اقتلع مستوطنون، صباح السبت، أكثر من 100 شجرة زيتون مثمرة في منطقة الكرم الغربي في قرية قريوت جنوب نابلس، في حين يواصل المزارعون الفلسطينيون قطف محصول زيتونهم، وذلك في ظل مسلسل تصاعد الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين والتنكيل بهم. وأكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس أن "مستوطنين من مستوطنة "عيليه" المحاذية للقرية، قاموا باقتلاع أكثر من 100 شجرة زيتون مثمرة في منطقة الكرم الغربي الواقعة غربي القرية"، فيما استنكر محافظ نابلس اللواء جبرين البكري "الاعتداء من قبل المستوطنين"، مطالبا المواطنين بـ "مواصلة قطف ثمار الزيتون في جميع الأماكن في المحافظة، رغم اعتداءات المستوطنين المتكررة"، داعيا الهيئات الدولية والإنسانية إلى "التدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف اعتداءات المستوطنين". ومع شروع المزارعين الفلسطينيين بالتوجه إلى حقولهم لقطف زيتونهم هذه الأيام، صعد المستوطنون من اعتداءاتهم على المزارعين لمنعهم من الوصول لحقولهم، بحجة أن تلك الأراضي هي أراض إسرائيلية. وفي حين يواصل المستوطنون قطف ثمار أشجار الزيتون الفلسطينية القريبة من مستوطناتهم المقامة على أراضي المواطنين، بحجة أنها أملاك لهم، شرعت مجموعات من المستوطنين خلال الأيام الماضية بالتصدي لعشرات الفلاحين المتوجهين لحقولهم ومنعهم من الوصول إليها. وهاجم عشرات المستوطنين، ظهر الخميس، المزارعين في قرية بورين (جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة) وطردوهم من حقولهم، بحجة أن تلك الأراضي هي أراض إسرائيلية وأراضي الآباء والأجداد للمستوطنين. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: إن أكثر من 100 مستوطن من مستوطنة "يتسهار"، اعتدوا على قاطفي زيتون ومتضامنين جنوب قرية بورين، وسلبوهم معداتهم، مضيفا أن "مواجهات اندلعت بين المواطنين والمستوطنين في أعقاب ذلك". وقال نمر الطيراوي من بورين: إن المستوطنين كانوا يحملون العصي والآلات الحادة والمواسير وطردونا بعد تهديدنا ورشقنا بالحجارة. وأشار إلى "مجموعات أخرى من المستوطنين هاجمت عائلة الزبن والطيراوي من البلدة، مع أن متضامنين أجانب حضروا لمساندة أهالي القرية في موسم قطف الزيتون. وعقب ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال القرية ودارت مواجهات بين الجنود وعشرات الشبان الذين رشقوهم بالحجارة، علما بأن الجيش اقتحم القرية لردع الأهالي ومنعهم من مقاومة المستوطنين المهاجمين". وتشهد مختلف أرياف الضفة الغربية عشرات الاعتداءات من قبل المستوطنين بحق المزارعين في موسم قطف الزيتون كل عام. وفيما يحضر المزارعون أنفسهم لقطف زيتونهم يتهيئوا نفسيًا لمواجهة اعتداءات المستوطنين، الذين يقدمون على سرقة محصول أشجارهم، وخصوصًا القريبة من المستوطنات والواقعة خلف جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية، وعزل مساحات شاسعة من أراضي المواطنين المزروعة في الأشجار خلفه، لتصبح المعاناة مضاعفة من أجل الوصول إليها. وللوصول إلى تلك الأراضي المعزولة بالجدار، على المزارعين الحصول على تصاريح دخول إليها من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الحصول على عدد قليل من التصاريح يصل بعض المزارعين إلى أراضيهم بعد طول انتظار على بوابات وفتحات تحت سيطرة جيش الاحتلال في جدار الفصل، ليجدوا أن محصول أشجارهم قد قطف وسرق من قبل المستوطنين.