد الطاقة العالمي المتغير إذ تعتبر البصمة الكربونية لمصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك أنواع الطاقة الحيوية والحرارة الأرضية وطاقة المياه والمحيطات والرياح والطاقة الشمسية أقل بنحو 250 ضعفا من الفحم وحتى 120 ضعفا من الغاز الطبيعي الذي يعد أنظف أنواع الوقود الأحفوري.
ويسلط التقرير الضوء أيضا على دور القوانين والأنظمة الصادرة مؤخرا والأدوات الاستثمارية الجديدة في إشراك مجموعة جديدة من اللاعبين تضم العائلات والمزارعين من جهة والشركات العالمية الضخمة غير المتخصصة بالطاقة من جهة أخرى وذلك للمساهمة في قطاع الطاقة المتجددة.
ويأتي طلب الدول والشعوب والمستهلكين بصفة عامة على رأس أسباب التحول الذي يشهده عالم الطاقة وكذلك الأهداف الرامية إلى تعزيز أمن الطاقة والحاجة لبناء مستقبل مستدام.
وخلال الأعوام الأربعين الماضية ارتفع عدد سكان العالم من 4 إلى 7 مليارات نسمة مع اتساع الطبقة المتوسطة وتنامي مستويات العيش في المدن وسجل توليد الطاقة الكهربائية خلال هذه الفترة نموا تخطى 250 بالمائة مع توجه حتمي نحو استمرار هذا النمو مستقبلا.