أدت الأمطار، التي تساقطت، الثلاثاء، بغزارة متوقعة في الأمطار خريفية الأولى، إلى زحمة سير على الطرقات اللبنانية، لاسيما على الأوتوستراد الساحلي، بين كسروان وبيروت. وأدت السيول إلى ضغط سير كبير، بعدما تكونت بحيرات اصطناعية تحت الجسور، لتصح بذلك توقعات وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، الذي قال أن "بيروت والمدن ستغرق، لأنه ليس هناك اعتمادات لتنظيف مجاري المياه"، والتي رد عليها وزير المال محمد الصفدي بعنف، مُبينًا حجم الأموال التي صرفها.وفي الشمال، هطلت الأمطار الغزيرة في طرابلس، وزغرتا، والبترون، والمناطق المحيطة بها، لمدة ساعة، تخللها ارتفاع قوي لمنسوب المياه، وسرعة الرياح، وسط انعدام للرؤية في معظم أرجاء المدن، وحولت الأمطار الشوارع إلى أنهار ومستنقعات، اصطادت السيارات والمارة، وكذلك تحولت الأدراج في جبل محسن والقبة شمال المدينة إلى أنهار، ولم يفد عن وقوع أضرار جسدية أو مادية.وفي الضنية، تسببت الأمطار الغزيرة باقتلاع بعض الأشجار الحرجية، ووقوعها وسط الطريق الرئيسية، التي تربط المنطقة مع مدينة طرابلس، لاسيما عند مدخل بلدة بخعون، ما أدى إلى سد جزئي للطريق لبعض الوقت، قبل أن تعمل ورشة بلدية بخعون على رفع الأشجار من وسطه.كما أدت غزارة الأمطار إلى سد قنوات تصريف مياه الأمطار على جانبي الطريق الرئيسية، ما حوّل الطريق إلى مستنقع كبير وبرك تجمعت فيها المياه، فضلاً عن تسبب الأمطار في انهيار بعض جلول البساتين الزراعية، فيما تحولت الطرق في مدخل عكار إلى بحيرات،وأغرقت السيول المحال والمؤسسات التجارية، وخلفت أضرارًا في بعض المحتويات، كما جرفت خيم النازحين في صهل عكار والسفيرة، لاسيما تلك التي لم تكن محصنة بما فيه الكفاية، أو تلك التي أقيمت على أراض غير صخرية، فغمرتها الوحول.وعلى أوتوستراد المتن السريع، بين أعالي المتن وبيروت، تدهورت شاحنة لقوى الأمن الداخلي، وانزلقت سيارات عدة إلى جانب الطريق، بفعل الحفيرات التي لم تكن قد انجزت بعد، وأقفلت الطرق، المغمورة بالوحول، والمنزلقات العالية، ما أدى إلى توقف السير لساعات طويلة.وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون الطقس، الأربعاء، غائمًا جزئيًا، مع احتمال أمطار خفيفة متفرقة صباحًا، دون تعديل يذكر في درجات الحرارة.