أبوظبي - وام
تعقد في أبوظبي خلال الفترة من السادس إلى الثامن من أكتوبر المقبل قمة "عين على الأرض 2015" بمشاركة ما يزيد عن 650 موفدا من الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والأكاديميين والمجتمع المدني .
وتستهدف القمة سد فجوة البيانات التي يواجهها واضعو السياسات عند إرسائهم لخطط التنمية المستدامة .
ويبحث المشاركون في القمة من الخبراء والمتخصصين في الحلول والإجراءات الضرورية لإتاحة الوصول إلى البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية على نطاق أكبر وإمكانات مشاركتها من أجل دعم جهود التنمية المستدامة .
وتتطرق القمة إلى الأثر الهائل الذي تخلفه الوتيرة السريعة للتنمية الاقتصادية والصناعية على الموارد الطبيعية وعلى التنوع البيولوجي وأنماط الاستهلاك في مختلف أنحاء العالم وتتطلب هذه التحديات العالمية وقفة واحدة وتعاونا وثيقا على المستوى الدولي لإيجاد حلول جذرية تتخطى الحدود السياسية وتساعد على تأمين مستقبل مستدام للجميع .
وتعد إحدى الخطوات الأولى الهامة ومحط التركيز في قمة "عين على الأرض 2015 " هي تلبية الحاجة إلى اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والتي يمكنها أن تستفيد من ثروة البيانات العلمية والمعلومات والمعارف المتاحة في حال تمكن الجميع من الوصول إليها وعلى نطاق واسع .
وقالت سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي أن جهود التنمية المستدامة في كل أرجاء العالم تتعرقل لأن واضعي السياسات يفتقرون لإمكانات الوصول إلى البيانات التي قد تحسن من عملية اتخاذ القرارات وستعمل هذه القمة على تطوير السبل اللازمة لسد فجوة البيانات سواء بين ما يحتاجه المواطنون وصانعو القرار لمعرفته وبين ما هو متاح ويمكن الوصول إليه .
وأضافت أن القمة ستنظر في الحلول الناجعة لإتاحة الوصول إلى البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتطبيقاتها ومشاركتها على نطاق واسع وذلك عبر مجالات العلوم والتكنولوجيا ومشاركة المواطنين.
وتعتبر "عين على الأرض" من الجهود التعاونية بين هيئة البيئة في أبوظبي عبر مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية وبين تحالف "عين على الأرض" والذي يمثل شراكة لمجموعة من المنظمات تهدف إلى بناء وحشد الدعم الدولي للوصول إلى البيانات البيئية وكجزء من عملياته التوسعية المستمرة .
وقد شهد التحالف في الآونة الأخيرة نموا ملموسا ليضم إلى جانب برنامج الأمم المتحدة للبيئة كلا من الفريق المعني برصد الأرض والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومعهد الموارد العالمية .
وقال أخيم شتاينر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن قادة العالم سيجتمعون هذه السنة للمشاركة في عدد من المناسبات الرئيسية للتنمية المستدامة من بينها القمة الخاصة باعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015 ومؤتمر التغير المناخي في باريس .. موضحا أن القرارات التي توصلت إليها تلك الاجتماعات سترسم ملامح المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والإجراءات المناخية .
وأضاف أنه لا بد من توفر بيانات موثوقة وشاملة وآنية لكي يتمكن القادة من اتخاذ القرارات الصائبة في ظل المتغيرات العالمية .. موضحا أن من أبرز المهام الرئيسية التي أخذها برنامج الأمم المتحدة للبيئة على عاتقه منذ فترة طويلة هو العمل مع الشركاء من أجل توفير البيانات التي من شأنها تلبية متطلبات مجتمع العلوم والسياسات .
وتعد الشراكات المثمرة مثل "عين على الأرض" نموذجا حيا للمبادرات الجديدة في مجال المعرفة والبيانات وأيضا الدور القيادي الذي أظهرته أبوظبي في هذه المساعي".
ويأتي الإعلان عن تاريخ القمة بعد اجتماع لممثلين من مجتمع "عين على الأرض" في مدينة بون الألمانية لإبداء انطباعاتهم حول تطوير مؤشرات ترصد بعض أهداف التنمية المستدامة ولمناقشة كيفية تقديم الدعم فيما يتعلق بالبيانات والمعلومات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف وبحزمة تشمل 17 هدفا مع 169 غاية مستهدفة حيث تغطي أهداف التنمية المستدامة طيفا واسعا من قضايا التنمية المستدامة بما في ذلك إنهاء الفقر والمجاعات وتحسين الصحة والتعليم وجعل المدن أكثر استدامة ومكافحة التغير المناخي وحماية المحيطات والغابات.
ومن المتوقع أن تشكل مهام "عين على الأرض" محورا جوهريا لتوفير البيانات الضرورية واللازمة لقياس الأداء والآثار المترتبة على أهداف التنمية المستدامة لا سيما وأن المشاريع الحالية والمستقبلية للمبادرات الخاصة تتماشى معها عن كثب وبما يضمن توفير المعلومات ذات الصلة وإتاحتها للجميع بصورة آنية.
ومن المقرر أن يشارك جمهور عالمي في فعاليات القمة وأيضا المساهمة في الحوار عبر شبكة الإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي حيث يستطيع أفراد الجمهور من الاطلاع على كيفية المشاركة في الحدث من خلال زيارة الموقع الإلكتروني لمبادرة "عين على الأرض".